رغم تنوع العادات الغذائية وتغير الأنماط الاستهلاكية حول العالم، لا يزال القمح يحتفظ بمكانته كأحد أهم المحاصيل الزراعية على الإطلاق. فهو يمثل الغذاء الأساسي لمعظم سكان الكوكب، سواء في شكله التقليدي كخبز أو من خلال منتجاته المختلفة مثل المكرونة والمعجنات، أو حتى كمادة خام في الصناعات الغذائية.

يتميز القمح بقدرته على التأقلم مع بيئات مناخية متنوعة، مما جعله أكثر المحاصيل زراعةً حول العالم، كما أن معدلات استهلاكه المرتفعة تدفع العديد من الدول إلى تخصيص مساحات واسعة لزراعته.

أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم

بحسب بيانات موقع Atlas Big، تتصدر الصين قائمة الدول المنتجة للقمح بإجمالي إنتاج يقترب من 137 مليون طن سنويًا، تليها الهند، ثم روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، ما يعكس التركيز الكبير على هذا المحصول في الدول ذات الكثافة السكانية العالية أو المساحات الزراعية الواسعة.

رغم ذلك، تبرز ملاحظة مهمة وهي غياب الدول العربية والإفريقية عن قائمة أكبر 10 منتجين للقمح عالميًا، ما يُسلط الضوء على التحديات المتعلقة بالموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة في تلك المناطق.

الإنتاج العالمي وتوقعات «الفاو»

توقعت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة «الفاو» أن يصل الإنتاج العالمي من القمح في عام 2025 إلى نحو 796 مليون طن، بزيادة طفيفة عن العام الماضي، مدفوعة بتحسن الإنتاجية في عدد من دول أوروبا والهند وباكستان.

كما أشارت التقديرات إلى أن إنتاج الحبوب عالميًا سيصل إلى حوالي 2.925 مليار طن، نتيجة لتحسن إنتاج محاصيل أخرى مثل الذرة والأرز.

أبرز الدول المستوردة للقمح

ورغم أن بعض الدول تمتلك قدرة إنتاجية كبيرة، فإنها تلجأ أيضًا إلى استيراد كميات ضخمة من القمح لتلبية احتياجاتها الداخلية. ومن بين أكبر الدول المستوردة نجد:

إندونيسيا

مصر

الصين

تركيا

الجزائر

الفلبين

المغرب

نيجيريا

يأتي ذلك نتيجة الفجوة الكبيرة بين الاستهلاك والإنتاج المحلي، خاصة في الدول ذات الكثافة السكانية العالية.

الدول العربية الأكثر إنتاجًا للقمح

عربياً، احتلت مصر صدارة الدول المنتجة للقمح خلال عام 2024 بإجمالي 9.2 مليون طن، تليها العراق، ثم الجزائر وسوريا. ورغم ذلك، لا تزال معظم الدول العربية تعتمد بشكل كبير على الاستيراد لتغطية الطلب المحلي المتزايد، خاصة في ظل التحديات المناخية ومحدودية الموارد المائية.

القمح.. حقائق ومعلومات مثيرة

القمح من أقدم المحاصيل التي عرفها الإنسان، حيث تشير الدراسات إلى زراعته قبل نحو 10 آلاف عام.

يُزرع القمح في جميع قارات العالم، مما يجعله من المحاصيل العالمية القليلة.

يوجد آلاف الأنواع من القمح، ولكل نوع استخدام مختلف حسب نوع التربة والمناخ والاستخدام النهائي.

القمح هو الغذاء الأساسي لأكثر من نصف سكان الأرض، ويستخدمه الباقون في صناعة الأطعمة والمنتجات الغذائية المختلفة.

بعض أنواع القمح يمكن أن تُخزن لعقود دون أن تفقد قيمتها الغذائية، إذا توفرت ظروف التخزين المثالية.