صحف عالمية: زيارة بايدن للشرق الأوسط "عالية المخاطر" ولن تلبي أولويات أمريكا

محمد الرخا - دبي - الخميس 14 يوليو 2022 09:00 صباحاً - سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الخميس، الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط والتي بدأت يوم أمس الأربعاء.

Advertisements

وتناولت الصحف الشكوك التي أثارها حلفاء بايدن بشأن الزيارة، في حين رأى مسؤولون محليون أن الرئيس لن يحقق المرجو من رحلته فيما يخص الأولويات الأمريكية.

كما ناقشت الصحف تقارير اعتبرت زيارة بايدن لإسرائيل تجاهلاً صريحاً لسياسة ”الفصل العنصري“ التي تمارسها الأخيرة بحق الفلسطينيين.

بايدن في المنطقة.. والحلفاء متشككون

رأت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن زيارة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط ”عالية المخاطر“، وقد تسفر عن تقدم محدود فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية.

وقالت الصحيفة، في تحليل إخباري لها، إن بايدن وصل أمس، الأربعاء، إلى إسرائيل في مستهل رحلة إلى الشرق الأوسط تستغرق أربعة أيام، حيث تأمل إدارته أن تعزز هذه الزيارة العلاقات الأمريكية في المنطقة، لكن بعض حلفاء واشنطن قد شككوا في نتائج الرحلة.

وأضافت الصحيفة أن حلفاء بايدن أعربوا عن قلقهم من أنه قد ينتهي من رحلته دون إحراز تقدم كبير في قضايا الطاقة، ويعود خالي الوفاض إلى حد كبير للولايات المتحدة، حيث يكافح مع تراجع شعبيته والأسعار المرتفعة قبل انتخابات التجديد النصفي.

وأشارت الصحيفة أنه في الأيام الأخيرة، سعى مسؤولو البيت الأبيض لخفض التوقعات للرحلة، زاعمين أن الأمر قد يستغرق شهورًا أو أكثر للتوصل إلى اتفاقيات لمعالجة ارتفاع أسعار الطاقة وإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل ودول في المنطقة مثل السعودية.

وقالت الصحيفة: ”تولى بايدن منصبه واعدًا بالتركيز المستمر على الصين المنافسة، لكن الحرب الروسية في أوكرانيا أدت لتفاقم الزيادات في أسعار النفط، وتحويل الانتباه إلى الشرق الأوسط، الذي لم يكن قد جعله محور تركيز سياسته الخارجية“.

وفي خطوة تبرز ضعف الولايات المتحدة في الوقت الحالي، أضافت الصحيفة: ”بعد أن ظهر خلال حملته الرئاسية معادياً للسعودية، حوّل بايدن تركيزه بشكل متزايد نحو المملكة، مع تأثيرها الكبير على أسواق النفط العالمية التي ارتفعت في أعقاب حرب أوكرانيا“.

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن جوناثان شانزر، وهو محلل سياسي أمريكي قوله، إن نهج بايدن تجاه السعودية الآن يعتبر بمثابة عودة إلى ”العلاقة الأمريكية السعودية المبنية على الضمانات الأمنية الأمريكية مقابل الإمداد الثابت للنفط بأسعار معقولة“.

وأبلغت مصادر مطلعة، وفقا للصحيفة، أنه من المتوقع أن تعلن إدارة بايدن عن محادثات جديدة بين أمريكا وإسرائيل للمشاركة في تطوير ”الشعاع الحديدي“، وهو نظام ليزر تجريبي متصور كدرع ضد الهجمات المدعومة من إيران.

وقالت المصادر – طلبت عدم الكشف عن هويتها – إن زيارة بايدن لا تركز على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بقدر ما تركز على اندماج تل أبيب المتعمق في بقية العالم العربي.

وكان بايدن صرح لإحدى قنوات التلفزة الإسرائيلية: ”كلما اندمجت إسرائيل في المنطقة وقُبلت، زادت احتمالية وجود وسيلة يمكنها من خلالها الوصول إلى تسوية مع الفلسطينيين في المستقبل“.

