«ثروة اقتصادية».. ماذا يعني تنازل أوكرانيا عن دونباس لصالح روسيا؟ - الخليج الان

مع توجه كل أنظار العالم اليوم الاثنين، إلى واشنطن، لترقب اللقاء المقرر أن يعقد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن إحدى القضايا الرئيسية التي من المرجح أن تكون موضوعا حساسا بالنسبة لزيلينسكي هي احتمال التنازل عن جزء من أراضي بلاده مقابل وقف الحرب، وسط تباين ردود الفعل الشعبية والسياسية في كييف بين معارض لمجرد طرح هذه الفكرة، وبين من يرى أن الحرب انهكت الدولة و حياة الإنسان أهم من التخلي عن (بضعة كيلومترات من مساحة الدولة). 

دونباس.. قلب أوكرانيا الصناعي 

ويطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من كييف بتسليم مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك الشرقيتين كشرط لإنهاء الحرب، لكن لماذا يصر سيد الكرملين على هذا المطلب وما أهمية منطقة دونباس بالنسبة لروسيا؟ 

تنازل أوكرانيا عن دونباس يعني تسليم قلب أوكرانيا الصناعي، مما يمنح روسيا السيطرة على منطقة دونباس، حيث وقعت غالبية القتال العنيف منذ فبراير 2022. في حين تسيطر روسيا على معظم منطقة لوجانسك، فإنها تسيطر على نحو 70% من منطقة دونيتسك.

وكان زيلينسكي قد أصر في وقت سابق على أنه سيرفض أي اقتراح للانسحاب من منطقة دونباس الصناعية، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن "يفتح رأس جسر" لهجوم روسي أوسع.

يأتي ذلك فيما كشفت مصادر مقربة من البيت الأبيض إن ترامب يبدو أنه أيد هذه الخطوة، ومن المرجح أن يثير القضية خلال اجتماعه مع زيلينسكي في المكتب البيضاوي اليوم.

وقال الرئيس الروسي أيضا إنه سيجمد الخطوط الأمامية في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين ، حيث تحتل قواته مساحة كبيرة من الأرض.

وكانت هذه المناطق موضع تطلعات بوتن منذ فترة طويلة، حيث دخل منطقة دونباس لأول مرة خلال هجوم في عام 2014، والذي شهد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

انفصل الانفصاليون المدعومون من روسيا عن الحكومة الأوكرانية ليعلنوا منطقتي دونيتسك ولوجانسك "جمهوريتين شعبيتين" مستقلتين، ونتيجة لذلك استولت موسكو على أكثر من ثلث الأراضي الشرقية في أوكرانيا.

88%من دونباس تحت السيطرة الروسية 

ويعتقد حاليا أن نحو 88 في المائة من منطقة دونباس تقع تحت السيطرة الروسية، في حين لا تزال أوكرانيا تسيطر على نحو 6600 كيلومتر مربع.

وفي الأشهر الأخيرة، عززت موسكو جهودها للسيطرة على هذه المناطق المتبقية، ودفعت نحو مدن مثل بوكروفسك وكثفت الغارات الجوية والطائرات بدون طيار.

وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لأوكرانيا، نظراً لأن المنطقة تمتلك أحد أكبر احتياطيات الفحم، وتعتبرها كييف بمثابة قوة عظمى في مجال الطاقة.

وقد وصفها معهد دراسة الحرب بأنها "حزام حصن"، نظراً لأن دونيتسك تشكل خط الدفاع المحصن الرئيسي على طول المنطقة الشرقية، مما يعيق تقدم روسيا.

وتقول إلينا بيكيتوفا، وهي زميلة في مركز تحليل السياسات الأوروبية، إن "أوكرانيا تحتفظ بخط دفاعي رئيسي عبر دونيتسك"، ووصفت "بناء منطقة محصنة على مدى سنوات لأن الحرب بدأت قبل 11 عاما".

وأضافت:"إنها ليست مجرد خنادق، بل هي دفاعات عميقة ومتعددة الطبقات، تضم مخابئ وخنادق مضادة للدبابات وحقول ألغام ومناطق صناعية مدمجة في التضاريس. تشمل المنطقة مرتفعات وأنهارًا ومناطق حضرية، مما يجعل السيطرة عليها أمرًا بالغ الصعوبة". 

ويعد التخلي عن هذه الأراضي سيكون "كارثيا" بالنسبة لروسيا، خاصة إذا لم يتم منحها ضمانات أمنية ملموسة مثل الحماية التي توفرها المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي.