أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اعترافه بـ"إبادة الأرمن" والتي وقعت عام 1915، غضب دبلوماسي من جانب تركيا والتي وصفت بدوره هذا الإعلان هو بمثابة استغلال سياسى ومحاولة من نتنياهو للتغطية على جرائمه التي يقوم بها بحق الفلسطينيين والمدنيين العزل في قطاع غزة. 

تركيا ترد على نتنياهو  

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها أن نتنياهو الذي يحاكم على دوره في الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، يسعى التغطية على جرائمه وجرائم حكومته. مشددة على رفضها لهذا التصريح الذي يتناقض مع الحقائق التاريخية والقانونية.

وأضافت وزارة الخارجية إن "تصريحات نتنياهو بشأن أحداث عام 1915 هي محاولة لاستغلال الأحداث المريرة في الماضي لأغراض سياسية".

وكان نتنياهو صرح خلال مقابلة أجراها معه المذيع باتريك بيت-دافيد يوم الثلاثاء، بأن الكنيست أقرّ قرارًا بالاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" للأرمن، وأنه هو نفسه اعترف بها كأول رئيس وزراء إسرائيلي يفعل ذلك. وقد اقترح عدد من المشرعين الإسرائيليين الاعتراف في عامي 2018 و2021، إلا أنهم فشلوا في حشد الأغلبية اللازمة لإقرار مشروع قانون للاعتراف الرسمي بما يُسمى بالإبادة الجماعية.

وتركيا تعد من أشد المعارضين لجرائم الحرب التي ترتكبها إدارة نتنياهو ضد الفلسطينيين، وخاصة في غزة، ما أثار غضب تل أبيب. وسبق وردد المسؤولون الإسرائيليون بما يُسمى الإبادة الجماعية وما أسموه "اضطهاد الأكراد" في تركيا في ردودهم الشخصية على انتقادات تركيا المتكررة لفظائع إسرائيل في غزة.

محاسبة نتنياهو دولياً 

وانضمت أنقرة إلى عدد من أعضاء المجتمع الدولي الساعين إلى محاسبة إدارة نتنياهو على الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين. في العام الماضي، قدمت أنقرة خمسة ملفات تحتوي على أدلة إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث ناشدت الدول إصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو. يحتوي ملفان حصريًا على أدلة على ارتكاب إبادة جماعية ضد النساء والأطفال.

وتُعدّ "الإبادة الجماعية" الأرمنية قضيةً شائكةً بالنسبة لتركيا، ولطالما كانت مسألةً بارزةً في حل النزاعات مع أرمينيا. تُقرّ تركيا بالوفيات الجماعية للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تُصرّ على أنها لا تُشكّل إبادةً جماعيةً، رافضةً الإبادة المنهجية. وقد أُنكرت هذه القضية حتى عام 2014، عندما أصبح الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء آنذاك، أعلى مسؤول تركي يُقرّ بالوفيات الجماعية للأرمن، ويُقدّم تعازيه للجالية الأرمنية الصغيرة في البلاد.

واقترحت أنقرة مرارا وتكرارا إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين من تركيا وأرمينيا، إلى جانب خبراء دوليين، لبحث القضية وحل النزاع.