في مشهد مؤلم وصادم، رحل الصحفي الفلسطيني أنس الشريف عن عمر 29 عامًا، إلى جانب عدد من زملائه، إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث كان أنس يؤدي مهمته في نقل الحقيقة من قلب الميدان، قبل أن يتحول هو نفسه إلى الخبر، في واحدة من أبشع الجرائم التي استهدفت الصحفيين في القطاع.

من هو أنس الشريف ؟

وُلد أنس الشريف في مخيم جباليا للاجئين، وتخرج من جامعة الأقصى قسم الإعلام، لينضم لاحقًا إلى شبكة الجزيرة كمراسل ومصور في شمال قطاع غزة، وطوال سنوات عمله، واجه محاولات ترهيب واستهداف من قوات الاحتلال، واتُهم زورًا بالانتماء لفصائل المقاومة، لكنه ظل متمسكًا بكاميرته وواجبه الصحفي في كشف الحقائق للعالم.

مساء الأحد 10 أغسطس 2025، استهدفت طائرة مسيرة خيمة كانت تؤوي عددًا من الصحفيين، ما أسفر عن استشهاد أنس الشريف، محمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إضافة إلى مؤمن عليوة ومحمد الخالدي.

النجوم ينعون أنس الشريف

رحيل أنس أثار موجة حزن عارمة بين الفنانين والمشاهير الذين عبروا عن ألمهم بكلمات صادقة، رصدها موقع تليجراف الخليج، قال الفنان عصام عمر: “مع السلامة يا أنس”، بينما كتبت الفنانة فيدرا: “أنس الشريف.. حبيبنا استشهد”، وأعرب الفنان الكبير رشوان توفيق عن حزنه قائلًا: “انتهت التغطية، وناقل الخبر، أصبح هو الخبر”، فيما قالت الفنانة إيمان العاصي: “حبيبي يا أنس، قلبي واجعني أوي عليك وعلى حبايبك”.

عدد من المنظمات الدولية والمحلية أدانت الجريمة، من بينها الأمم المتحدة ولجنة حماية الصحفيين، كما وصف منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الحادثة بأنها “جريمة حرب مكتملة الأركان”، مؤكدًا أن استهداف الصحفيين في غزة أصبح سياسة ممنهجة لإسكات الحقيقة.

رسالة أنس الشريف قبل استشهاده

وفي إحدى رسائله قبل استشهاده، قال أنس الشريف: “إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي”، موصيًا أهل غزة وأحرار العالم بالاستمرار في نقل معاناتهم والدفاع عن حقهم في الحياة والحرية.

رحل أنس تاركًا وراءه إرثًا من الشجاعة والمهنية، وصوتًا لن يخمد رغم رحيله، فقد كان مثالًا للصحفي الميداني الذي يضع الحقيقة فوق كل اعتبار، ويثبت للعالم أن الكلمة الحرة قد تُقتل جسديًا، لكنها لا تموت أبدًا في الذاكرة والضمير الإنساني.