في قمة ألاسكا التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، كانت السيدة الأولى ميلانيا ترامب الغائب الحاضر برسالة شخصية سلّمها زوجها إلى بوتين، ناشدت فيه الضحايا الأطفال العالقين في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وطالبته بإعادة "ضحكتهم العذبة" من خلال إنهاء العنف، لكن  ما أثار الاهتمام بشكل خاص هو التوقيع في نهاية الرسالة، الذي بدا شديد الشبه بتوقيع الرئيس ترامب نفسه.

 تشابه التوقيعين يلفت الأنظار

لاحظ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تشابهاً لافتاً بين توقيع ميلانيا ترامب وتوقيع زوجها الرئيس، مما أثار تكهنات عديدة حول أسباب هذا التشابه. 

ونشر مستخدمون على منصتي "إكس" و"فيسبوك" صوراً مقارنة للتوقيعين، وأبدى الكثيرون دهشتهم من التطابق في أسلوب الكتابة واستخدام القلم ذي الطرف المدبب المعروف باسم "قلم الشاربي" الذي يفضله الرئيس ترامب.

تحليل الخبراء الخطوط

أوضح خبير الخطوط بارت باجيت أن توقيع ميلانيا ترامب شهد تحولاً ملحوظاً على مدى العقد الماضي،  وأشار باغيت، الذي قدم شهادات في قضايا جنائية متعددة، إلى أن خطها تطور من أسلوب انسيابي متصل إلى نمط أكثر حدة وزوايا، أصبح أقرب إلى "علامة تجارية" أو "شعار" يتوافق مع هوية العائلة، حسب تقرير "إندبندنت عربية"

وأضاف الخبير أن هذا النمط من الكتابة يعكس شخصية عقلانية ويميل إلى السرعة في الأداء، مشيراً إلى أن ميلانيا كانت تستخدم هذا الأسلوب قبل لقاء ترامب، لكنه أصبح أكثر وضوحاً وتشابهاً مع توقيع الرئيس خلال السنوات العشر الماضية.

تحول في سياق العلامة التجارية العائلية

يرى باجيت أن هذا التحول في التوقيع يمثل جزءاً من استراتيجية توحيد العلامة الشخصية للعائلة، قائلاً: "أعتقد أنها عدلته قليلاً ليطابق خط ترامب مع انضمامها إلى الماركة"، مشيرا إلى أن التوقيع على الرسالة الموجهة إلى بوتين يحمل طابعاً "عدوانياً" يتناسب مع الأجواء العامة للقمة التي شهدت استعراضاً عسكرياً.

نظريات المؤامرة

لم تخلُ ردود الفعل على الإنترنت من نظريات المؤامرة، حيث شكك بعض المستخدمين في صحة التوقيع واقترحوا أن الرئيس ترامب هو من وقّع الرسالة نيابة عن زوجته، حيث تداول مستخدمون آخرون فرضية استخدام جهاز التوقيع الآلي "الأوتوبن"، الذي كان ترامب نفسه قد اتهم سلفه جو بايدن باستخدامه سابقاً.

غير أن باجيت دحض هذه النظريات، مؤكداً أن التوقيع يتوافق مع أسلوب ميلانيا المعروف، قائلاً: "لا أرى أي أمر مريب في رسالتها، أعتقد أن هذه النظريات مجرد محاولات واهية،  وأضاف أن لديها "أحرفاً زاوية وأسلوباً قريباً جداً من الطابع 'العدواني' لترامب".

قلم الشاربي

احتل قلم "الشاربي" المفضل لدى الرئيس ترامب حيزاً من النقاش، حيث تساءل مستخدمون عما إذا كان ميلانيا قد استخدمت نفس نوع القلم في توقيعها. ويرى باجيت أن هذا الاحتمال وارد، موضحاً أن القلم يناسب هوية ترامب وأسلوب الكتابة ذي الضغط القوي.

وكان ترامب نفسه قد تحدث عن تفضيله لهذا القلم في فيلم وثائقي عام 2018، قائلاً: "كنت أوقع الوثائق بقلم فاخر وباهظ الثمن، لكنه لم يكن يكتب جيداً"، مضيفاً: "ثم بدأت أستخدم قلم شاربي فقط (يتراوح سعره بين 5 إلى 10 دولارات)، وهذا يكتب بصورة أفضل بكثير ويكاد لا يكلف شيئاً".

يذكر أن توقيع ميلانيا ترامب شهد تحولاً ملحوظاً منذ زواجها عام 2005، حيث انتقل من خط انسيابي متصل (باعتبارها ميلانيا كنوس) إلى نمط أكثر حدّة وتصميماً. ويشير الخبراء إلى أن هذا التحول قد يعكس رغبة في توحيد الهوية البصرية للعائلة، أو متطلبات السرعة في التوقيع، أو ربما الرغبة في إظهار الصلابة والخصوصية.