الارشيف / منوعات

اعتقال متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في باكستان بعد اشتباكات بكشمير

كتابة سعد ابراهيم - وفي تحول مضطرب للأحداث، ألقي القبض على أكثر من 50 شخصا في باكستان في أعقاب احتجاج اتسم بمشاعر معادية لإسرائيل، وبلغت ذروتها في تخريب مطعم كنتاكي. وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإن الحادث وقع في ميربور، وهي بلدة في منطقة كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، حيث تجمع متظاهرون متحمسون مساء الجمعة بعد صلاة رمضان، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.

تصف الروايات من مكان الحادث مشهدًا فوضويًا حيث اشتبك المتظاهرون، الذين كانوا يحملون لافتات كتب عليها “فلسطين حرة” وألقوا خطابًا عنيفًا مناهضًا لإسرائيل، مع قوات إنفاذ القانون. وكشف قائد شرطة ميربور، كامران موغال، لوكالة فرانس برس، أن المسيرة التي وصل عدد المشاركين فيها إلى نحو 400 شخص، تحولت إلى اشتباك مع السلطات بعد أن انحرف عن منطقة الاحتجاج المخصصة.

أصبحت النقطة المحورية للاضطرابات هي ميناء كنتاكي، الذي تحمل العبء الأكبر من غضب المتظاهرين. وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة حصار المطعم، حيث كشفت اللقطات عن نوافذ محطمة وتخريب داخلي ومحاولات لإضرام النار في المطعم، رغم أنه لحسن الحظ لم يتم تدميره بالكامل.

وأدى الاشتباك إلى سقوط ضحايا في صفوف الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، من بينهم تسعة من ضباط الشرطة أصيبوا جراء مقذوفات أطلقها المتظاهرون. وفي وقت لاحق، تم القبض على أكثر من 50 شخصًا على خلفية الاضطرابات، وفقًا للمشرف موغال.

وقال مالك مطعم كنتاكي المستهدف شودري سعيد لوكالة فرانس برس، إن تحذيرا مسبقا أرسله إلى السلطات قبل أسبوع، تضمن تفاصيل مقطع فيديو يظهر مجموعة من الأفراد يستعدون للهجوم. وتمحورت دوافع المتظاهرين، كما يظهر في الفيديو، حول التضامن مع غزة ومعارضة المنتجات الإسرائيلية، وهو ما يعكس المشاعر العالمية الحالية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

على الرغم من أن غالبية المتظاهرين ليس لديهم أي انتماء رسمي، إلا أن السلطات أكدت وجود أعضاء في حركة لبيك باكستان، وهو كيان سياسي متطرف ارتبط سابقًا بالاحتجاجات العنيفة.

يسلط هذا الحادث الضوء على التداعيات الملموسة للتوترات الجيوسياسية على الأرض، حيث يعبر الشعب الباكستاني، مدفوعًا بمشاعر مؤيدة للفلسطينيين، عن تضامنه مع غزة بينما يدين في الوقت نفسه مؤيدي إسرائيل. ومع استمرار الفصائل الإسلامية في إدانة التحالفات الغربية والدعوة إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، فإن آثار هذا الصدام هي تذكير صارخ بالتفاعل المعقد بين السياسة العالمية والتعبير المحلي عن التضامن.

Advertisements