عدن - هند جمال - مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد، تتجدد الأحاديث حول الأزمات التي تواجه منظومة التعليم في مصر، وعلى رأسها عجز المعلمين وتكدس الفصول ونقص الخدمات الأساسية داخل المدارس.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه وزارة التربية والتعليم أنها وضعت حلولًا لهذه المشكلات، يرى خبراء التربية أن ما يُطرح لا يتجاوز كونه مسكنات مؤقتة، وأن إصلاح التعليم يتطلب خططًا جذرية تبدأ بتعيين معلمين جدد والتوسع في بناء مدارس جديدة تستوعب الزيادة السكانية المتنامية.

وفي هذا الشأن، قال الدكتور كمال مغيث، عضو المركز القومي للتعليم والخبير التعليمي، تعليقًا على تصريحات وزير التربية والتعليم خلال لقائه مع محرري الملف التعليمي، إن ما أعلنه الوزير بشأن انتهاء مشكلة عجز المعلمين “لا يعكس الواقع”.

وأوضح مغيث في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن الوزارة لم تُعيّن معلمين جدد بشكل رسمي عبر المسابقات التي أعلنت عنها، بل لجأت إلى حلول بديلة مثل التعاقد بالحصة أو الاستعانة بالمتطوعين، مؤكدًا أن هذه الحلول مؤقتة وغير مجدية؛ لأن المعلم المتعاقد بالحصة قد يترك العمل بسهولة إذا وجد فرصة أفضل، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار داخل المدارس.

وأضاف أن الاعتماد على المعلمين المحالين للمعاش ليس منطقيًا أيضًا، مشيرًا إلى أن العملية التعليمية اليوم تتطلب مهارات تكنولوجية ومعرفية حديثة لا تتوفر بالضرورة لدى من لم يتعامل مع هذه الأدوات إلا في سن متأخرة.

وعن تصريحات الوزير بشأن حل أزمة الفترات المسائية عبر زيادة عدد الفصول بدلاً من بناء مدارس جديدة، قال مغيث إن هذا الطرح “غير واقعي” في ظل الزيادة السكانية الكبيرة، مؤكدًا أن التعليم يحتاج إلى مدارس متكاملة، وليس مجرد إضافة فصول مؤقتة.

وفيما يخص تخصيص خمسة آلاف جنيه لكل مدير مدرسة لتعيين عمال وأفراد أمن، شدد مغيث على أن هذا المبلغ “هزيل للغاية” ولا يكفي لتغطية أبسط الاحتياجات في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، محذرًا من أن ضعف الأجور قد يدفع العمال إلى ترك العمل بعد فترة قصيرة.

واختتم الخبير التعليمي تصريحاته قائلاً إن ما يجرى “مسكنات لا ترتقي إلى حلول جذرية”، مشددًا على أن الأزمة الحقيقية لن تُحل إلا من خلال تعيين معلمين بشكل رسمي ومستقر، إلى جانب التوسع في بناء مدارس جديدة تستوعب الزيادة المستمرة في أعداد الطلاب.