كتابة سعد ابراهيم - ارتفعت أسعار الذهب عالميا ومحليا خلال تعاملات اليوم الجمعة 4 يوليو 2025، بدعم من تنامي الطلب على أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد المخاوف المالية عقب موافقة الكونجرس الأمريكي على مقترحات الرئيس دونالد ترامب بخفض الضرائب والإنفاق وتراجع قيمة الدولار الأمريكي.
ارتفع سعر الذهب عالميًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,345 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين، بعد افتتاح تداولات اليوم عند 3,324 دولارًا. ويُتداول حاليًا عند حوالي 3,342 دولارًا للأوقية. ورغم انخفاض سعر الذهب أمس بنسبة 0.9% عقب صدور بيانات قوية لسوق العمل الأمريكي، من المتوقع أن يُحقق المعدن النفيس أول مكاسبه الأسبوعية بنحو 2.1% بعد أسبوعين متتاليين من الخسائر.
أظهرت بيانات سوق العمل الصادرة يوم الخميس أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 147 ألف وظيفة جديدة في يونيو، متجاوزًا التوقعات. وانخفض معدل البطالة إلى 4.1%. وأكدت هذه الأرقام موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في إبقاء أسعار الفائدة ثابتة. وقد ضغط هذا على سعر الذهب في جلسة أمس، إذ أن تشديد السياسة النقدية يُقلل من جاذبية الذهب كاستثمار غير مُدرّ للعائد.
تلقى الذهب دفعةً متجددة بعد إقرار الكونغرس مشروع قانون ترامب، الذي من المتوقع أن يزيد الدين القومي الأمريكي من مستواه الحالي البالغ 36.2 تريليون دولار بنحو 3.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل. وقد دفع هذا القانون، الذي وفّر إعفاءً ضريبيًا دائمًا منذ عام 2017، وساهم جزئيًا في تمويل حملة ترامب المناهضة للهجرة، المستثمرين إلى استخدام الذهب كأداة تحوّط ضد مخاطر عجز الموازنة وضعف العملة الأمريكية.
واصل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضه، متجهًا نحو تسجيل ثاني خسارة أسبوعية على التوالي. وهذا يزيد من جاذبية الذهب لحاملي العملات الأخرى. وفي مجال السياسة التجارية، أعلن الرئيس ترامب أن واشنطن سترسل خطابات رسمية إلى الدول الرئيسية بدءًا من اليوم بشأن فرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها تتراوح بين 20% و30%. يمهد هذا الطريق لإتمام المفاوضات مع أكثر من 170 دولة، وإبرام اتفاقيات محدودة مع بريطانيا العظمى وفيتنام، بالإضافة إلى اتفاق جزئي مع الصين. وفي حال التزام ترامب بالموعد النهائي في 9 يوليو، فمن المرجح أن يتعرض الدولار لمزيد من الضغوط، وسيلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن.
في ضوء هذه البيانات، أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية حول العالم أضافت 20 طنًا صافيًا إلى احتياطياتها من الذهب في مايو، على الرغم من تباطؤ عمليات الشراء مقارنةً بالأشهر السابقة. وتصدّر البنك المركزي الكازاخستاني قائمة المشترين بإجمالي سبعة أطنان، تلته تركيا وبولندا بستة أطنان لكل منهما، بينما باعت سنغافورة خمسة أطنان.
ارتفعت أسعار الذهب محليا خلال تعاملات اليوم الجمعة، مدفوعة بتطورات الأسعار العالمية، رغم استمرار ضغوط انخفاض الدولار أمام الجنيه المصري. وسجل عيار 21، الأكثر تداولا في مصر، نحو 4650 جنيها للجرام وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن افتتح تعاملاته عند 4655 جنيها، بزيادة نحو 5 جنيهات عن سعر إغلاق أمس البالغ 4645 جنيها.
انخفض سعر الذهب محليًا بنحو 30 جنيهًا مصريًا أمس، متأثرًا بانخفاض أسعار الذهب عالميًا. إلا أن تحسن سعر الأوقية صباح اليوم أعطى السوق المحلية بعض الزخم.
رغم هذا التوجه التصاعدي، يُلقي استمرار انخفاض قيمة الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية بظلاله على أرباح الذهب المحلية، مما يؤثر سلبًا على سعر الذهب، ويُبطئ تعافيه. في غضون ذلك، أعلن صندوق النقد الدولي أنه سيُجري المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج التمويل المصري هذا الخريف. وفي أحدث تقرير له، أشار الصندوق إلى تحسن في المؤشرات الاقتصادية، لا سيما فيما يتعلق بالتضخم واحتياطيات النقد الأجنبي.
فنيًا، انخفض سعر الذهب عالميًا إلى 3,325 دولارًا للأوقية أمس، وهو مستوى تصحيح يُعادل 38.2% من الاتجاه الصعودي السابق. وقد تعافى اليوم، لكنه لا يزال دون مستوى المقاومة 3,350 دولارًا. وسيواصل سعر إغلاق المؤشر الوطني المصري تأكيد هذا الاتجاه. محليًا، استقر سعر الذهب عيار 21 فوق 4,650 جنيهًا مصريًا، مدعومًا بعودة الارتفاع العالمي. إلا أن استمرار انخفاض الدولار لا يزال يُعيق تحقيق مكاسب كبيرة في السوق المحلية.
مع تزايد المخاوف بشأن ارتفاع الديون الأميركية وفرض رسوم جمركية جديدة، يظل الذهب مرشحا محتملا لمزيد من الزخم كأداة للتحوط في الأسواق العالمية، في حين تظل السوق المحلية معتمدة على تقلبات العملة وسعر الأونصة في البورصات العالمية.