مع تطورات جديدة من غرفة العمليات إلى نقابة الأطباء.. القصة الكاملة لعملية تكميم طفلة، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الخميس 28 أغسطس 2025 02:21 صباحاً
أثار فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي لطفلة تبلغ من العمر 9 سنوات أثناء تحضيرها لإجراء عملية تكميم معدة جدلاً طبياً وأخلاقياً واسعاً جج، مما دفع نقابة الأطباء إلى فتح تحقيق عاجل في الواقعة والتحقق من مدى توافق هذا الإجراء الجراحي مع المعايير الطبية الدولية والأخلاقية المتبعة في مثل هذه الحالات.
انتقادات واسعة للطبيب
ظهر الفيديو، الذي تجاوزت مشاهداته 8 ملايين مشاهدة، الطفلة وهي في حالة من التوتر والخوف قبيل دخول غرفة العمليات، بينما حاول الطبيب المختص طمأنتها في حضور والدتها، قبل أن يبدأ الطاقم الطبي إجراءات التخدير تمهيداً لإجراء الجراحة.
وأثار المشهد موجة انتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر البعض أن نشر الفيديو ينطوي على انتهاك لخصوصية الطفلة ويثير مخاطر تتعلق بسلامتها، بينما تساءل آخرون عن مدى ملاءمة إجراء مثل هذه العمليات المعقدة في سن مبكرة.
نقابة الأطباء على خط المواجهة
وكشف مسؤول بنقابة الأطباء المصرية عن اتخاذ عدد من الإجراءات النقابية حيال الواقعة، في مقدمتها تشكيل لجنة علمية متخصصة لمراجعة تفاصيل التدخل الطبي، والتأكد من مدى سلامة إجراء جراحة تكميم المعدة لطفلة في هذا العمر المبكر، وما إذا كانت تتوافق مع الضوابط المهنية والمعايير الإرشادية العالمية. وأوضح المصدر أن النقابة قررت استدعاء الطبيب القائم على العملية للتحقيق معه يوم الأحد المقبل، للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة، مشدداً على أن النقابة "لن تتهاون" مع أي مخالفة قد تثبت الإضرار بصحة المريضة أو مخالفة القواعد الأخلاقية لممارسة المهنة.
من جانبها، قالت رئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر، إيناس شلتوت، إفي تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية": إن "جراحات السمنة، وعلى رأسها التكميم، ليست إجراءات بسيطة، بل قد تترتب عليها مضاعفات جسيمة إذا لم تُجر وفق معايير صارمة وبعد استنفاد كل الحلول العلاجية الأخرى".
وأوضحت شلتوت أن "هناك توصيات واضحة تخص جراحات السمنة، وتؤكد أنه قبل اللجوء لأي تدخل جراحي، سواء للأطفال أو الكبار، يجب استنفاد جميع الوسائل العلاجية الأخرى، بما في ذلك اتباع أنظمة غذائية صحية، وممارسة الرياضة، والخضوع لبرامج إنقاص الوزن التقليدية تحت إشراف طبي".
وأضافت أنه "بالنسبة للعمليات الجراحية، فهي لا تُجرى للأطفال إلا بعد سن 13 عاماً للبنات و15 عاماً للأولاد، وحتى في هذه الحالة، لا بد أن يكون الطفل قد خضع لتقييم شامل من فريق متعدد التخصصات، يضم طبيباً نفسياً لتقييم حالته السلوكية، وأخصائي جهاز هضمي، وطبيب غدد صماء للتأكد مما إذا كانت السمنة ناتجة عن خلل هرموني أو مرضي آخر، فضلاً عن متابعة دقيقة لعاداته الغذائية". وأكدت أنه "إذا كان الطفل يفرط في تناول السكريات أو الحلويات أو المشروبات الغازية، فإن جراحة التكميم لن تحقق النتائج المرجوة، علماً بأن نسبة نجاح هذه العمليات لا تتجاوز في بعض الحالات 50 بالمئة".
