أعادت بريطانيا تحديث خرائطها للشرق الأوسط، وادرجت عليها اسم "دولة فلسطين" لأول مرة، وجاءت هذه الخطوة بعد أن أعلن أمس رئيس الوزراء كير ستارمر اعتراف لندن الرسمي بالدولة الفلسطينية، تزامناً مع اعترافات مماثلة من كندا وأستراليا والبرتغال 

بريطانيا تُدرج دولة فلسطين على خرائطها لأول مرة

وانتشرت التحديثات على موقع وزارة الخارجية، بدءا من نصائح السفر إلى قوائم السفارات والخرائط الإقليمية.

بريطانيا تعترف بدولة فلسطين 

وقال ستارمر يوم الأحد: "في مواجهة الأهوال المتزايدة في الشرق الأوسط، فإننا نتحرك للحفاظ على فرصة السلام وحل الدولتين".

وانضمت المملكة المتحدة إلى كندا وأستراليا في الاعتراف بفلسطين، بينما سبقتها إسبانيا وأيرلندا والنرويج في وقت سابق من هذا العام. ويتوقع دبلوماسيون أن يحذو المزيد من أعضاء الاتحاد الأوروبي حذوها، مع أن واشنطن لا تزال تعارض ذلك، وتصر على أن إقامة الدولة يجب أن تتم عبر محادثات مباشرة مع إسرائيل.

وتأتي هذه الخطوة عشية مؤتمر تقوده السعودية وفرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن تعلن فرنسا ودول أخرى عن اعتراف مماثل.

وقال رئيس الوزراء البريطاني أن:" هذه الخطوة تعهد للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بأنه يمكن أن يكون هناك مستقبل أفضل"، مضيفا أن "المجاعة والدمار [في غزة] أمر لا يطاق على الإطلاق" و"الموت والدمار يروعنا جميعا".

ورحب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالقرار، قائلاً إنه سيساعد في تمهيد الطريق "لدولة فلسطين للعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل في أمن وسلام وحسن الجوار".

يشير حل الدولتين إلى إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية، على طول الخطوط التي كانت قائمة قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.

75% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يعترفون بدولة فلسطينية 

إن دولة فلسطين معترف بها حاليا من قبل حوالي 75% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، ولكن ليس لها حدود متفق عليها دوليا، ولا عاصمة، ولا جيش - ما يجعل الاعتراف رمزيا إلى حد كبير.

بسبب الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية، لا تملك السلطة الفلسطينية، التي أُنشئت عقب اتفاقيات السلام في التسعينيات، سيطرة كاملة على أراضيها وشعبها. أما في غزة، حيث إسرائيل هي أيضًا قوة احتلال، فإن حماس هي الحاكم الوحيد منذ عام 2007.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم الأحد اعتراف كندا، وعرض "الشراكة في بناء الوعد بمستقبل سلمي" لكل من فلسطين وإسرائيل، في حين قال وزير الخارجية الأسترالي أنتوني ألبانيز إن ذلك "جزء من جهد منسق لبناء زخم جديد لحل الدولتين".

وقال وزير الخارجية البرتغالي باولو رانجل إن حل الدولتين هو "السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم".

في يوليو الماضي، حدد كير موعدا نهائيا لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الذي سيعقد الأسبوع المقبل، للمملكة المتحدة للإعلان عن الاعتراف ما لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، والموافقة على وقف إطلاق النار، والالتزام بالسلام المستدام على المدى الطويل، وإحياء احتمالات حل الدولتين".

وتعثرت جهود التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، ناهيك عن حلٍّ طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأثارت إسرائيل غضبًا دوليًا عندما شنّت مؤخرًا غارة جوية على فريق تفاوضي من حماس في قطر.

وامس، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن 71 شخصا قتلوا وأصيب 304 آخرون في هجمات إسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية.

أدت العملية البرية الأخيرة التي شنتها إسرائيل على مدينة غزة، إلى إجبار مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار.

وهذا الهجوم الإسرائيلي الأخير في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين والتي أدت إلى نزوح معظم سكان الأراضي الفلسطينية وتدمير البنية التحتية ومقتل ما لا يقل عن 65208 أشخاص

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.