رحلة قد تفشل

في سياق متصل، وتحت عنوان ”لا تتوقعوا أن تؤدي رحلة بايدن إلى انخفاض أسعار النفط“، قللت صحيفة ”بوليتيكو“ من شأن زيارة بايدن إلى السعودية بداعي أنها لن ”تُحدث انفراجة“ في أزمة الطاقة العالمية، مشيرة إلى أن الرحلة قد تفشل في النهاية في إقناع المملكة بضخ إمدادات خام جديدة في أسواق النفط العالمية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: ”يصر بايدن أن رحلته إلى السعودية الجمعة تدور حول كل شيء من تعزيز الأمن في المنطقة إلى إعادة توجيه السياسة مع المملكة.. لقد ذكر الرئيس كل شيء ما عدا الشيء الوحيد الذي يحتاجه حقًا ولكنه لا يستطيع الحصول عليه؛ أي المزيد من النفط“.

وأضافت: ”من غير الواضح ما إذا كان بإمكان السعودية زيادة إنتاجها بسرعة كافية لإحداث تأثير كبير، رغم امتلاكها بعض أكبر احتياطيات النفط في العالم“.

ونقلت الصحيفة عن خبراء في مجال الطاقة قولهم إنه حتى لو نجح الضغط من بايدن بطريقة ما، فإن هذا الإجراء قد يزعج الأسواق، التي بدأت في التراجع في الأيام الأخيرة، ويطيل أمد الألم الاقتصادي للأمريكيين.

الرئيس الأمريكي.. و“الفصل العنصري“

اعتبرت صحيفة ”إندبندنت“ البريطانية أن بايدن متهم بتأييد ”الفصل العنصري“ الذي تمارسه إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني وأدانته معظم الجماعات الحقوقية، رغم أن التاريخ يشهد أن الرئيس الأمريكي كان من أشد منتقدي الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لكنه الآن يبارك سياسات مماثلة.

وقالت الصحيفة، في تحليل لها، إنه عندما يسافر بايدن في الأيام المقبلة إلى بيت لحم، سيتم الترحيب به هناك من خلال لوحات إعلانية كبيرة مزينة بالكلمات تقول: ”سيدي الرئيس، هذا فصل عنصري“، إلى جانب خريطة أعدتها منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية ”بتسيلم“، لما تبقى من الأراضي الفلسطينية المنفصلة.

واستشهدت الصحيفة بلقاء الرئيس الأمريكي مع التلفزيون الإسرائيلي أمس، عندما سُئل عن رأيه حول أصوات داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي تصف إسرائيل بأنها ”دولة فصل عنصري“، فأجاب قائلاً: ”هناك القليل منهم. أعتقد أنهم مخطئون. أعتقد أنهم يرتكبون خطأ. إسرائيل دولة ديمقراطية. إسرائيل حليفنا. إسرائيل صديقة“.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه منذ زيارة بايدن الأخيرة لإسرائيل في عام 2016، ظهر إجماع بين جماعات حقوق الإنسان الرائدة حول مسألة الفصل العنصري في إسرائيل. وهذا الإجماع، وفقاً للصحيفة، هو أن إسرائيل تمارس الآن نفس الجرائم التي أدانها بايدن بقوة بصفته عضواً في مجلس الشيوخ عام 1986.

وقالت الصحيفة في تحليلها: ”شهد العام الماضي تحولاً كبيراً في كيفية وصف الجماعات الحقوقية للاحتلال الإسرائيلي. في يناير 2021، نشرت (بتسيلم) تقريرًا مفصلاً وصفت فيه إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري.“

وقالت الجماعة، وفقاً للصحيفة: ”من خلال هندسة المساحة جغرافيًا وديموغرافيًا وفيزيائيًا، يتيح النظام لليهود العيش في منطقة متجاورة يتمتعون بكامل الحقوق، بما في ذلك تقرير المصير، بينما يعيش الفلسطينيون في وحدات منفصلة ويتمتعون بحقوق أقل.“

وأضافت الصحيفة: ”وبعد فترة وجيزة، في أبريل من العام نفسه، قدمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) تقريرها التاريخي المكون من 213 صفحة والذي توصل إلى نفس النتيجة. ووجدت المنظمة الحقوقية أن السلطات الإسرائيلية ترتكب جرائم ضد الإنسانية مثل الفصل العنصري والاضطهاد“.

وقالت ”هيومن رايتس ووتش“: ”توصلنا إلى هذا القرار بناءً على توثيقنا لسياسة حكومية شاملة للحفاظ على هيمنة الإسرائيليين اليهود على الفلسطينيين إلى جانب الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية“.

