الخميس 3 نوفمبر 2022 03:10 مساءً - قال معمر الارياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة أن مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، تواصل تلاعبها واستثمارها لملف خزان النفط العائم صافر الذي يحتوي على قرابة 1.14 مليون برميل من النفط الخام، متجاهلة التحذيرات التي اطلقتها مراكز دراسات وخبراء طيلة ثمانية اعوام، من مخاطر التسرب النفطي وآثاره الكارثية المحتملة على مختلف الأصعدة.
وزير الإعلام يطالب بتحرك دولي لوقف تلاعب مليشيا الحوثي بملف صافر
واوضح ان مخاطر انسكاب صافر تذكر بحادثة اصطدام ناقلة نفطية بالشعب المرجانية في سواحل خليج الامير وليم في ثمانينيات القرن الماضي، وتسرب 11 مليون جالون من النفط كلفت ثلاثة اعوام من عمليات التنظيف المستمر، سُخر لها 11 الف موظف و58 طائرة، بالإضافة إلى 1400 سفينة لتطهير المنطقة المنكوبة والتي شملت 91 شاطئًا.
واشار الارياني إلى ان الحادثة حينها تسببت بكارثة بيئية عظمى نفق على إثرها اكثر من 284.000 حيوان بحري، وانهارت مصائد الأسماك وأفلس الصيادين وتدهور اقتصاد المدن الساحلية على مر الاعوام التي تلتها، كما قدرت التقارير الخسائر الاقتصادية ب 2.8 مليار دولار، ولازالت الشواطئ المتأثرة بالتسرب النفطي تعاني حتى الآن.
ولفت إلى ان انسكاب صافر سيكلف مخزونات الصيد اليمني 1.5 مليار دولار على مدى 25 عام، وسترتفع أسعار الوقود 800٪، وسيتأثر 3 ملايين في الحديدة بالغازات السامة، وعند اختلاط الغاز بمياه الأمطار سينتهي به المطاف في طبقات المياه الجوفية مما يؤدي للتسمم البطيئ والمشاكل الصحية طويلة المدى لستة ملايين شخص.
واضاف: تؤكد الدراسات أن 4٪ من الاراضي الزراعية المنتجة ستغطى بالغيوم السوداء، ما سيؤدي إلى القضاء على الحبوب والفواكه والخضروات التي تقدر قيمتها ب 70 مليون دولار، وتوقف عمل مينائي الحديدة والصليف مما سيمنع دخول 68٪ من المساعدات الاغاثية ويفاقم الأزمة الإنسانية ويؤثر على 8.4 مليون يمني، كما سيهدد التسرب النفطي صحة البشر في اليمن والدول المشاطئة للبحر الأحمر، ويلحق تلوثا بمصانع تحلية مياه البحر الأحمر ويقطع امدادتها على 10 ملايين شخص، كما ستخسر اليمن المصائد السمكية التي توفر معيشة اكثر من 1.7 مليون مواطن، وسيدمر التنوع البيولوجي والمنظومة الايكولوجية بالمنطقة.
وحذر الارياني من أن التسرب النفطي سيعود بآثار مدمرة على الاقتصاد اليمني والعالمي، اذ ستتوقف اهم الممرات المائية المساهمة في حركة التجارة العالمية، وسترتفع اسعار النفط العالمية، مما ينعكس سلبًا على معدل التضخم الاقتصادي وسيزعج الاقتصادات النامية المتأثرة بجائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية
وأكد ان مليشيا الحوثي بدأت بالتلاعب بملف ناقلة النفط صافر مبكرا بعد ان إحاطة الناقلة بالألغام البحرية وأخرجت العاملين ومنعتهم من دخولها وصيانتها، واحتجاز مدير الشركة، ومطالبة المجتمع الدولي بقيمة النفط المحتجز والمقدر ب80 مليون دولار، ثم عرقلتها وصول الفريق الاممي الفني لتقييم وصيانة الناقلة.
وطالب الارياني المجتمع الدولي بسرعة التحرك لتفادي المخاطر الكارثية المحدقة بالبيئة والاقتصاد، جراء تآكل هيكل الناقلة وتزايد احتمالية تسرب أو غرق أو انفجارها، ووقف تلاعب مليشيا الحوثي، واستخدامها صافر "قنبلة موقوتة" لابتزاز وتهديد العالم وجني مكاسب مادية وسياسية وعسكرية.
حذر وزير الاعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني من مخاطر تمدد المشروع الطائفي التوسعي الايراني، على امن واستقرار المنطقة العربية، والسلم والامن الإقليمي والدولي.
وأكد محاضرة القاها، بمقر برلمان الاتحادي الالماني خلال الندوة التي نظمتها الأكاديمية الدبلوماسية الثقافية في برلين بعنوان "السياسات الاقتصادية والامنية الاوروبية وتأثيرها على الاستقرار وصناعة السلام ( الحالة اليمنية)" بحضور عدد من اعضاء البرلمان والدبلوماسيين والباحثين والمهتمين بالشأن اليمني، بأن استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في تقويض فرص السلام في اليمن وتهديد امن الطاقة وممرات الملاحة الدولية، لا يخدم سوى الأجندة التوسعية الايرانية، وسياساتها لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحويل الاراضي اليمنية منطلقًا لتنفيذ ذلك المشروع، واستخدام نظام الملالي في طهران الملف اليمني ورقة ابتزاز دولية للمساومة في ملفاتها التفاوضية.
