في إطار جهود الدولة المصرية لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين الوضع المائي في المناطق الصحراوية، تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تنفيذ مشروعات استراتيجية تستهدف الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية. 

ومن بين أبرز هذه المشروعات، تأتي مبادرة تخزين مياه الأمطار في محافظة مرسى مطروح، التي تهدف إلى دعم الزراعة وتربية الماشية، وتحسين مستوى معيشة السكان المحليين في المناطق الجافة.

أهمية تخزين مياه الأمطار

مع ازدياد وتيرة التغيرات المناخية وتكرار فترات الجفاف، بات حصاد مياه الأمطار يمثل حلاً فعالًا ومستدامًا لتحسين الوضع المائي في المناطق التي تعاني من ندرة المياه، خاصة في محافظة مطروح ذات الطبيعة الصحراوية القاسية.
ويُعد هذا التوجه جزءًا من خطة حكومية شاملة لزيادة الرقعة الزراعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية، خاصةً في ظل الزيادة السكانية المتواصلة.

مشروعات على الأرض

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن تنفيذ مركز بحوث الصحراء مجموعة من خزانات حصاد المياه في منطقة "الأدوية" بمحافظة مطروح، بهدف الاستفادة من مياه الأمطار في عدة استخدامات رئيسية تشمل:

الزراعة

الشرب

تربية الماشية

تحت مظلة "مشروع برايد"

تأتي هذه المشروعات ضمن أنشطة مشروع تعزيز القدرة على المواءمة في البيئات الصحراوية – برايد، الذي ينفذه المركز تحت إشراف الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، وبتعليمات مباشرة من وزير الزراعة الدكتور علاء فاروق.
ويهدف المشروع إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة من خلال تحسين استخدام الموارد المائية الطبيعية، ودعم المجتمعات المحلية في مواجهة الجفاف وتغير المناخ.

تعزيز الأمن المائي وتحسين معيشة السكان المحليين

أكد المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح والمدير التنفيذي لمشروع برايد، أن المشروع يركز على استخدام تقنيات حديثة في حصاد المياه وتخزينها. وتأتي هذه الجهود كجزء من رؤية وطنية لتحسين مستوى معيشة المواطنين في المناطق الصحراوية، من خلال:

توفير مصدر دائم وآمن للمياه

دعم الأنشطة الزراعية والرعوية

رفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية

وقد لاقت هذه المبادرات استحسان سكان المناطق المستهدفة، الذين أكدوا أنها ساعدت على تحقيق نوع من الاستقرار المائي والاقتصادي لأسرهم.

التوسع في إنشاء الخزانات والآبار في بطون الأودية

بحسب المهندس أمير عبد اللطيف، أخصائي الآبار بالمركز، يُجرى حاليًا تنفيذ عدد من الخزانات الأرضية في مناطق منخفضة مثل وادي المدور، وذلك ضمن خطة هذا العام لتحسين إدارة المياه واستخدامها في الزراعة اليومية.
الهدف من هذه الأنشطة هو تعزيز الإنتاج الزراعي المحلي من خلال استغلال مياه الأمطار المخزنة بدلًا من الاعتماد الكامل على المياه الجوفية أو المصادر التقليدية.

رؤية استراتيجية

أكد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة، أن الدولة تخطط لإضافة 3 ملايين فدان جديدة إلى الرقعة الزراعية في مصر خلال السنوات الثلاث المقبلة، ليصل إجمالي المساحة المزروعة إلى 13.5 مليون فدان بحلول عام 2028.
وأشار إلى أن الرقعة الزراعية في مصر كانت أقل من 8 ملايين فدان في 2011، بينما تبلغ حاليًا 9.5 مليون فدان وتقترب من 10 ملايين، وهو ما يعكس التوسع الملحوظ في جهود الاستصلاح الزراعي والتنمية الريفية.

مشروع استراتيجي لتحقيق الاستدامة الزراعية والمائية

تُعد مبادرة تخزين مياه الأمطار في مطروح نموذجًا عمليًا وفعالًا للتنمية المستدامة في البيئات الصحراوية. وبينما تسعى الدولة إلى مواجهة التحديات المرتبطة بندرة المياه والزيادة السكانية، فإن مثل هذه المشروعات تمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن المائي والغذائي، وتُجسد تطلعات الدولة نحو بناء مستقبل زراعي متطور ومستدام يعتمد على التكنولوجيا، ويستفيد من كل قطرة ماء تسقط على أرض مصر.