وفاة أحد أشهر منظمي سفر الإفطار قبيل عودة الطقس الرمضاني للمسجد النبوي‎‎

محمد الرخا - دبي - الخميس 17 مارس 2022 09:00 مساءً - نعى رواد كثر للمسجد النبوي الشريف، مقيماً سودانياً منذ عقود طويلة في المدينة المنورة، كان فيها أحد أشهر منظمي سفر إفطار الصائمين في الحرم المدني الذي لا يخلو من الزوار والمصلين على مدار الوقت.

Advertisements

ويقيم الحاج مدني العلي في المدينة المنورة منذ أكثر من خمسة عقود، وبرز كأحد منظمي سفر الإفطار للصائمين، وهو طقس شهير في المكان المقدس يتسابق فيه المنظمون على دعوة الزوار للإفطار في شهر رمضان المبارك أو أيام الصيام الأخرى.

ونعى نايف الأحمدي، وهو ناشط في مجال التعريف بالمدينة المنورة، الحاج السوداني مدني، وقال عبر تويتر: ”توفي بالمدينة المنورة المواطن السوداني الحاج مدني الرجل الإنسان الذي تعهد بإعداد موائد الصائمين، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله“.

ونشر الأحمدي مقطع فيديو، هو عبارة عن تقرير تلفزيوني لقناة ”إم بي سي“ يتحدث عن سفر الإفطار، ويظهر فيه المنظم المعروف العم مدني كما يسميه رواد المسجد الشريف الذين اعتادوا الإفطار على سفره.

وكما نعت الأكاديمية نهله حامد الجمّال، العم مدني أيضاً، وقالت: ”توفي أمس بالمدينة المنورة.. المواطن السوداني الحاج.. مدني.. الرجل الإنسان.. له الرحمة.. الذي تعهد بإعداد موائد الصائمين منذ عشرات السنين في المسجد النبوي“.

ومنعت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، إقامة سفر الإفطار في العامين الماضيين ضمن سلسلة إجراءات احترازية من فيروس كورونا، لكنها فتحت باب الرخص للراغبين بتنظيم سفر إفطار، في شهر رمضان المقبل.

وسيفتقد زوار الحرم المدني، في رمضان الذي سيحل بعد نحو أسبوعين، الرجل المسن والنشيط في التنقل بين المصلين ودعوتهم للانضمام إلى السفرة التي ينظمها ويشرف عليها بنفسه منذ العام 1970.

وقال الإعلامي السعودي، ماجد الصقيري، إن الراحل السوداني ترك وصية لأبنائه بأن لا يتركوا إفطار الصائمين من بعده.

وتقام سفر الإفطار في رمضان وفي الأيام التسعة الأول من شهر ذي الحجة، حيث يستحب فيها الصيام لمن لم يكن ضمن أفواج حجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى 11 يوماً في الشهر تتوزع على أيام الإثنين والخميس والأيام البيض (13 و14 و15 من كل شهر القمري).

ويتباهى كثير من أهالي ”طيبة“، وهو أحد أسماء المدينة المنورة، والمقيمين فيها بتنظيم موائد إفطار، ويقولون إنها إكرام ضيافة زوار مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو تشريف لصاحب السفرة.

وتمنح رئاسة الحرمين الشريفين، مئات التراخيص لتنظيم الموائد في الحرم المدني كل عام، بينما يتسابق أصحاب تلك الموائد على استضافة كل من يدخل من أبواب المسجد النبوي الشريف قبيل أذان المغرب.

وتنتشر موائد الإفطار في زوايا المسجد النبوي الشريف، وتتضمن أفضل أنواع التمور للصائمين، بالإضافة إلى ماء زمزم والقهوة، ولبن الزبادي والخبز المدني المعروف باسم ”الشريك“، ويتم رفعها وتنظيف المكان من قبل عمال النظافة.

وتستمد سفر وموائد إفطار الصائمين في الحرم المدني والمكي على حدٍ سواء، جذورها من بدايات ظهور الدعوة الإسلامية قبل 14 قرناً وقبل ذلك أيضاً، عندما كانت قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية تتقاسم مهام حماية زوار المسجد الحرام وإطعامهم.