ولفت إلى ان المسيرات الايرانية التي تقتل اليمنيين منذ ثمانية سنوات، ودمرت البنية التحتية والمنشآت الحيوية في اليمن، واستهدفت الاعيان المدنية ومنشآت الطاقة في دول الجوار، هي ذاتها التي تستخدم اليوم لنشر الارهاب حول العالم، وان على المجتمع الدولي ان يدين استخدام السلاح الايراني في اليمن كما يدينه في باقي دول العالم.
واستغرب الارياني من ازدواجية المعايير في تعامل المجتمع الدولي مع أزمات العالم، حيث تحدث اليمنيين بصوت عالي عن تهديد الطائرات الايرانية المسيرة لأمن واستقرار اليمن دون أي تجاوب، فيما يجري اليوم الحديث بقوة عن مخاطر الطائرات المسيرة الايرانية في اوكرانيا.
واستعرض الأوضاع السياسية والانسانية في اليمن، والجهود التي بذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من أجل تحقيق السلام من خلال التعاطي الايجابي مع الجهود والمبادرات الاقليمية والدولية، بما فيها الهدنة الأممية التي ترفض ميليشيا الحوثي تمديدها وتوسيعها وتصر على تقويضها من خلال استهداف المنشآت الحيوية والمناطق المأهولة بالسكان في مناطق سيطرة الحكومة، والتي كان اخرها استهداف مينائي الضبة ورضوم، بعد ان رفضت تنفيذ التزاماتها بموجب الهدنة سواءً فيما يتعلق بفتح الطرقات في مدينة تعز أو توريد عوائد المشتقات النفطية في ميناء الحديدة وتوجيهها لصرف المرتبات وهي التزامات أُقرت بموجب اتفاق ستوكهولم في العام ٢٠١٩ وتجددت بموجب الهدنة الأممية في أبريل الماضي.
وتطرق الارياني إلى الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها مليشيا الحوثي بحق المواطنين في مناطق سيطرتها، والتي شملت كافة الحقوق المكفولة بموجب القوانين المحلية والاتفاقات والاعراف الدولية، وتنوعت بين القتل والسجن ومصادرة الممتلكات ومنع الصحف ووسائل الاعلام، وخطف الصحافيين والناشطين، وتهجير الأقليات الدينية، وتجنيد الاطفال، وخطف وتعذيب النساء، ومنع الانشطة الثقافية والفنية، وسط صمت رهيب ومستغرب من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان.
محذرًا من استمرار الميليشا الحوثية في تغيير المناهج الدراسية وتعزيز ثقافة الارهاب والفكر الطائفي فيها وتجنيد الاطفال والزج بهم في جبهات القتال الأمر الذي ينذر بتشكل اجيال من الشباب مسلح بالفكر الطائفي الارهابي لا يؤمن بالتعايش ولا يقبل بالآخر المختلف.
ولفت الارياني إلى ان مليشيا الحوثي الإرهابية قامت بتدمير الاقتصاد الوطني خلال السنوات الماضية وخلقت اقتصاد موازي من خلال الاسواق السوداء التي انشئتها وخاصة في مجالات الطاقة والغذاء والتي باتت تدر المليارات من الريالات لقيادات المليشيا، دون ان يكون عليها اي التزامات تجاه المواطنين في مناطق سيطرتها.
مؤكدًا بان الحكومة حاولت جاهدة تخفيف وطأة الاوضاع الانسانية في مناطق سيطرة المليشيا من منطلق مسئوليتها عن كافة ابناء الشعب اليمني، وبدأت في العام 2019 بصرف مرتبات العديد من قطاعات الدولة في كافة المحافظات وفقًا لقواعد بيانات العام ٢٠١٤م، الا ان المليشيا كانت تقوض دومًا تلك الجهود وتقابلها بنهب المساعدات الانسانية وتحويلها لصالح المجهود العسكري، واختلاق الازمات الاقتصادية بهدف التربح منها ومضاعفة أزمة الشعب اليمني.
وأشار الارياني إلى قرار مجلس الدفاع الوطني بتصنيف المليشيا الحوثية "منظمة ارهابية" وفقًا لقانون الجرائم والعقوبات والاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والاقليمية المصادق عليها من قبل الجمهورية اليمنية، مؤكدًا بان هذا القرار اتخذ بعد ان اغلقت المليشيا كافة ابواب الحوار واستمرت في ممارساتها العبثية المدمرة، واستهدفت مقدرات الوطن والشعب اليمني.
وتحدث في الندوة ممثلين عن الحكومة الالمانية وباحثين متخصصين في الشأن اليمني، وحضرها من الجانب اليمني القائم بالأعمال في سفارة بلادنا لدى جمهورية المانيا الاتحادية لؤي الإرياني، والمستشار في السفارة باسل انيس يحيى.