قد لا يدرك بعضنا الفوائد الغذائية التي توفرها عشبة الريحانالتي غالباً ما نستخدمها لإكساب الطعام نكهة مميزة، ولكن الحقيقة أن الريحان ليس مجرد عشبة لإضفاء النكهة على الأطباق، بل هو كنز من الفوائد الصحية التي تعزز مناعة الجسم وتحارب الأمراض المزمنة. 

هذا ما كشفت عنه دراسات حديثة وتصريحات لخبراء تغذية، مؤكدين أن الريحان يمتلك خصائص علاجية مثبتة تاريخيًا وعلميًا.

تاريخ طويل وفوائد متعددة

استُخدم الريحان منذ آلاف السنين في المطبخ، خاصة في السلطات والوصفات الإيطالية، كما لعب دورًا في طقوس التحنيط في مصر القديمة، مما يدل على قيمته العريقة.

من جهتها، أوضحت أخصائية التغذية المسجلة، جيليان كلوبرتسون، لمؤسسة "كليفلاند كلينك" أن الريحان، خاصة أوراقه المجففة، يُعد مصدرًا غنيًا بفيتامين "ك"، ومضادات البكتيريا والالتهابات، وقد يعزز الصحة العقلية أيضًا.

مضاد للأكسدة ومحارب للسرطان 

تعتبر أنواع الريحان المختلفة، مثل الحلو والجنوفيسي والبنفسجي والمقدس، مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة التي  تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تتكون بشكل طبيعي وتسبب ضررًا للدهون والبروتينات والحمض النووي وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وفقًا لتقرير صحيفة "إنديبندنت" البريطانية.

وتشير كلوبرتسون إلى أن هناك أدلة متزايدة على أن الريحان أداة فعالة للوقاية من السرطان، رغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات البشرية لتحديد الكميات الموصى بها. وقد وجدت دراسة سابقة أن الريحان الحلو يمنع نمو خلايا سرطان القولون، وأن 6 أنواع من الريحان تمتلك خصائص مضادة للسرطان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض مركبات الريحان، مثل فيتامين "سي" والزنك والحديد، أن تعزز صحة الجهاز المناعي لمرضى السرطان.

فوائد للقلب والأوعية الدموية 

أشارت أبحاث من مركز تكساس للعلوم الصحية في سان أنطونيو إلى أن الريحان يساهم في خفض ضغط الدم المرتفع، وتحسين مستويات الكوليسترول، وإدارة مستويات السكر في الدم.

تحذير: الاعتدال ضروري

وعلي  الرغم من فوائده العديدة، ينصح الخبراء بالاعتدال في تناول الريحان، سواء عن طريق الأوراق الطازجة، المجففة، أو الأقراص المستخلصة. 

فقد يؤدي تناول الريحان بشكل مفرط أو تناوله مع بعض الأدوية إلى سيولة مفرطة في الدم، أو انخفاض حاد في ضغط الدم ومستويات السكر.