حراك دبلوماسي دولي باليمن.. تمديد الهدنة ودعم الرئاسي
الخميس 2 يونيو 2022
حراك دبلوماسي واسع تشهده العاصمة المؤقتة عدن يستهدف تمديد الهدنة الإنسانية ودعم خطوات المجلس الرئاسي لإحلال السلام في اليمن.
وعشية انتهاء الهدنة الأممية، عقد رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء الحكومة اليمنية لقاءات مكثفة ومنفصلة مع سفراء البعثات الدبلوماسية الأوروبية والأمريكية وسفراء الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن الذي تزور عدن لبحث فرص تمديد التهدئة.
يأتي ذلك بعد أيام من جولة للمبعوث الدولي إلى اليمن هانس غروندبرغ ضمن جهوده لتمديد الهدنة فيما يقول المجلس الرئاسي إن شروط التمديد لم تكتمل بعد ويشدد على ضرورة رفع حصار تعز وتسليم المرتبات بعد أن استوفى من جانبه كافة البنود وسط تعنت الحوثي.
والأربعاء، التقى رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ونوابه سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن كما اجتمع بشكل منفصل مع المبعوث الأمريكي لدى البلاد وتسلم أوراق اعتماد السفير الأمريكي الجديد.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس مجلس القيادة الرئاسي ونوابه سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
كما من المتوقع أن تنتهي مساء اليوم الخميس، الهدنة الأممية وما زال مصير تمديدها خاضعا لمقايضة المليشيات الحوثية التي تبحث عن ما تسميه "مزايا اقتصادية وإنسانية" وتضغط لابتزاز الأمم المتحدة.
الكرة في ملعب الحوثي
وقال رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي خلال استقباله البعثات الدبلوماسية إن الكرة الآن في ملعب المليشيات الحوثية بعد أن أوفى مجلس القيادة والحكومة الشرعية بكافة بنود الهدنة، وفي المقدمة فتح موانئ الحديدة واستئناف الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء الدولي، للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وكشف العليمي عن أن مليشيات الحوثي تسببت بمقتل أكثر 70 يمنيا بينهم أطفال بنيرانها و خروقات للهدنة الأممية فيما التزمت القوات اليمنية المسلحة بمختلف محاورها بأعلى درجات ضبط النفس.
وأعرب عن أمله أن يبادر المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على مليشيات الحوثي الكفيلة بتنفيذ كافة بنود الهدنة الأممية، وكشف الطرف المعرقل وأن يتم التعاطي الجاد مع جهود السلام وتغليب مصلحة الشعب اليمني.
كما أعرب عن شكره للمساعي والدعم الأمريكي والأوروبي والدولي للسلطة الشرعية، وجهود إحلال السلام والاستقرار في اليمن، والبناء على الهدنة القائمة وتهيئة الأجواء لتسوية شاملة تلبي تطلعات جميع اليمنيين، ويضمن أمن دول الجوار، وخطوط الملاحة الدولية.
وأكد التزام المجلس بخيار السلام العادل والشامل وفق المرجعيات المتوافق عليها، مشيرا إلى أنه أعلن منذ اليوم الأول أنه مجلس سلام، لكنه في نفس الوقت مجلس عزم وقوة لردع أي تصعيد من جانب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
وقال إن المليشيات مازالت تغلق كافة الأبواب أمام جهود التهدئة، وترسل رسائل تحد في كل المناسبات، حتى من على طاولات المفاوضات، في إشارة الى حضور الوفد الحوثي المفاوض في الأردن باللباس العسكري المنتحل.
وفيما جدد العليمي دعمه للجهود الأممية لتثبيت الهدنة، والمساعي الحثيثة لتمديدها، أكد ضرورة أن يتم ذلك بعد إلزام المليشيات بالوفاء بتعهداتها المتعلقة بفتح معابر تعز والمدن الأخرى، ودفع رواتب الموظفين، وإنهاء معاناة الأسرى المختطفين، والمخفيين قسرا في سجونها التي تفتقد لأدنى شروط القانون الدولي الإنساني.
استخدام الموانئ لأغراض عسكرية
في الصدد، نبه مجلس القيادة الرئاسي إلى تعامله مع القضية الإنسانية في أنحاء اليمن على قدم المساواة، سواء في المناطق المحررة أو تلك التي تقع تحت هيمنة مليشيات الحوثي التي تواصل ابتزاز العالم بآلام المواطنين.
ودلل العليمي بموافقة الشرعية على اتفاقية ستوكهولم بشأن الحديدة، لافتا إلى أنه لم يحقق الأهداف المرجوة للشعب اليمني، وأمن المنطقة.
كما اتهم الرئيس العليمي مليشيات الحوثي برفض مطلب دفع رواتب الموظفين، واستخدام الموانئ لأغراض عسكرية تهدد أمن وسلامة الملاحة العالمية.
كما أثار ملف خزان صافر النفطي، كدليل آخر لتفريط المليشيات الحوثية بكافة الفرص لتقليل كلفة الحرب التي تفرضها على الشعب اليمني للعام الثامن.
وأضاف: "44 مليون دولار جمعت من أجل انهاء أزمة صافر، وهي كفيلة بحلها، لكن هذه المليشيات لا تميز بين مصلحة عامة اليمنيين والإقليم، وبين مصلحتها الخاصة".
وأشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالدعم السخي الذي يقدمه تحالف دعم الشرعية بقيادة الأشقاء في السعودية، والإمارات على مختلف الأصعدة.
إجماع دولي
وأجمعت الوفود الدبلوماسية الأوروبية والأمريكية والدولية على دعم إصلاحات مجلس القيادة الرئاسي إلى جانب دعم مساعي المبعوث الأممي في سبيل إنجاح الهدنة وتمديدها.
وأكد السفير الأمريكي تقدير الولايات المتحدة لرئيس مجلس القيادة، والمبادرات الهامة التي قدمها من أجل إنجاح الهدنة وتعزيز فرص السلام وإنهاء معاناة اليمنيين.
في السياق، عرض المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، جهود الوساطة الأمريكية لتنفيذ الهدنة وتمديدها، والانتقال الى مفاوضات سلام أوسع، مشيرا إلى أن وجود الوفد في عدن هو لدعم إصلاحات المجلس.
وتعهد ليندركينج بالعمل على حشد الدعم الإقليمي والدولي إلى جانب مجلس القيادة والحكومة الشرعية في مساعيهم لإصلاح الاقتصاد وتحسين الأوضاع المعيشية في اليمن.
من جهته، أعرب سفراء أوروبا لدى اليمن عن ارتياحهم بتشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية، لما فيه وحدة واستقرار العمل الحكومي من العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة.
وعبر سفير الاتحاد الأوروبي غابرييل فينيالس، عن تقدير دول الاتحاد للجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي، في سبيل إنجاح الهدنة ودعم مساعي مبعوث الأمم المتحدة وتجديدها.
وأكد استمرار الدعم الأوروبي لمجلس القيادة في مختلف المجالات، وقال إن "دول الاتحاد ستكون إلى جانب مجلس القيادة على طول الطريق، في تعزيز جهوده الجارية لتحسين الخدمات، ووضع الاقتصاد، وحضور المرأة على مستوى صنع القرار وبناء السلام.
ودخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في 2 أبريل/ نيسان الماضي وتستمر حتى 2 يونيو/ حزيران الجاري، حيث استوفت الحكومة اليمنية تنفيذ كافة بنودها الإنسانية فيما لم ينفذ الحوثي أية بند بما فيه رفع حصار تعز وتسليم المرتبات.