3 محطات تنهار ووزير الكهرباء يفتح النار على «المصرية للنقل».. ما القصة؟ - الخليج الان

في مشهد أعاد للأذهان أزمات انقطاع الكهرباء التي ظن المواطن أنها أصبحت من الماضي، عادت من جديد بعض المناطق لتغرق في الظلام، ولكن هذه المرة بسبب تهاون في الصيانة، وتساهل في تأمين البنية التحتية، حيث تساقطت محطات الكهرباء واحدة تلو الأخرى خلال أسبوعين فقط، لتكشف أزمة أكثر عمقًا مما كان يُعتقد. 

 3 محطات كبرى خارج الخدمة في أسبوعين

ومع توالي الأعطال وتزايد الشكاوى، تحركت وزارة الكهرباء بقيادة الوزير الدكتور محمود عصمت، لفتح تحقيق موسع في الشركة المصرية لنقل الكهرباء، فيما وُصف بأنه «تحقيق لكشف المستور» داخل محطات المحولات التي خرجت عن الخدمة وأثارت غضب آلاف المواطنين.

وزير الكهرباء يفتح تحقيقات عاجلة بسبب انهيار الصيانة

في أقل من أسبوعين، واجهت ثلاث محطات محولات كهربائية رئيسية أعطالًا جسيمة تسببت في انقطاعات كبيرة للكهرباء بمناطق حيوية مثل الجيزة والعاشر من رمضان والورديان بالإسكندرية، هذه الحوادث المتكررة سلطت الضوء على خلل واضح في التزام الشركة المصرية لنقل الكهرباء ببرامج الصيانة الوقائية، وأثارت جدلاً واسعاً حول كفاءة إدارة الشبكة.

ضعف الجهد الكهربائي وانقطاع التيار خاصة من سكان مدينة الشروق

الوزير الدكتور محمود عصمت لم يتأخر في التحرك، وأمر بفتح تحقيق موسع داخل الشركة لمعرفة أسباب الخلل، بعد تلقيه تقارير وشكاوى متزايدة عن ضعف الجهد الكهربائي وانقطاع التيار، خاصة من سكان مدينة الشروق الذين أبلغوا عن انقطاعات يومية تصل إلى 7 ساعات.

مصدر مسؤول بالوزارة كشف أن التحقيقات تتركز حول محطات العاشر من رمضان، والورديان، وجزيرة الذهب، والتي توقفت جميعها عن العمل بسبب أعطال فنية يُرجح أنها ناتجة عن غياب الصيانة الدورية، ما أدى إلى عجز هذه المحطات عن تحمل الضغط الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال.

الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ أدى العطل بمحطة جزيرة الذهب إلى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة عن مناطق واسعة في الجيزة والهرم وفيصل، مما أثار استياء المواطنين ودفع الوزير إلى إصدار تعليمات عاجلة بتكثيف التنسيق بين شركتي النقل والتوزيع لضمان سرعة إصلاح الأعطال، والحد من التأثير على المواطنين.

ووفقاً لنفس المصدر، فإن بعض أعطال محطات المحولات تسببت في تلف أجزاء من شبكة التوزيع، نتيجة قصور فني، وهو ما دفع الوزير لمطالبة رئيسة الشركة المهندسة منى رزق بتقديم تقرير أسبوعي عن أعمال الصيانة، وموقف تدعيم الشبكة على مستوى الجمهورية، مع التركيز على المناطق التي تعاني من زيادة في الأحمال.

وما تشهده الشبكة القومية للكهرباء في مصر هذه الأيام يعكس ضرورة مراجعة منظومة الصيانة والتدعيم داخل الشركة المصرية لنقل الكهرباء، الأعطال المتكررة وخروج محطات كبرى عن الخدمة في توقيت زمني قصير، يدق ناقوس الخطر حول مدى جاهزية البنية الأساسية لمواجهة التحديات المناخية والطلب المتزايد. 

وبينما تتحرك وزارة الكهرباء لمحاسبة المسؤولين وفرض آليات رقابية جديدة، تبقى العبرة بمدى قدرة هذه الإجراءات على الحد من تكرار الأزمات، فالمواطن لا يبحث عن مبررات، بل يريد خدمة مستقرة في زمن يُفترض فيه أن تنقطع الأعذار لا التيار.