الاثنين 17 أكتوبر 2022 05:10 مساءً - ننشر خلال السطور المقبلة كلمة المحافظ / مبخوت بن ماضي محافظ محافظة حضرموت في الاحتفالية بيوم الوثيقة العربية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية
نص الكلمة
معالي السيد احمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية،
السيدات والسادة الحضور؛
يشرفني المشاركة في الاحتفالية السنوية بيوم الوثيقة العربية المقامة هذا اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة العزيزة والغالية على قلوبنا جميعا.
اننا في محافظة حضرموت وفي اليمن عموما ندرك الأهمية الخاصة لقضية حفظ وصيانة التراث والوثائق، إتطلاقا من المعايشة الملموسة للمخاطر المحدقة بتراثنا ووثائقنا التاريخية. إذ شهدت بلادنا اليمن ومنها محافظة حضرموت إعتداء آثما من قبل التنظيمات المتطرفة على هذا التراث وعلى آثارنا ووثائقنا، والتسبب في دمار وإتلاف وضياع مواقع ومراكز ووثائق ومخطوطات ذات قيمة حضارية لا تقدر بثمن.
السيدات والسادة الكرام
لقد تلقينا بسرور وإعتزاز وإمتنان عدة آلاف من الكتب والمراجع المهداة من مكتبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى المكتبة السلطانية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.
والمكتبة السلطانية مكتبة عامة تأسست منذ اكثر من ثمانية عقود، لعبت خلالها دورا مهما في إتاحة المجال لأجيال متعاقبة من الطلاب والباحثين والمثقفين والعلماء من القراءة والبحث العلمي والإطلاع على المحتويات الثرية من الكتب والمخطوطات والمراجع النفيسة، ولم تمثل المكتبة متنفسا ثقافيا ومعرفيا وحسب، بل كانت ولا زالت منارة ومعلما ثقافيا وتاريخيا من المعالم التي نعتز ونفتخر بها في محافظة حضرموت.
وفي الثاني من ابريل ٢٠١٥ سيطر تنظيم إرهابي على مدينة المكلا لعام كامل، كانت خلاله المعالم التاريخية والاثرية والثقافية هدفا لاعتداء وتخريب تلك العناصر المتطرفة، الا ان الإرادة الشعبية تمكنت من هزيمة تلك المجموعة الإرهابية المتطرفة، وتحریر مدينة المكلا وبقية المناطق، التي شهدت فترة مؤلمة لم تمر حضرموت بمثلھا في مختلف حقبها التاريخية، وهي المحافظة التي أسهمت عبر التاريخ في نشر الفكر المتسامح المعتدل والمستنير، واستطاع المهاجرون الحضارم، على مدار قرون طويلة وحتى اليوم، نشر التعاليم الإسلامية الحنيفة الوسطية في بقاع عديدة مترامية حول العالم.
ان هذه الھدیة المقدمة من جامعة الدول العربیة إلى المكتبة السلطانية في مدينة المكلا، فضلا عن قیمتھا الثقافية الثمينة، تمثل قیمة معنویة كبیرة نعتز بها في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا.
السيدات والسادة الكرام
ان قيادة المحافظة سوف تكرس كل جهودها لاحياء النشاط الثقافي في المحافظة، وسوف تعطي اهتماما خاصا للمكتبات العامة، وللتوثيق والأرشفة، ولبرامج الحفاظ كذلك على المكتبات الخاصة التي تحتفظ العديد منها بكنوز نفيسة من المخطوطات والمراجع.
وبالرغم من المصاعب والتحديات الجسيمة التي تعرفونها، فاننا لن نألوا جهدا لإعادة الاعتبار للمتاحف والمكتبات ودور النشر وإصدارات وسائل الاعلام الورقية والالكترونية، وفي هذا السياق نتطلع للتعاون مع المنظمات والمؤسسات ذات العلاقة على المستويين العربي والدولي لتحقيق خططنا الرامية إلى صيانة التراث والوثائق التي تزخر بها محافظة حضرموت.
وفي ختام كلمتي يشرفني ان أتقدم بالشكر لمعالي السيد احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولسعادة السفير رياض عمر العكبري المندوب الدائم لليمن لدى جامعة الدول العربية، ولكل من ساهم في إختيار وتجميع واعداد وترتيب ونقل الكتب إلى المكتبة السلطانية في المكلا.
اننا نتطلع إلى ان يحل السلام والامن والاستقرار وتتحقق التنمية وإعادة الاعمار في اليمن وفي عموم ربوع وطننا العربي الكبير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة