مدينة النيل الطبية.. قصة صرح عملاق يغير وجه الرعاية الصحية  بمصر - الخليج الان

في خطوة تعكس الاهتمام الاستثنائي بالقطاع الصحي، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه اليوم مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار، بسرعة الانتهاء من تنفيذ مدينة النيل الطبية وتفعيل منظومة التأمين الصحي الشامل. 
يأتي هذا التوجيه في إطار متابعة حثيثة لمشروعات البنية التحتية للقطاع الصحي التي تُعد أولوية قصوى للدولة المصرية، مما يضع مدينة النيل الطبية في صدارة المشروعات القومية التي تحظى برعاية مباشرة من القيادة السياسية .

الموقع على ضفاف النيل

تقع مدينة النيل الطبية على كورنيش النيل في موقع استراتيجي متميز بالقرب من جامعة القاهرة وخطوط مترو الأنفاق، مما يمكنها من خدمة المرضى القادمين من جميع أنحاء الجمهورية. 
هذا الموقع الحيوي لم يكن وليد الصدفة، بل لضمان سهولة الوصول للخدمات الطبية المتطورة التي تقدمها هذه المدينة الطبية الفريدة. المشروع العملاق الذي يتم تنفيذه داخل مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج، الذي لم يشهد أي تطوير لمدة 30 عامًا حتى بدأت الدراسات الأولية لإعادة تطويره في عام 2015، حيث بدأ التنفيذ الفعلي في عام 2022 ومن المخطط الانتهاء منه بالكامل بحلول منتصف عام 2027 .

خدمات طبية متخصصة

الصرح الطبي الضخم صمم ليكون أكبر مدينة طبية ليس في الشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 72.3 ألف متر مربع بتكلفة إجمالية تقدر بـ 8.5 مليار جنيه. 
أما السعة السريرية للمدينة فتصل إلى أكثر من 1694 سريرًا، مما يمكنها من استيعاب أكثر من مليوني مريض سنويًا، وهي أرقام ضخمة تعكس الحجم غير المسبوق لهذه المنشأة الطبية، وهذه الأعداد الهائلة من المرضى لن تكون مجرد أرقام، بل سيتم خدمتهم من خلال 64 عيادة خارجية في 28 تخصصًا طبيًا مختلفًا، بالإضافة إلى مركز متكامل لأمراض الأورام .

الرعاية والبحث العلمي معاً

من حيث الخدمات، فإن مدينة النيل الطبية ستقدم حزمة متكاملة من الخدمات التشخيصية والعلاجية والبحثية التي تضعها في مصاف المراكز الطبية العالمية. ستشمل المدينة مركزًا إقليميًا متطورًا لزراعة الأعضاء، ومركزًا للأبحاث الطبية المتقدمة، ومركزًا للأشعة التشخيصية بأحدث التقنيات العالمية.
إضافة إلى ذلك، تم تزويد المدينة ببنية تحتية متطورة تشمل مهبطًا للطائرات لنقل الحالات الحرجة، ونقطة إسعاف نهرية للاستجابة السريعة عبر نهر النيل، وجراج متعدد الطوابق يتسع لأعداد ضخمة من السيارات لضمان راحة المرضى ومرافقيهم .

أعلى معايير التصنيع الدوائية

وفي تصريح للدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أكد أن "مستشفى معهد ناصر يعد بيئة جاذبة للأطباء من مختلف التخصصات، نظرًا لأهميته العلمية والبحثية، حيث يستقبل أعدادًا كبيرة من المرضى يوميًا". وأضاف أن الوزارة تعطي أولوية كبيرة للتوسع في المشروعات الصحية والإنشاءات الجديدة بجميع المحافظات، وعلى رأسها مستشفى معهد ناصر الذي يتم تطويره ليصبح أكبر مدينة طبية في مصر والشرق الأوسط .
أما على صعيد التأثير على صناعة الدواء، فإن مدينة النيل الطبية تمثل جزءًا من منظومة دوائية متكاملة تعيد بنائها الدولة المصرية برؤية طموحة تبدأ من تصنيع الدواء بأيادٍ مصرية، وفقًا لأعلى معايير التصنيع العالمية. هذه المنظومة المتكاملة تضع مصر على خريطة التصنيع الدوائي عالميًا، لا لمواجهة تحديات اليوم فقط، بل لاستباق تحديات الغد، وتكون خط الدفاع الأول لصحة المصريين. وقد أكدت إنفوجرافات المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن مصر تشهد تحولاً تاريخيًا مع إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل، والتي تهدف إلى توفير التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين بحلول عام 2030 .

التصميم والتنفيذ

التصميم والتنفيذ في مدينة النيل الطبية يتمان بشكلٍ وبمعايير عالمية، حيث تم اعتماد جميع المباني والمنشآت الجديدة من قبل هيئة الاعتماد والجودة، كما تم تنفيذها وفق معايير منظومة التأمين الصحي الشامل. المدينة مصممة لتكون مدينة ذكية متكاملة، مؤهلة بالكامل للمنظومة الصحية الجديدة، مما يضعها في مكانة ريادية بين المنشآت الطبية في المنطقة. وقد بلغت نسبة الإنجاز الكلية للمشروع حتى الآن 32.1%، مع تفاوت في نسب الإنجاز بين مباني المدينة المختلفة، حيث وصلت نسبة تنفيذ سكن الطبيبات إلى 99.25%، وسكن الأطباء إلى 99.33%، ومبنى العيادات إلى 53.6%، ومبنى الجراج إلى 73.5%، ومبنى الأورام إلى 11.06% .

البحث العلمي والتدريب الطبي

إضافة إلى الخدمات العلاجية، ستركز المدينة على البحث العلمي والتدريب الطبي، حيث ستضم مركزًا متطورًا للأبحاث الطبية يساهم في تطوير المستوى العلمي للأطباء والباحثين المصريين، ويدعم السياحة العلاجية التي بدأ المستشفى في تقديمها بالفعل، حيث استقبل 1620 مريضًا وافدًا خلال عام 2023 فقط. هذا الجانب البحثي سيعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للتميز الطبي والعلاجي، وسيدعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب المرضى من الدول المجاورة .