الصين تسرّع توحيد مراكز البيانات لإنشاء شبكة وطنية للذكاء الاصطناعي - الخليج الان

أحرزت الصين تقدمًا لافتًا في جهودها لتوحيد مراكز البيانات المنتشرة في أنحاء البلاد، ضمن خطة استراتيجية لإنشاء شبكة حوسبة وطنية تهدف إلى دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوسيع قدراتها التكنولوجية في مواجهة المنافسة العالمية المتزايدة.

وكشفت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، الخميس، أن لجنة مراكز البيانات المفتوحة الصينية (ODCC)، والتي تضم كبار المستثمرين في البنية التحتية التكنولوجية الوطنية، عقدت مؤتمرًا دام ثلاثة أيام هذا الأسبوع، ناقش خلاله الخبراء كيفية ربط مراكز البيانات المتفرقة ضمن شبكة موحدة لتعزيز كفاءة ومرونة موارد الحوسبة.

نمو سريع في البنية التحتية

ووفقًا لأرقام صادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، بلغ عدد الخوادم وأدوات الذكاء الاصطناعي في الصين بنهاية يونيو 2025 نحو 10.85 مليون وحدة، بزيادة سنوية بلغت 30.7%، ما يعكس ضخامة الاستثمارات الحكومية والخاصة في مجال حوسبة الذكاء الاصطناعي.

وأرجعت الصحيفة هذا النمو إلى الاستثمارات الكبيرة من قبل الشركات الصينية، سواء المملوكة للدولة أو القطاع الخاص، في تطوير بنية تحتية رقمية قوية وقادرة على دعم نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

التحديات والبدائل التقنية

ورغم القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير الشرائح الإلكترونية المتقدمة إلى الصين، تمكنت بكين من إيجاد حلول تقنية محلية بديلة. وقال "هي ويكون"، عضو مجموعة الشبكات في لجنة ODCC، إن بلاده حققت إنجازات مهمة في تحسين أداء الاتصالات داخل مجموعات الخوادم التي تستخدم شرائح محلية وأجنبية، وهي خطوة أساسية لتسريع عمليات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الصين أنشأت مختبرًا مخصصًا لاختبار كفاءة الشبكات بين الشرائح المحلية، مما يعزز من قدرات الاستقلال الذاتي في هذا المجال.

مراكز بيانات صديقة للبيئة

من جهته، أشار "لي داتشينغ"، عضو مجموعة المرافق في اللجنة، إلى أن الصين تضع ضمن أولوياتها بناء مراكز بيانات مستدامة ومرنة، تأخذ في الاعتبار عوامل مثل الطاقة، واستخدام الموارد المائية، والموقع الجغرافي، إلى جانب التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

صراع تقني عالمي

تأسست لجنة ODCC عام 2014 وتضم ممثلين عن كبرى شركات التكنولوجيا الصينية، وقد ازدادت أهميتها في السنوات الأخيرة وسط تصاعد التنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويأتي تسريع وتيرة بناء وتوحيد مراكز البيانات في وقت أعلن فيه البلدان عن خطط موسعة لإنشاء بنى تحتية متقدمة تدعم نماذج الذكاء الاصطناعي، في ظل سباق محموم للهيمنة على اقتصاد المعرفة والابتكار التكنولوجي عالميًا.