خلال الأيام الماضية، ارتفع حدة التصريحات من جانب الولايات المتحدة وروسيا، وتحولت إلى التلويح بورقة النووى واستخدامها في خطابتهم السياسية، فبعد أن كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى لهجة أكثر انفتاحاً وتفاؤلا تجاه سيد الكرملين فلاديمير بوتين، بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف حرب أوكرانيا، تحول الأمر إلى تهديدات من جانب ترامب إلى نظيره الروسي، فيما يرد الآخر وأن كان عبر ممثل له في النظام بشكل أكثر سخرية يزيد من تأجيج الموقف. 

ترامب يهدد بفرض مزيد من العقوبات على روسيا

وتعود تفاصيل الأزمة، عندما أعلن ترامب عن إعطاء مهلة لروسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، والا سيفرص عقوبات اقتصادية قاسية تشمل رسوم جمركية تصل إلى 100% على واردات بلاده من روسيا. 

وفي المقابل، قال ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، إن تهديدات ترامب بفرض عقوبات على روسيا والإنذار الأخير يشكلان "تهديدا وخطوة نحو الحرب"

يأتي ذلك فيما أعلن الرئيس ترامب إنه نشر غواصتين نوويتين بالقرب من روسيا، وذلك ردا على تغريدة تهديدية للرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف ، والتي أشار فيها إلى أنه سيكون مستعدا لشن ضربة نووية مع تصاعد التوترات بسبب الحرب في أوكرانيا.

وأضاف ترامب: "الكلمات بالغة الأهمية، وقد تُفضي في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى هذه الحالات".

التهديد النووي 

وعندما سأله الصحافيون لاحقا عن سبب إصداره الأمر بنقل الغواصات، قال ترامب: "لقد أطلق رئيس روسي سابق تهديدا، وسنحمي شعبنا".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، هاجم ميدفيديف ترامب لتقصيره الجدول الزمني الذي حدده لروسيا لتحقيق تقدم نحو السلام مع أوكرانيا من 50 يوما إلى 10 أيام فقط، قائلا إنه مستعد لفرض عقوبات وعقوبات مالية أخرى ضد روسيا إذا لم تمتثل.

ورد ميدفيديف قائلاً:" ترامب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: 50 يومًا أو 10 أيام. عليه أن يتذكر أمرين: 1. روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران. 2. كل إنذار جديد يُمثل تهديدًا وخطوة نحو الحرب مع الولايات المتحدة". 

وأعرب ترامب عن استيائه من بوتين، الذي قال إنه يُماطل في جهوده للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا، وهو وعدٌ انتخابيٌّ قال إنه قادرٌ على تحقيقه خلال 24 ساعة فقط. ووصف يوم الخميس هجمات روسيا المستمرة على المناطق المدنية بأنها "مُقززة".

لم يستجب بوتين لإنذار ترامب. يوم الجمعة، رصرّح بأنه يريد "سلامًا دائمًا ومستقرًا" في أوكرانيا، لكنه لم يُبدِ أي إشارة إلى استعداده لتقديم أي تنازلات لتحقيقه ، بعد أسبوعٍ تسببت فيه الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية مجددًا بالموت والدمار في جميع أنحاء أوكرانيا.

وقال بوتين في حديثه للصحفيين يوم الجمعة، قبل أسبوع من الموعد النهائي الجديد الذي فرضه ترامب لوقف الأعمال العدائية، "نحن بحاجة إلى سلام دائم ومستقر على أسس متينة من شأنه أن يرضي روسيا وأوكرانيا ، ويضمن أمن البلدين".

في الأسبوع الماضي، عُقدت الجولة الثالثة من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، لكنها انتهت في أقل من ساعة، ولم تُسفر حتى الآن عن أي اتفاقاتٍ باستثناء تبادل الأسرى.