مع تطورات جديدة هوس الإنجاز: كيف تحوّلت الراحة إلى شعور بالذنب؟، نقدم لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته بشكل شامل ودقيق عن هذه التطورات ليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 11:17 مساءً
في زمن تقاس فيه القيمة الشخصية بمدى الإنتاجية فقط، أصبح الكثيرون يعيشون في دوامة لا تنتهي من المهام والأهداف، وكأن الإنجاز المستمر هو الطريق الوحيد للنجاح والقبول الاجتماعي وبينما يُفترض أن تكون الراحة حقًا أساسيًا للجسد والعقل معًا، باتت في نظر الكثيرين ترفًا غير مستحق للكثير من الأشخاص، بل وأحيانًا سببًا للشعور بالذنب.
يظهر الواقع الحديث، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، صورة مثالية معقدة لأشخاص ينجزون عشرات المهام يوميًا، يديرون مشاريع عديدة وبجانب تنظيم الوقت بشكل جيد، يمارسون الرياضة، ويقرأون كتبًا في كل وقت فراغ هذا العرض المستمر لما يُعرف بالسعي الدائم للعمل، خلق ضغطًا نفسيًا هائلًا، وجعل الراحة تبدو وكأنها فشل في تحقيق الذات.
الخطير في الأمر أن هذا النمط من التفكير لا يقتصر على البالغين فحسب، بل يمتد إلى فئات عمرية صغيرة، حيث يشعر طلاب المدارس والجامعات بضغط دائم لتحقيق أعلى الدرجات، والمشاركة في النشاطات، وتطوير الذات، حتى في أيام العطل الاسترخاء أصبح فعلًا دفاعيًا يحتاج لتبرير، وليس سلوكًا طبيعيًا نابعًا من الحاجة الجسدية والنفسية.
أطباء نفسيون يرون أن هذه الثقافة مرتبطة بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، خاصة بين الشباب، فالشعور المستمر بأنك لا تفعل "ما يكفي"، أو أن هناك دائمًا من هو أكثر إنتاجية منك، يؤدي إلى إرهاق ذهني مزمن، وفقدان الشعور بالرضا كما أن تجاهل الحاجة للراحة يعرض الجسد لمشاكل صحية عديدة لا حصر لها كالأرق، التوتر، واضطرابات في الجهاز الهضمي والمناعي.
ولعل أحد الحلول الضرورية والأساسية هو إعادة تعريف معنى النجاح فبدلًا من ربطه بعدد الإنجازات، يمكن النظر إليه كحالة توازن بين العمل والحياة، بين السعي والطمأنينة كذلك من المهم أن نعيد الاعتبار للراحة من جديد، لا كاستسلام أو كسل، بل كجزء أساسي من دورة العمل نفسها، تُمكننا من الاستمرار دون أن نحترق داخليًا.
إن التحرر من هوس الإنجاز لا يعني التخلي عن الطموح بشكل دقيق ونهائي، بل استعادته في صورته الصحية والمتزنة ،في عالم يركض بلا توقف، أحيانًا يكون التوقف هو أذكى قرار يمكن اتخاذه.
للحصول على تفاصيل إضافية حول هوس الإنجاز: كيف تحوّلت الراحة إلى شعور بالذنب؟ - الخليج الان وغيره من الأخبار، تابعونا أولًا بأول.