مع تطورات جديدة «من تخوم الهدنة إلى ربيع دبلوماسي».. هل تنضج العلاقات السورية–الإسرائيلية في عهد الشرع؟، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 05:13 مساءً
يشهد عهد الرئيس السوري أحمد الشرع تقدّماً فعلياً ونادرًا نحو إبرام اتفاق أمني محوري مع إسرائيل يُحتمل توقيعه في 25 سبتمبر 2025، على أن يعقب ذلك خطابه الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ،حيث أكدت وكالة الصحافةالفرنسية أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. المقررة في نيويورك، حيث من المنتظر أن يلقي كلمه أمام قادة وزعماء العالم
مفاوضات أمنية بين وسوريا إسرائيل
ونقلت الوكالة عن مسؤول في وزارة الخارجية السورية اليوم الإثنين أن الشرع سيحضر أعمال الجمعية العامة التي تعقد بين 22 - 30 في مقر الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، نعرض المواقف، المقدمات، التحديات المحتملة، وتداعيات أي تطبيع على الداخل السوري.
أعلن الشرع وجود مفاوضات متقدمة بشأن اتفاق أمني مع إسرائيل، مؤكدًا أن "الفرص عالية جدًا" لتحقيقه .
هذه المباحثات، برعاية أمريكية، تقتبس إشارات واضحة من اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 كإطار أساسي للحوار .
التقرير الصحفي الإسرائيلي كشف أن نحو 80% من المحاور الأمنية تم الاتفاق عليها، مع تبقّي خلافات حول مواقع استراتيجية مثل محطة رادار جبل الشيخ وتل رئيسي بالقنيطرة.
أبعاد السياسة الأمريكية والإسرائيلية
الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط عبر المبعوث توم باراك، الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين لتعزيز مسار التهدئة .
في موازاة ذلك، أظهرت إسرائيل استعدادًا للتفاوض ضمن شروط محددة: تقليص النفوذ التركي، منع عودة إيران وحزب الله، وفرض منطقة منزوعة السلاح جنوب سورية.
كما كانت هناك مبادرات تجديد عودة وثائق الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين كخطوة رمزية لبناء الثقة.
هل التطبيع الكامل بات في الأفق؟
الشرع شدّد: "إن كان السلام يخدم سوريا والمنطقة، فلن أتردد" .
وفقًا لتقارير أميركية، الشرع مستعد للنظر في الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم تحت شروط محددة، منها وقف الضربات العسكرية وسحب المقاتلين الأجانب.
مع ذلك، فإنه حتى اليوم لا يوجد ما يشير إلى قرب توقيع "سلام شامل"؛ الاتفاق المقترح يبقى أمنياً بعيداً عن قضية القدس والجولان وهي تبقى شوكة رئيسية في جسد أي تطبيع شامل.
انعكاسات محتملة على الداخل السوري
تحريك القطع الدبلوماسي قد يُحوّل وجه سورية نحو إعادة الإعمار المحلية وتخفيف الضغط الاقتصادي، خاصة مع احتمال رفع بعض العقوبات .
رغم ذلك، الداخل السوري يشهد تحديات أمنية حقيقية: قتال داخلي في السويداء، بيئة متفجرة بسبب التوترات الطائفية، وضعف استقرار الحكومة الوليدة .
أي اتفاق أمني قد يثبّت سلطة الشرع في الجنوب ويُضعف امتدادات النفوذ الإيراني أو التركي، ولكنه قد يثير حفيظة جماعات محلية تُعارض التطبيع أو تروّج لاستقلال مناطق مثل السويداء.
وفي ذات السياق ،اتحاد هذه العوامل يستلزم تحولًا في آلية الحكم: تعزيز دولة القانون، إسقاط أنظمة التسلط السابقة، بناء مؤسسات مسؤولة عن حفظ الأمن وإعادة بناء البنية الأساسية.
قراءة مستقبلية مختصرة
السيناريو الأكثر واقعية يُشير إلى توقيع اتفاق أمني جزئي في 25 سبتمبر 2025، يوضّع مصلحة الاستقرار وتخفيف الضغط الأمني في الجنوب السوري كأولويات. وفي حال نُفّذ بنجاح، ربما يشكل منصة لانطلاق أولى نحو تطبيع مشروط. إلا أن التحديات المرصودة – الداخلية والإقليمية – تحيط بهذا الطريق.
«من تخوم الهدنة إلى ربيع دبلوماسي» هو عنوان يحمل بين طياته خير وسوء في آن واحد فإذا نجحت هذه الخطوة الأمنية، فقد تهب الرياح فعلاً نحو اعتماد سورية كطرف مسؤول في التعافي الإقليمي، شريطة أن تنال مؤسسات الدولة الأولوية، ويُحلّ التوتر المجتمعي داخليًا. أما إذا فشلت، فستكون الحكومة الجديدة أكثر عرضة للتهميش، وربما أكثر هشاشة أمام انقسامات جديدة
للحصول على تفاصيل إضافية حول «من تخوم الهدنة إلى ربيع دبلوماسي».. هل تنضج العلاقات السورية–الإسرائيلية في عهد الشرع؟ - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.