أخبار عامة

اللعبة المظلمة.. رحلة داخل عقل من يستمتع بإيذائك دون سبب - الخليج الان

اللعبة المظلمة.. رحلة داخل عقل من يستمتع بإيذائك دون سبب - الخليج الان

مع تطورات جديدة اللعبة المظلمة.. رحلة داخل عقل من يستمتع بإيذائك دون سبب، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الأحد 7 سبتمبر 2025 04:12 مساءً

يصعب على الكثيرين فهم الدوافع وراء إلحاق الأذى بالآخرين دون سبب واضح، خاصة عندما يكون الضحايا مسالمين ولا يشكلون تهديدًا، حيث يرى الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال أن البشر يجمعون بين التناقضات؛ فهم قادرون على الحب والكره، المساعدة والإيذاء، مد يد السلام أو الطعن بالسكاكين، بينما يمكن تفهم ردود الفعل العدائية بدافع الدفاع عن النفس أو الانتقام، فإن الإيذاء غير المبرر يظل سلوكًا محيرًا يستدعي التساؤل عن أسبابه الخفية.

السادية اليومية.. استمتاع خفي بالألم

يعرّف الشخص السادي بأنه من يستمتع بإيذاء الآخرين أو إذلالهم، ويشعر بلذة خاصة عند رؤية معاناتهم. ورغم ارتباط السادية في المخيال الشعبي بممارسي التعذيب ومرتكبي جرائم القتل المتعددة، فإن هناك نمطًا أقل تطرفًا يعرف بالسادية اليومية، وهي الأكثر شيوعًا، حسب تقرير لـ "بي بي سي".

ويتميز ممارسو هذه السادية بالاستمتاع بإيذاء الآخرين أو مشاهدة معاناتهم، مما يدفعهم لمشاهدة الأفلام الدموية، والانجذاب للمعارك والمشاجرات، واعتبار التعذيب ممتعًا، فيما تشير الإحصائيات إلى أن 6% من الطلاب الجامعيين يعترفون باستمتاعهم بإيذاء الآخرين، وغالبًا ما يظهر هذا السلوك في صورة المتنمرين في المدارس أو المتصيدين عبر الإنترنت، ففي الألعاب الإلكترونية، يميل هؤلاء إلى ممارسة التحرش باللاعبين الآخرين عمدًا لاستفزازهم وإفساد متعتهم، كما يصبحون أكثر سادية كلما انغمسوا في ألعاب عنيفة.

السايكوباتية.. غياب التعاطف وبرودة المشاعر

أما المضطربون نفسيًا (السايكوباتيون)، فلا يؤذون الآخرين لمجرد الاستمتاع، بل لتحقيق أهداف معينة. يتميزون بضعف القدرة على الشعور بالخوف أو الندم أو الشفقة، وقدرتهم على تقدير معاناة الآخرين دون التأثر بها، مما يمنحهم مجموعة خطرة من المهارات. نسبة المصابين بالسايكوباتية في العموم لا تتعدى 0.5%، لكنها ترتفع إلى 8% بين السجناء الذكور و2% بين الإناث. ليس جميع السايكوباتيين خطرين؛ فالبعض يسعى للإثارة عبر تعاطي المخدرات أو الأنشطة الخطرة، بينما يوجه آخرون طاقاتهم نحو الابتكار والإبداع، مما قد يؤدي إلى تغييرات إيجابية أو سلبية في المجتمع.

الجذور التطورية والبيولوجية

لا يوجد إجماع حول أسباب تطور السادية، لكن بعض النظريات ترجعها إلى آليات تكيفية ساعدت البشر في الصيد والبقاء في ظروف قاسية. يرى علماء الأعصاب أن انخفاض مستويات السيروتونين العصبي عند نقص الغذاء يزيد الرغبة في إيذاء الآخرين، لأن ذلك يصبح أكثر متعة. وبالمثل، يمكن أن تكون السايكوباتية تكيفًا يمنح مزايا في البيئات التنافسية غير المستقرة، حيث ربطت بعض الدراسات بينها وبين زيادة الخصوبة في مثل هذه الظروف.

العامل المظلم والوراثة

ترتبط السادية والسايكوباتية بسمات أخرى مثل النرجسية والميكيافيلية، مما يشكل ما يعرف بالعامل المظلم في الشخصية. هناك أيضًا عامل وراثي يلعب دورًا كبيرًا إلى متوسط في ظهور هذه الصفات، ما يعني أن بعض الأفراد قد يولدون بهذه السمات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنتقل الصفات السلبية من الآباء إلى الأبناء عبر الإساءة أو التقليد السلوكي.

التجريد من الإنسانية وآليات التبرير

غالبًا ما يقال إن اعتبار الآخرين في مرتبة أدنى يسهل إيذاءهم، حيث يتم وصف الضحايا بأنهم كلاب أو صراصير لتبرير القسوة. الدراسات تظهر أن انتهاك الأعراف الاجتماعية يجعل الأدمغة تعامل المخالفين على أنهم أقل إنسانية، مما يسهل عملية معاقبتهم. لكن عالم النفس بول بلوم يرى أن أسوأ أنواع القسوة قد تنبع من الإدراك الكامل لإنسانية الضحايا، كما في حالات التعذيب التي تستهدف كرامة الإنسان بشكل مباشر.

ازدراء فعل الخير وآليات الهيمنة

في بعض الأحيان يلحق الناس الضرر بمن يفيدونهم، وهي ظاهرة تعرف بازدراء فعل الخير، ففي تجارب ألعاب الاستثمار الجماعي، فضل بعض المشاركين خصم أرباحهم لمعاقبة المستثمرين الكرماء، بسبب تخوفهم من هيمنة هؤلاء على المجموعة، وهذه الظاهرة تظهر أيضًا في مجتمعات الصيد، حيث ينتقد الصيادون الناجحون حتى لو وزعوا الغنائم على الجميع. هذا السلوك قد يعود إلى رغبة فطرية في رفض الهيمنة، كما قال فولتير: الأفضل هو عدو الخير.

للحصول على تفاصيل إضافية حول اللعبة المظلمة.. رحلة داخل عقل من يستمتع بإيذائك دون سبب - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.

Advertisements

قد تقرأ أيضا