نزهة تنقلب لكابوس في جبال الألب.. قطيع أبقار يهاجم زوجين ويقتل الرجل - الخليج الان

في حادثة مأساوية شهدتها جبال الألب النمساوية، تحولت نزهة ريفية عادية إلى مأساة أليمة حين هاجم قطيع من الأبقار متجولًا مسنًا يبلغ من العمر 85 عامًا وزوجته البالغة 82 عامًا، بعد أن أثار وجود كلبهما سلوكًا عدائيًا لدى الحيوانات، فيما أعلنت الشرطة النمساوية  أن الرجل توفي متأثرًا بجروحه، ونُقلت زوجته إلى المستشفى بعد تعرضها لإصابات لكنها لا تشكل خطرًا على حياتها.

تفاصيل الحادثة

ذكرت الشرطة أن القطيع المكون من 6 بقرات و3 عجول كان في البداية يحاول مهاجمة الكلب، الذي كان الزوجان يمسكانه بسلسلة وفقًا للتقارير الأولية، وسرعان ما تحول الهجوم إلى الزوجين، حيث انقضت الأبقار وداسهما القطيع في مشهد صادم، بحسب ما أوضح الناطق باسم الشرطة ماركوس لامب لوكالة «فرانس برس».
ووفق بيان الشرطة، تدخل متجولون آخرون كانوا بالقرب من موقع الحادث، إضافة إلى أشخاص يعملون في مأوى جبلي قريب، حيث قدموا الإسعافات الأولية للزوجين قبل أن يتم استدعاء فرق الطوارئ. وتم إجلاؤهما بمروحية من المسار الجبلي المؤدي إلى مأوى رامساو أم داخشتاين في منطقة ستيريا الجنوبية الشرقية.

فشل محاولات الإنقاذ

ورغم الإسعافات السريعة، فقد أكد الناطق باسم الشرطة أن الرجل توفي قبل خضوعه لعملية جراحية في مستشفى سالزبورغ، فيما صدر أمر بتشريح الجثة للتأكد من طبيعة الإصابات التي أدت إلى وفاته. أما زوجته التي أصيبت بجروح متوسطة، فما زالت تحت الملاحظة الطبية، فيما أُسلم الكلب إلى أقارب الزوجين.

حوادث مشابهة في أوروبا
 

في عام 2014، هزّت حادثة مشابهة الرأي العام النمساوي عندما قتلت أبقار سائحة ألمانية كانت تسير مع كلبها في تيرول، ما دفع المزارعين إلى المطالبة بتشديد قواعد المرور عبر المراعي. وفي 2020، تعرضت سيدة بريطانية لهجوم قاتل في شمال إنجلترا عندما باغتتها أبقار أثناء نزهة ريفية، في وقت كان الكلب الذي ترافقه هو ما أثار عدوانية القطيع.
وتشير الدراسات الزراعية في أوروبا  إلى أن الأبقار يمكن أن تصبح عدائية بشكل خاص عندما تكون مع عجولها، حيث تدفعها غريزة الحماية إلى مهاجمة أي مصدر تهديد محتمل، بما في ذلك الكلاب والمتجولون الذين يصطحبونها، ونشرت وزارة الزراعة البريطانية  في تقاريرها أن الأبقار مسؤولة عن مقتل نحو 5 إلى 6 أشخاص سنويًا في الريف البريطاني، معظمهم من المزارعين أو المتنزهين.

سياق متكرر في النمسا

في النمسا تحديدًا، وقعت عدة حوادث مشابهة خلال العقد الماضي، ما جعل السلطات تطلق حملات توعية في مناطق جبال الألب، محذرة السياح من الاقتراب الشديد من القطعان أو اصطحاب الكلاب بالقرب منها،  ففي صيف 2019، أصيب متجولون بجروح متفاوتة بعد أن باغتهم قطيع من الأبقار في تيرول، فيما أشارت الشرطة وقتها إلى أن الحادثات غالبًا ما تبدأ باستفزاز غير مقصود من الكلاب.

مسؤولية المزارعين والسلطات
 

هذه الحوادث تثير دائمًا جدلًا قانونيًا حول المسؤولية، خصوصًا إذا كان الطريق الذي يعبره السياح جزءًا من مسارات عامة مسموح بها. ففي قضية السائحة الألمانية عام 2014، اضطر المزارع إلى دفع تعويض مالي ضخم لعائلتها، بعد أن اعتبرت المحكمة أنه لم يتخذ الإجراءات الكافية لتحذير المارة من احتمالية هجوم الأبقار. ومع ذلك، يؤكد مربو المواشي أن السيطرة على سلوك القطعان في المراعي المفتوحة تظل أمرًا صعبًا، وأن وجود الكلاب هو العامل الأكثر خطورة.