وداعا للسهر أمام الشاشات.. جيل زد يستثمر في النوم عبر «اقتصاد العافية» - الخليج الان

مع تطورات جديدة وداعا للسهر أمام الشاشات.. جيل زد يستثمر في النوم عبر «اقتصاد العافية»، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم السبت 13 سبتمبر 2025 11:17 صباحاً

Advertisements

مع كل يوم جديد، يواجه جيل زد سؤالاً لم يكن مطروحاً على الأجيال السابقة بهذا الوضوح: كيف يمكن العيش وسط ضغوط اقتصادية خانقة، وشاشات لا تنطفئ، وأخبار متلاحقة لا تترك فسحة للهدوء؟
الإجابة لم تعد في السعي وراء نجاح مهني سريع أو متابعة أحدث صيحات التكنولوجيا فقط، بل في العودة إلى أبسط العادات وأكثرها إنسانية: نوم عميق منتظم، وروابط اجتماعية حقيقية تُعيد الإحساس بالانتماء، وممارسات واقعية تبني حصانة نفسية أمام العزلة الرقمية.

خلال العقد الأخير، صعدت قضية الصحة العقلية لتكون جزءاً من هوية جيل زد، وهم المولودون بين منتصف التسعينيات وبداية العقد الثاني من الألفية. لم يعد النقاش حولها رفاهية أو موضوعاً أكاديمياً، بل صار مرتبطاً بعمق بالحياة اليومية. 
وتكشف تقارير "ديلويت" العالمية لعام 2025 أن نحو نصف شباب هذا الجيل يربطون تدهور أوضاعهم المالية بتراجع صحتهم النفسية، فيما تشير دراسات في الولايات المتحدة وأوروبا إلى أن القلق والاكتئاب باتا أكثر شيوعاً بين الفئات الأصغر سناً، في ظل تقلبات المعيشة والاعتماد المفرط على الشاشات.

النوم… استثمار في العقل قبل الجسد

في قلب هذا المشهد المضطرب، يبرز النوم كحجر زاوية لا يمكن الاستغناء عنه. فنتائج استطلاع النوم في أميركا لعام 2024 أظهرت أن المراهقين الذين يحصلون على ثماني ساعات على الأقل من النوم يومياً أقل عرضة للاكتئاب والقلق، بينما يواجه من ينامون أقل من ذلك احتمالات أعلى للإصابة باضطرابات مزمنة، وأكدت الدراسات ذاتها أن النوم بين ثماني وتسع ساعات ليس مجرد رفاهية، بل عامل وقائي يحمي من الانهيارات النفسية.

كما أثبتت أبحاث جامعات أميركية أن الطلاب الذين يلتزمون بجدول نوم منتظم يحققون نتائج أكاديمية أفضل، ويتمتعون بقدرة أعلى على التركيز والتعلم، حيث يعمل النوم العميق  على تثبيت المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد، ويعيد ضبط الهرمونات المرتبطة بالمزاج والطاقة، بينما يؤدي الحرمان منه إلى ارتفاع الكورتيزول وانخفاض السيروتونين والدوبامين. لهذا السبب، بات جيل زد يتعامل مع النوم كجزء من خطة متكاملة للصحة، لا كخيار يمكن التضحية به في سبيل ساعات إضافية على الهاتف أو الدراسة المتواصلة.

العزلة الرقمية و"وباء الوحدة"

لكن النوم وحده لا يكفي لمواجهة واقع يومي تُثقله العزلة. فقد حذّر الجراح العام في الولايات المتحدة عام 2023 من "وباء الوحدة"، معتبراً أن العزلة خطر صحي لا يقل خطورة عن التدخين أو السمنة، وبدورها أنشأت منظمة الصحة العالمية  أنشأت عام 2025 لجنة خاصة لتعزيز الروابط الاجتماعية، بعدما أظهرت تقاريرها أن الاستخدام المفرط للشاشات بين المراهقين يرتبط بشكل مباشر بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب.

بدأ جيل زد، الذي وُصف طويلاً بأنه "جيل الشاشة"،  يعيد النظر في عاداته الرقمية. فبعد سنوات من الانغماس في العوالم الافتراضية، يتجه كثيرون إلى استعادة التوازن عبر الأنشطة الواقعية، من خلال لقاءات الأصدقاء، والمشاركة في أندية طلابية، أو الانخراط في العمل التطوعي، وهذه التحولات ليست مجرد هوايات، بل أدوات علاجية تعيد صياغة الحياة اليومية وتمنح الشباب شعوراً ملموساً بالانتماء.

الوصفات الاجتماعية… علاج غير تقليدي

هنا يبرز مفهوم "الوصفات الاجتماعية"، وهو نهج حديث في الممارسة الطبية يقوم على إحالة الشباب إلى أنشطة مجتمعية كجزء من خطة العلاج النفسي، حيث أوضحت أبحاث  في مجلة "ذا لانسيت لصحة الطفل والمراهق" أن المشاركة في أنشطة جماعية تخفض مستويات القلق وتعزز الشعور بالاندماج.، ودعمت مراجعات بحثية لاحقة هذه النتائج، مؤكدة أن بناء الروابط الواقعية يقلل من آثار العزلة الرقمية ويساهم في تحسين مؤشرات العافية.
في هذا السياق، تتحول الأندية الرياضية، الجمعيات الثقافية، وحتى مجموعات القراءة أو الموسيقى، إلى أكثر من مجرد مساحات للترفيه، بل إلى أدوات توازن تساعد المراهقين والشباب على مواجهة ضغوط يومية لا تخلو من القسوة.

اقتصاد العافية… من رفاهية إلى ممارسة يومية

إلى جانب النوم والوصفات الاجتماعية، يبرز ما يُعرف بـ "اقتصاد العافية"، وهو مجال يقوده جيل زد بوعي متزايد. تقارير مؤسسة "ماكينزي" لعام 2025 أشارت إلى أن اثنين من كل خمسة شبان تلقوا علاجاً نفسياً أو لجأوا إلى وسائل دعم ذاتية مثل كتابة اليوميات أو ممارسة التأمل، حيث لم تعد منتجات العافية مقتصرة على سلع موسمية أو خدمات نخبوية، بل تحولت إلى ممارسات متجذرة في الحياة اليومية: وجبات صحية، جلسات يوجا، تطبيقات للتأمل، ومتابعة برامج متخصصة في الصحة النفسية.

درس جيل يبحث عن النجاة

لم يعد هذا الجيل يكتفي بالشعارات أو حملات التوعية، بل بنى مشروع حياة يتعامل مع الصحة العقلية كشرط أساسي للاستمرار. والدرس الأوضح أن الاستقرار النفسي لا يتحقق بالانعزال عن الأزمات، بل بمواجهتها عبر استراتيجيات بسيطة ومستدامة تبدأ من السرير وتنتهي في المجتمع.

للحصول على تفاصيل إضافية حول وداعا للسهر أمام الشاشات.. جيل زد يستثمر في النوم عبر «اقتصاد العافية» - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.

أخبار متعلقة :