«الاستحمام بقى حلم».. 15 ساعة انقطاع يوميًا يشل الحياة في مدينة الرحمن بفيصل - الخليج الان

"ولا عارفين نستحمى ولا نغسل ولا نشرب" بهذه الكلمات بدأ هالي منطقة الرحمن المتفرعة من شارع الصفا والمروة بمنطقة فيصل، في التعبير عن معاناتهم التي يعيشونها على مدار شهر بسبب انقطاع المياه لأكثر من 15 ساعة يوميا.

أزمة انقطاع المياه في مدينة الرحمن بفيصل: أكثر من 15 ساعة يوميًا دون قطرة

ويوضح أهالي منطقة الرحمن، في حديثهم لموقع تليجراف الخليج، أن انقطاع المياه عن المنطقة لم يكن جديدة، ولكن ما ليس طبيعيا هو انقطاع المياه لأكثر من 15 ساعة يوميا، وهو ما يتسبب في شبه شلل يومي لحياتهم خصاصا أن المياه يتم قطعها بالكامل في أوقات ذروة الاستخدام، وهو ما يجعل أي كمية مخزنة من المياه، قابلة للنفاذ في أوقات قليلة.

وتقول إحدى سيدات المنطقة، المياه بتتقطع بقالها أكتر من شهر كل يوم من الساعة 10 الصبح مش بتيجي غير 12 بالليل، ولا بعرف أحضر أكل ولا أغسل ولا انضف، متسائلة لما المياه تيجي 12 بالليل من هيقدر يشتغل في نص الليل كل شغل البيت من غسيل وتنضيف، واستحمام، ده شئ مش معقول.. لازم حد يطلع يحل المشكلة مفيش حد يقدر يتحمل كل الوقت ده من غير مياه خصوا اننا في ايام حر وبنحتاج لكميه كبيره.

ويشير أحد سكان مدينة النور ويدعى عم "أحمد"، الناس بتقول أنه كان فيه كسر في ماسورة، والكلام ده بقاله أكتر من شهر، يعني معقول المشكلة متحتلش لحد الآن، مستطردا مفيش إنسان يقدر يقضى 15 ساعة واحيانا أكتر يوميا من غير مياه، متسائلا يعني مش عارفين أنه فيه أسر واطفال حرانة بتستحمى، وغسيل، مين هيعمل الكلام ده في نص الليل، إذا كانت المياه مش بتيجي غير 12 بالليل لحد 8 الصبح.

وناشد أهالي مدينة، النور، شركة مياه الشرب والصرف الصحي، بسرعة حل المشكلة تمام، لأن الوضع أصبح لا يحتمل خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تحتاج كثيرا من المياه في الشرب والطهي والغسيل، وغيرها.

تشهد مدينة الرحمن، إحدى المناطق السكنية في حي فيصل بمحافظة الجيزة، أزمة حقيقية تهدد الحياة اليومية لآلاف المواطنين، نتيجة انقطاع المياه لفترات طويلة قد تصل إلى أكثر من 15 ساعة في اليوم، دون سابق إنذار أو جدول زمني واضح. هذا الوضع المتفاقم أصبح عبئًا يوميًا يعيشه السكان، الذين أعربوا عن استيائهم الشديد، مطالبين الجهات المعنية بسرعة التدخل لإيجاد حل عاجل ومستدام.

معاناة يومية بلا مياه

السكان يعانون من انقطاع مستمر وشبه دائم للمياه، حيث تبدأ الانقطاعات في ساعات الصباح الباكر ولا تعود المياه إلا في ساعات متأخرة من الليل – وفي بعض الأحيان لا تعود على الإطلاق. الوضع لا يقتصر على ضعف في ضخ المياه، بل يشمل انقطاعًا تامًا يمتد لأيام متواصلة في بعض العقارات.

يقول أحد سكان المنطقة:

"بقينا مش عارفين نعيش. مفيش نقطة مياه طول اليوم، لا نقدر نغسل، ولا نطبخ، ولا حتى نستحمى. بنضطر نخزن مياه في الجراكن ونشتري مياه معدنية غالية، والمصيبة إن حتى المياه اللي بتجيلنا أوقات بتكون مليانة شوائب وريحة صدأ."

انعدام العدالة في التوزيع

اللافت للنظر أن هذه الأزمة لا تشمل جميع مناطق فيصل، بل تتركز في مدينة الرحمن وبعض الشوارع المتفرعة منها، مما يطرح علامات استفهام حول عدالة توزيع المياه وضبط ضخ الشبكة. العديد من السكان أكدوا أن هناك مناطق مجاورة لا تعاني نفس الانقطاعات، مما يشير إلى وجود خلل فني أو إداري لم يتم معالجته حتى الآن.

انقطاع المياه لا يؤثر فقط على النظافة الشخصية، بل يمتد ليؤثر على الصحة العامة، نظافة الطعام، وغسل الملابس، وحتى الأطفال في المدارس لا يستطيعون الاستعداد بشكل لائق ليومهم الدراسي. تقول إحدى الأمهات:

"ابني بيروح المدرسة من غير ما يغسل وشه أوقات، وده غير مقبول. إحنا في 2025، مش معقول نعاني من مشكلة زي دي وكأننا في قرية نائية."

مناشدة للمسؤولين

يطالب الأهالي بسرعة التدخل من الجهات المعنية، وعلى رأسها محافظة الجيزة وشركة مياه الشرب والصرف الصحي، لوضع جدول زمني واضح لضخ المياه، وتحسين البنية التحتية للشبكة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير. كما يناشدون الإعلام تسليط الضوء على هذه الأزمة، حتى لا تمر كغيرها من المشكلات اليومية التي تُهمل بسبب ضعف التغطية الإعلامية.