الأحد 6 نوفمبر 2022 11:10 صباحاً - ربط باحثون من جامعة لوند في السويد ظاهرة "إصبع الزناد" بالمرضى الذين يعانون من كلا النوعين، الأول والثاني، من داء السكري.
لماذا السبب يعاني مرضى السكري من "إصبع الزناد"؟
ويصف "إصبع الزناد"، أو "الإصبع الزنادي" الحالة التي ينثني فيها إصبع واحد أو أكثر - غالبا إصبع الإبهام أو البنصر - في راحة اليد في وضع يصعب تصويبه. وعادة ما يمكن علاج هذه الحالة المؤلمة بحقن الكورتيزون، ولكنها تتطلب جراحة في بعض الأحيان.
وقال ماتياس ريدبيرغ، مؤلف الدراسة وطالب الدكتوراه في جامعة لوند: "في عيادة جراحة اليد، لاحظنا منذ فترة طويلة أن المصابين بداء السكري، من النوع الأول والنوع الثاني، يتأثرون غالبا بالإصبع الزنادي. وأكثر من 20% ممن يحتاجون إلى جراحة لهذه الحالة هم مرضى مصابون أو سيصابون بمرض السكري".
ولدراسة ما إذا كان ارتفاع نسبة السكر في الدم (عدم انتظام سكر الدم) يزيد من خطر الإصابة بـ "الإصبع الزنادي"، فحص الباحثون سجلين: قاعدة بيانات الرعاية الصحية التي تتضمن جميع التشخيصات، وسجل السكري الوطني السويدي.
ووجدوا أن ما بين 1 و1.5% من السكان يتأثرون بالإصبع الزنادي، لكن التشخيص يصل إلى ما بين 10-15% في المصابين بالسكري، وتظهر هذه الظاهرة بشكل أكبر في المجموعة المصابة بداء السكري من النوع الأول.
وتسلط الدراسة الاسكندنافية الضوء على "نمط السكر في الدم باعتباره عاملا حاسما لزيادة خطر الإصابة بالإصبع الزنادي"، وفقا للباحثين.
ولوحظ أن الذين يعانون من نسبة سكر في الدم غير منتظمة، كانوا أكثر عرضة "لانحباس الأعصاب" في أيديهم. وهي حالة يصبح فيها العصب الزندي محجوزا أو مضغوطا، مؤديا إلى الألم، أو الخدر، أو الضعف.
والآلية أو الآليات الكامنة وراء زيادة المخاطر غير معروفة، ولكن هناك نظريات تفيد بأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يجعل الأوتار المثنية وأغلفة النسيج الضام أكثر سمكا، ما يؤدي إلى انغلاقها بسهولة أكبر. وكان من المعروف سابقا أن الأشخاص الذين يعانون من نسبة السكر في الدم غير المنتظمة هم أكثر عرضة لحدوث "انحباس الأعصاب" في اليد.
وشرح البروفيسور لوند لارس، المشارك في الدراسة، أنه الإضافة إلى الضغط العصبي (الانحباس العصبي)، قد يرتبط حدوث الإصبع الزنادي بسماكة النسيج الضام في راحة اليد، والمعروف باسم تقفع دوبويتران (Dupuytren’s contracture)، وضعف في حركة المفصل وخطر الإصابة بالتهاب المفاصل في قاعدة الإبهام.
وربما تختلف الآليات الكامنة وراء هذه المضاعفات في حالة مرض السكري.
وأشار الفريق إلى أن الجراحة تسير على ما يرام في غالب الحالات، وهناك القليل من المضاعفات، لكن الأمر يستغرق وقتا أطول قليلا للمرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني لاستعادة الحركة والوظيفة كاملتين.
يوصف مرض السكري بأنه "قاتل صامت" لأنه غالبا ما يصيب المرضى دون إظهار أعراض مبكرة.
ويعد مرض السكري من النوع الثاني الأكثر شيوعا، والذي يحدث عندما يصبح الجسم مقاوما للإنسولين أو أن البنكرياس غير قادر على إنتاج كمية الأنسولين التي نحتاجها للتحكم في نسبة السكر في الدم.
وعلى غرار العديد من الأمراض، يمكن للتشخيص المبكر أن يساعد في الحد من المضاعفات، حيث يمكن أن يقلل ذلك من خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب ومشاكل الكلى والمشكلات الجنسية. ولذلك، سيكون من المفيد معرفة الأعراض المبكرة للحالة.
ويقول الخبراء إن هناك بعض العلامات التي يجب البحث عنها في اليدين، وأنه يجب أن تولي اهتماما خاصا لأظافرك.
1. الإصبع الزنادي
وجدت دراسة حديثة أن المصابين بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني، هم أكثر عرضة لتجربة حالة تعرف باسم الإصبع الزنادي.
ويحدث الإصبع الزنادي عندما ينتهي إصبع واحد أو أكثر - غالبا ما يكون البنصر أو الإبهام - في وضع منحني يصعب تصويبه.
وغالبا ما يمكن علاج الحالة المؤلمة بحقن الكورتيزون، ولكنها تتطلب جراحة في بعض الأحيان
ووجد الخبراء في جامعة لوند أن خطر الإصابة يزيد في حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم.
2. احمرار حول الأظافر
وجدت دراسة سابقة أن المصابين بالسكري يعانون غالبا من مشاكل في الدورة الدموية.
وهذا يعني أنك قد تلاحظ احمرارا حول الأظافر. ويجب أيضا أن تراقب الجلد الزائد ومدى تشبث الظفر بفراش الظفر.
3. خطوط بو
يمكن ملاحظة خطوط بو في الأصابع، وهي أخاديد عميقة تمتد على عرض الظفر. قد تبدو مثل التلال في صفيحة الظفر.
ويمكن ملاحظة خطوط بو لدى أولئك المعرضين لإصابات أو أمراض جلدية، فضلا عن المصابين بأمراض مزمنة، بما في ذلك مرض السكري.
4. أظافر صفراء
الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بعدوى فطرية تعرف باسم فطار الأظافر.
وإذا كنت تعاني من هذه الحالة، فمن المحتمل أن تتحول أظافرك إلى اللون الأصفر وتصبح هشة.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) إن هناك سبعة أعراض من المحتمل أن تواجهها إذا كنت مصابا بداء السكري من النوع الثاني، تشمل التبول أكثر من المعتاد، وبشكل خاص في الليل.
ويحدث هذا عندما يكون هناك الكثير من السكر في الدم حيث تعمل الكلى بجهد أكبر للتخلص منه، وهذا بدوره يجبر جسمك على إنتاج المزيد من البول.
ومن الأعراض الأخرى الشعور بالعطش طوال الوقت وذلك لأن التبول يحدث أكثر مما ينبغي، ما يؤدي إلى الجفاف.
ويمكن أيضا ملاحظة الشعور بالتعب طوال الوقت، والذي قد يكون ناتجا عن انخفاض مستويات السكر في الدم.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن فقدان الوزن دون محاولة، والجروح التي تستغرق وقتا أطول للشفاء، وتشوش الرؤية، جميعها أعراض رئيسية لداء السكري.
وهناك بعض العوامل التي تعرض الأفراد لخطر الإصابة بمرض السكري، والتي تشمل تجاوز سن الأربعين، وإذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
وإذا كان لديك أي من أعراض مرض السكري من النوع الثاني، فعليك مراجعة الطبيب العام.