واختتمت ”الإندبندنت“ تحليلها بالقول: ”إن رفض بايدن معالجة مسألة الفصل العنصري في إسرائيل بشكل صحيح يجعل تعهده في حملته بأن حقوق الإنسان ستكون مركز سياسته الخارجية يبدو أجوف.. والسؤال الذي يجب أن يجيب عليه بايدن الآن هو كيف سيختلف مع المنظمات الدولية الرائدة في العالم بشأن اتهاماتها لإسرائيل؟“

”رد انتقامي“

وفي أوكرانيا، ذكرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن مدينة باخموت بمقاطعة دونيتسك في شرق البلاد تعرضت لقصف روسي، مشيرة إلى أن الهجوم جاء كـ“رد انتقامي“ لموسكو على هجوم كييف الذي استهدف موقعاً دفاعياً روسياً في مقاطعة لوغانسك باستخدام صواريخ ”هيمارس“ الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إن القصف الروسي الأخير يشير إلى نية موسكو بشن هجوم متجدد سيستهدف مدنًا أخرى في مقاطعة دونيتسك، زاعمين أن الجيش الروسي يكافح لمواجهة الضربات الأوكرانية اليومية على مستودعات الذخيرة ومراكز القيادة في الأيام الأخيرة.

ووفقاً للصحيفة، أكد المسؤولون الانفصاليون الموالون لروسيا في المدينة الضربة الأوكرانية على مقاطعة لوغانسك. وأفادت وكالة أنباء ”إنترفاكس“ الروسية، أن المتحدث باسم القوات الانفصالية، أندريه ماروتشكو، قال إن الجيش الأوكراني وجه ”ضربة قوية“ لمنظومة الدفاع الجوي في لوغانسك.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما كان يُنظر إلى باخموت على أنها هدف رئيسي للقوات الروسية، حيث تقع على بعد نحو 10 أميال من الحدود مع مقاطعة لوغانسك، التي تحتلها روسيا الآن بالكامل.

وفي هذا الصدد، نقلت ”الغارديان“ عن تقرير صادر عن ”معهد دراسة الحرب“ بواشنطن قوله إنه من المرجح أن تواصل القوات الروسية قصف المناطق المحيطة بمدينة سلوفيانسك في دونيتسك لتهيئة الظروف لشن هجوم متجدد على المدينة نفسها وكراماتورسك المجاورة.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: ”ركز الاهتمام الدولي مؤخرًا على النجاحات الأوكرانية الأخيرة باستخدام نظام هيمارس الأمريكي لاستهداف شبكات القيادة والسيطرة الروسية الرئيسية. ويقترح بعض المراقبين أن استخدام هيمارس يمثل عودة إلى تكتيكات الكر والفر الناجحة التي استخدمتها كييف في بداية الحرب.“

وفي روسيا، ذكرت صحيفة ”ديلي إكسبريس“ أن ”الشعور الدائم بالمؤامرة“ لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تجاه خصومه المحتملين يترك الجنرالات خارج دائرة الضوء في الحرب الأوكرانية، حيث تزعم التقارير أن مخاوف الزعيم الروسي بشأن صعود خصم محتمل يجعل قادة الحرب بعيدين عن دائرة الضوء في وسائل الإعلام.

وقالت الصحيفة إنه وفقًا لتقرير تلقته، تم تحذير وسائل الإعلام الرسمية الروسية من تسليط الضوء على نجاحات جنرالات روس معينين بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى ”معركة على القيادة“. وأضافت أنه بدلاً من ذلك، تلقت وسائل الإعلام أوامر بالتركيز فقط على هويات العسكريين الذين يحققون النجاح كجنود وضباط.

وتابعت الصحيفة البريطانية: ”وفقاً لبوتين، فإن إبراز إنجازات شخصيات عسكرية بارزة في دائرة الضوء الإعلامي يخاطر بزيادة الدعم لمنافسه، خاصة إذا أصبحت شخصية عسكرية واحدة سبباً في عدد من النجاحات.“

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التقارير، عن مثل هذا التضييق في التغطية الإعلامية الروسية، تأتي في وقت يتصاعد فيه السخط في الرتب العسكرية مع تراجع العديد من الجنود عن الحرب.

أخبار متعلقة :