أخبار عامة

«ذكية وثرثارة»... دراسة تكشف أسرار تكيف الفئران مع الحياة في نيويورك - الخليج الان

«ذكية وثرثارة»... دراسة تكشف أسرار تكيف الفئران مع الحياة في نيويورك - الخليج الان

مع تطورات جديدة «ذكية وثرثارة»... دراسة تكشف أسرار تكيف الفئران مع الحياة في نيويورك، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 02:25 صباحاً

توصلت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين في نيويورك إلى فهم أعمق لكيفية تأقلم الفئران مع الحياة الحضرية في واحدة من أكثر المدن ازدحامًا وتعقيدًا في العالم. وتأتي هذه النتائج في إطار بحث علمي موسّع سعى للإجابة على سؤال طالما حيّر العلماء: كيف استطاعت الفئران أن تبني مجتمعًا موازيًا داخل المدن الكبرى؟

وأظهرت الدراسة أن الفئران، التي يُقدّر عددها في مدينة نيويورك بنحو ثلاثة ملايين فأر، تعيش في شبكة خفية من المستعمرات داخل الشوارع الخلفية، محطات المترو، أنفاق الصرف الصحي، بل حتى في المنتزهات والحدائق العامة، حيث تهيمن على مستودعات النفايات وصناديق القمامة.

وتنتمي الغالبية العظمى من هذه الفئران إلى فصيلة "الفأر البني النرويجي" (Rattus norvegicus)، التي استوطنت المدينة منذ القرن الثامن عشر. ووفقاً للباحثين، فقد شهدت هذه الفئران عبر ما يقارب 500 جيل طفرات جينية طوّرت من قدراتها البيولوجية وسلوكها الحركي والعصبي، مما ساعدها على التكيّف مع بيئة المدينة القاسية.

ولرصد أنماط حياة هذه القوارض، استخدم الفريق البحثي كاميرات حرارية وأجهزة تسجيل صوتي لاسلكية متخصصة في ثلاثة مواقع بمنطقة مانهاتن، إضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل حركاتها وتحويل المقاطع المصورة إلى نماذج ثلاثية الأبعاد تتيح تقدير أحجامها وسلوكياتها بدقة عالية.

مخلوقات ثرثارة تتحدث بلغة لا يدركها البشر

وقالت إيميلي ماكفيشيوس، أخصائية طب الأعصاب من مركز "بيزيس" البحثي، لموقع Scientific American:

"الفئران مخلوقات ثرثارة تتواصل بلغة سرية لا يسمعها البشر".
وأضافت أن صرير الفئران، حسب أحد القياسات، تجاوز أحيانًا حدة صوت صافرة سيارة إسعاف، واصفة الأمر بأنه "يبدو كما لو كانت الفئران تصرخ لبعضها البعض".

وتوصلت الدراسة إلى أن الفئران تتواصل عبر موجات فوق صوتية تختلف حدتها بحسب الضوضاء المحيطة، كما كشفت عن فروقات سلوكية بين الفئران حسب العمر والحجم. إذ لوحظ أن الفئران الأصغر تتحرك في جماعات وتبدو كأنها ما زالت تتعلم طرق الوصول إلى الغذاء، بينما تتحرك الفئران الكبيرة بمفردها، ويُعتقد أنها تقوم باستكشاف البيئة ونقل المعلومات لبقية المستعمرة.

وأشار الباحث رالف بيترسون إلى أن "الفئران حيوانات اجتماعية تتسم بالمرونة والقدرة على التكيّف"، مضيفاً أن التسلسل الاجتماعي داخل مستعمراتها المعقدة قد يحدد توزيع المهام والأدوار بين الأفراد.

وتستند الدراسة في جزء منها إلى تاريخ طويل من مراقبة هذه القوارض، فقد أشار الكاتب الأمريكي جوزيف ميتشل في أربعينيات القرن الماضي إلى أن الفئران الأكبر سناً "هي الأذكى والأكثر حذرًا، وتتحرك كما لو كانت تعرف ما الذي تفعله".

وحذّر باحثون من أن محاولات إبادة الفئران باستخدام السموم غالبًا ما تفشل، بل تُشكل خطرًا على الحيوانات الأليفة والتوازن البيئي، خاصة أن الفئران تتكاثر بمعدلات سريعة للغاية، إذ يمكن لزوج واحد إنجاب آلاف الصغار سنويًا في الظروف المثالية.

وتختتم ماكفيشيوس بقولها إن "مكافحة الفئران تتطلب تهيئة بيئة غير ملائمة لبقائها"، مشيرة إلى أهمية التخلص من الأعشاب والشجيرات المهملة. فيما دعا بيترسون إلى تطوير أنظمة روبوتية وتقنيات مراقبة ذكية لتتبع مستعمرات الفئران وتحديد مواقعها بدقة، من أجل تعزيز جهود المكافحة بشكل أكثر فعالية.

للحصول على تفاصيل إضافية حول «ذكية وثرثارة»... دراسة تكشف أسرار تكيف الفئران مع الحياة في نيويورك - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.

Advertisements

قد تقرأ أيضا