«الحوثيون يردون بالصواريخ».. استهداف سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر بعد اغتيال قياداتهم بصنعاء - الخليج الان

في تطور جديد يُنذر بتصعيد خطير في المنطقة، أعلن الحوثيون في اليمن استهداف سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر بصاروخ باليستي، وذلك ردًا على الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي اغتالت رئيس الحكومة الحوثية وعددًا من الوزراء في العاصمة صنعاء.

خلفية: اغتيال قيادات بارزة في صنعاء

وبدورها، اعتبرت مصادر ملاحية دولية أن هذا الهجوم يعكس انتقال الصراع إلى مستوى أكثر خطورة، في ظل تهديد متزايد للملاحة الدولية.

وفي الأيام الماضية، شنّت إسرائيل غارة جوية مركّزة على العاصمة اليمنية صنعاء، أسفرت عن مقتل رئيس الحكومة الحوثية أحمد غالب الراهوِي وعدد من كبار الوزراء أثناء اجتماع رسمي.

ومن جهته، تعهّد زعيم جماعة الحوثي بأن دماء القادة لن تذهب هدرًا، مؤكدًا أن الرد سيكون "ساحقًا" ومباشرًا ضد المصالح الإسرائيلية

جدير بالذكر أن هذا هو أول استهداف مباشر لشخصية بهذا المستوى منذ بدء الحرب بين إسرائيل والحوثيين على خلفية حرب غزة.

تفاصيل الهجوم الصاروخي في البحر الأحمر

أعلنت البحرية البريطانية (UKMTO) أن صاروخًا حوثيًا استهدف ناقلة النفط Scarlet Ray المملوكة لإسرائيل والمسجّلة في ليبيريا، وذلك قرب سواحل ينبع السعودية. 

وفي هذا السياق، أكدت التقارير أن الصاروخ لم يصب هدفه مباشرة، ولم تقع أضرار أو إصابات، لتواصل السفينة رحلتها بشكل طبيعي

وبدورها، اعتبرت جماعة الحوثي أن هذه العملية "بداية الرد" على اغتيال قادتها في صنعاء، وأن استهداف المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر سيستمر بوتيرة متصاعدة.

الأبعاد السياسية والعسكرية للهجوم

الهجوم الأخير يعكس إصرار الحوثيين على جعل البحر الأحمر ساحة مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

ومن جهته، يرى خبراء أن هذا التصعيد يهدف إلى فرض معادلة ردع جديدة، خصوصًا أن الجماعة اليمنية المدعومة من إيران تحاول الظهور كطرف أساسي في الصراع الإقليمي.

وجدير بالذكر أن الحوثيين نفذوا منذ اندلاع حرب غزة في 2023 سلسلة من الهجمات على سفن مرتبطة بإسرائيل، ما أوقع خسائر جسيمة في حركة التجارة العالمية.

رد الفعل الإسرائيلي المتوقع

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "لن يتهاون" مع أي تهديد يستهدف سفنها أو مصالحها في البحر الأحمر

وفي هذا السياق، توقّع محللون أن تلجأ إسرائيل إلى تنفيذ ضربات جوية جديدة داخل اليمن لاستهداف مواقع إطلاق الصواريخ الحوثية

وبدورها، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن القيادة العسكرية في تل أبيب تدرس توسيع نطاق العمليات لتشمل البنية التحتية للحوثيين، منعًا لتكرار مثل هذه الهجمات.

الصدى الإقليمي والدولي

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ من التصعيد الأخير، داعية إلى ضبط النفس وحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

ومن جهته، دعا الاتحاد الأوروبي عبر عملية Aspides البحرية إلى تعزيز التنسيق لحماية السفن التجارية من أي هجمات مستقبلية

وفي هذا السياق، شددت السعودية على أن الهجوم الحوثي قرب سواحلها يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي ولممرات التجارة الدولية

جدير بالذكر أن البحر الأحمر يُعد واحدًا من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر عبره نسبة كبيرة من التجارة العالمية ونقل النفط.

آراء خبراء ومحللين عسكريين

ويرى الخبير العسكري المصري اللواء حسام الدين كمال أن استهداف الحوثيين للسفن الإسرائيلية "يحمل رسالة مزدوجة: رد انتقامي على اغتيال قياداتهم، ومحاولة لجرّ إسرائيل إلى مواجهة بحرية طويلة الأمد".

ومن جهته، أوضح الباحث في شؤون الشرق الأوسط، جوناثان شابيرو ،أن "إسرائيل لن تقبل بتحويل البحر الأحمر إلى ساحة استنزاف، وقد ترد بقوة عبر تكثيف الضربات الجوية على صنعاء والحديدة".

وبدورها، أشارت المحللة الإستراتيجية دكتورة نسرين العلي إلى أن "التصعيد الحوثي قد يعزز نفوذ إيران الإقليمي، إذ يُظهر قدرتها غير المباشرة على ضرب المصالح الإسرائيلية خارج حدود فلسطين".

وفي هذا السياق، حذّر مركز دراسات الأمن البحري في لندن من أن "استمرار هذه الهجمات قد يهدد شريان التجارة العالمي عبر قناة السويس، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا".

يُظهر الهجوم الحوثي الأخير أن المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر سخونة، مع احتمالية انزلاق البحر الأحمر إلى صراع مفتوح بين الحوثيين وإسرائيل.

وبدورها، تقف القوى الدولية أمام تحدٍّ صعب لضمان أمن الملاحة، فيما يظل السؤال قائمًا: هل ستكتفي إسرائيل برد محدود، أم ستتجه نحو تصعيد عسكري واسع يفتح الباب أمام حرب إقليمية شاملة؟