تشهد مصر حاليًا موجة شديدة الحرارة، وصلت فيها درجات الحرارة في بعض المناطق إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزة حاجز 42 درجة مئوية في القاهرة ومحافظات الصعيد. 

هذا الارتفاع الحاد في درجات الحرارة يزيد من خطر الإصابة بالإجهاد الحراري، وهو من أكثر الحالات الصحية خطورة خلال الصيف، لا سيما بين كبار السن والأطفال والعمال في الأماكن المكشوفة.

ما هو الإجهاد الحراري؟

الإجهاد الحراري هو حالة يفقد فيها الجسم قدرته على تنظيم حرارته نتيجة التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة مرتفعة مع فقدان كمية كبيرة من السوائل والأملاح، وقد يؤدي إهماله إلى مضاعفات خطيرة مثل ضربة الشمس، التي قد تهدد الحياة إذا لم يتم التدخل الفوري.

الأعراض التي لا يجب تجاهلها:

• صداع شديد ومستمر
• دوار وغثيان
• تعرق مفرط يليه جفاف مفاجئ في الجلد
• تسارع ضربات القلب
• ارتفاع درجة حرارة الجسم
• فقدان الوعي أو تشوش ذهني

نصائح الوقاية:

في ظل ارتفاع درجات الحرارة، تقدم وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية الإرشادات التالية لتجنب الإجهاد الحراري:

1. البقاء في الظل أو الأماكن المكيفة: يفضل البقاء داخل المباني خلال ذروة الحرارة (من 12 ظهرًا حتى 4 عصرًا).
2. شرب كميات كافية من المياه: حتى دون الشعور بالعطش، يجب تناول الماء والسوائل بانتظام، وتجنب المشروبات الغازية والكافيين.
3. ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون: يوصى بارتداء الملابس القطنية وتغطية الرأس بقبعة أو شال عند الخروج.
4. تجنب المجهود البدني الشاق: خاصة في فترات الظهيرة، ويجب تأجيل التمارين أو الأنشطة الخارجية إلى ساعات الصباح الباكر أو المساء.
5. الاستحمام بالماء الفاتر: لتبريد الجسم وتخفيف آثار الحرارة.
6. مراقبة الفئات الأكثر عرضة: يجب متابعة كبار السن، المرضى المزمنين، والأطفال، والتأكد من بقائهم في أماكن باردة.

تحذيرات للعمال في مواقع العمل:

دعت وزارة القوى العاملة إلى الالتزام بتوفير فترات راحة منتظمة للعمال في المواقع المكشوفة، وتوفير مظلات ومياه شرب باردة، مع ضرورة تدريبهم على كيفية التعرف على علامات الإجهاد الحراري والتعامل معها سريعًا.

الإسعافات الأولية في حال ظهور الأعراض:

في حال ظهور علامات الإجهاد الحراري، يجب على الفور:

• نقل المصاب إلى مكان بارد أو مظلل
• تبريد الجسم باستخدام ماء بارد أو كمادات
• تقديم الماء تدريجيًا إذا كان المصاب واعيًا
• الاتصال بالإسعاف إذا فقد الوعي أو ساءت الحالة

مع تزايد حدة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، يصبح الوعي بخطورة الإجهاد الحراري وأهمية الوقاية منه ضرورة صحية ملحّة. الحفاظ على برودة الجسم، الترطيب المستمر، والانتباه للأعراض المبكرة قد يكون الفارق بين التعافي السريع وحدوث مضاعفات قد تكون قاتلة.