الطبيب يدافع عن نفسه
من ناحيته، دافع استشاري جراحات السمنة، هشام عبد الله، والذي أجرى العملية الجراحية، عن قراره بإجراء العملية للطفلة، مشيراً إلى أنها "كانت تعاني منذ سنوات من سمنة مفرطة أثرت بشكل مباشر على حالتها الصحية، حيث تسببت في تقوس الساقين وخشونة مبكرة بمفصل الركبة، ما جعلها في حاجة ماسة إلى جراحة عظام لتصحيح الاعوجاج والحيلولة دون تآكل المفصل".
وأشار في مقطع مصور نشره، إلى أن "الأطباء المتخصصين في العظام أكدوا أن التدخل الجراحي لا يمكن إجراؤه إلا بعد خفض وزنها بصورة كبيرة، وبالفعل، لجأت والدتها إلى العديد من أطباء الغدد الصماء وأجرت جميع الفحوصات اللازمة التي جاءت طبيعية، إلا أن حالة السمنة استمرت دون تحسن".
ولفت إلى أن الطفلة خضعت لمحاولات متكررة عبر الأنظمة الغذائية المختلفة من دون جدوى، و"في مثل هذه الحالات، يصبح التدخل الجراحي هو الحل لإنقاذ الطفل من مضاعفات صحية أكثر خطورة". وأكد عبدالله أنه حصل على "موافقة صريحة" من والدتها بعد شرح كافة التفاصيل الطبية. وفيما يتعلق بالفيديو المتداول، أشار إلى أنه "لم يكن بغرض الدعاية أو التربح، بل جاء استجابة لرغبة الطفلة نفسها التي طلبت توثيق لحظات العملية معها، وقد وافقت والدتها على ذلك"، حسب قوله.
ظرف استثنائي
بدوره، علق الدكتور خالد جودت أستاذ جراحات السمنة بطب عين شمس ورئيس الاتحاد العالمي لجراحات السمنة المفرطة على الواقعة، مؤكداً أن "جراحات السمنة للأطفال تجرى في ظروف استثنائية عندما يكون الوزن ثقيلاً جداً وليس لأي وزن، بحيث يجب أن يزيد وزن الطفلة عن وزنها الأساسي 50 كجم، بدلاً من 40 كجم للبالغين". وقال إنه "لابد أن يكون هناك طبيب أطفال يشخص حالة الطفلة إذا كانت تعاني من خلل في الجينات من عدمه، وأن يكون هناك طبيب نفسي يرى الطفلة ويقيم حالتها لمعرفة عما إذا كان من الممكن إجراء العملية، وأنه لابد أن تجرى الجراحة في مكان مجهز ويتم متابعة الطفل من فريق متعدد التخصصات في مجالات متعددة من التغذية والأمراض النفسية، وطب الأطفال".
وأضاف أن العديد من مراكز جراحات السمنة "هي مراكز تجارية تهتم بالمكسب المادي فقط، دون تقديم الخدمات الطبية والمتابعة للمرضى، وكذلك لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف تصوير الطفل بالفيديو حال دخوله غرفة العمليات، لأن هذا يهدر من آدمية الطفل حتى إن كان الأهل قد وافقوا على مثل هذا الإجراء".
وأشار إلى أنه عند إجراء عملية السمنة للأطفال يجب أن يراعى أن تجرى له عملية يمكن إلغاؤها بعد ذلك، وليس عملية لا يمكن الرجوع فيها مثل التكميم أو قص المعدة، موضحاً أنه في حالة هذه الطفلة قد قاموا بالفعل بعملية قص المعدة وهي عملية لا رجعة فيها، ويتم استئصال 90% من المعدة بشكل جذري.
وتأتي هذه الواقعة في إطار الجدل الدائر حول انتشار جراحات السمنة خاصة بين الشباب والأطفال، والمخاوف من إجراء عمليات جراحية غير مبررة لأسباب تجارية بحتة دون مراعاة المعايير الطبية والأخلاقية، فيما تشير تقارير طبية إلى أن جراحات السمنة للأطفال يجب أن تكون الخيار الأخير بعد استنفاد جميع الخيارات العلاجية الأخرى، وأن تخضع لبروتوكولات صارمة تضمن سلامة الأطفال وتحميهم من المضاعفات المحتملة التي قد تهدد حياتهم.
للحصول على تفاصيل إضافية حول من غرفة العمليات إلى نقابة الأطباء.. القصة الكاملة لعملية تكميم طفلة - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.
أخبار متعلقة :