بايدن أقرها سراً.. استراتيجية نووية غير مسبوقة بانتظار ترامب أو هاريس

شكرا لقرائتكم خبر عن بايدن أقرها سراً.. استراتيجية نووية غير مسبوقة بانتظار ترامب أو هاريس والان نبدء باهم واخر التفاصيل

Advertisements

متابعة الخليج الان - ابوظبي - ”الخليج الان”: متابعات
في حين قضى الرئيس الأمريكي جو بايدن معظم حياته السياسية مدافعاً عن منع الانتشار النووي والحد من دور الأسلحة النووية في الدفاعات الأمريكية، إذ به، وقرب نهاية فترته الرئاسية، يأمر القوات الأمريكية بالاستعداد لمواجهات نووية منسقة محتملة مع روسيا والصين وكوريا الشمالية، وفقاً لوثيقة سرية وافق عليها في مارس/آذار الماضي، ونشرت تفاصيلها صحيفة نيويورك تايمز، معتبرة أن ذلك تغييراً غير مسبوق.
وتشكل الوثيقة الجديدة تذكيراً صارخاً بأن من سيؤدي اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل، سوف يواجه مشهداً نووياً متغيراً وأكثر اضطراباً بكثير من ذلك الذي كان قائماً قبل ثلاث سنوات فقط، في ظل تساؤلات حول قدرة كل من المتنافسين دونالد ترامب وكامالا هاريس في التعامل مع هذه الوضعية.
وحتى الآن، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، لم تكن التحديات الجديدة التي تواجه الاستراتيجية النووية الأمريكية موضوعاً للنقاش. ولم يتحدث بايدن علناً عن أي تفاصيل بشأن كيفية استجابته لتحديات ردع القوات الصينية وكوريا الشمالية الموسعة. وكذلك لم تفعل نائبته والمرشحة الرئاسية البديلة كامالا هاريس.
في مؤتمره الصحفي الأخير في يوليو/تموز، قبل أيام فقط من إعلان انسحابه، أقر بايدن بأنه تبنى سياسة البحث عن طرق للتدخل في الشراكة الأوسع بين الصين وروسيا. لكنه نفى استعداده للحديث عن تفاصيل الأمر علناً.
أما الرئيس السابق دونالد ترامب فقد توقع بثقة أن كيم جونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي، سوف يسلم أسلحته النووية بعد اجتماعاتهما الشخصية الثلاثة خلال فترة رئاسته، إلا أن العكس قد حدث، فقد ضاعف كيم جهوده، في هذا المجال.
ومنذ رئاسة هاري ترومان، كانت الاستراتيجية النووية الأمريكية تركز بشكل كبير على ترسانة روسيا، وتشير التوجيهات الجديدة لبايدن إلى مدى سرعة تغير ذلك الوضع. ورغم ذكر الصين في التوجيه النووي الأخير، الذي صدر في نهاية إدارة ترامب، وفقاً لرواية غير سرية قدمت إلى الكونجرس في عام 2020. فإن ذلك لم يأخذ في الاعتبار التسارع غير المسبوق.
وثيقة بايدن
وتكشف الوثيقة أن بايدن وافق على خطة استراتيجية نووية سرية للغاية للولايات المتحدة، والتي، وللمرة الأولى، تعيد توجيه استراتيجية الردع للتركيز على التوسع السريع للصين في ترسانتها النووية. ويأتي هذا التحول في الوقت الذي يعتقد فيه البنتاغون أن مخزونات الصين سوف تنافس حجم وتنوع مخزونات الولايات المتحدة وروسيا خلال العقد المقبل.
ورغم أن البيت الأبيض لم يعلن مطلقاً أن بايدن وافق على الاستراتيجية المنقحة، التي تسمى «إرشادات التوظيف النووي»، والتي تسعى مؤخراً أيضاً إلى إعداد الولايات المتحدة لمواجهة التحديات النووية المحتملة، فإن الوثيقة، التي يتم تحديثها كل أربع سنوات تقريباً، سرية للغاية لدرجة أنه لا توجد نسخ إلكترونية، بل فقط عدد قليل من النسخ الورقية يتم توزيعها على عدد قليل من مسؤولي الأمن القومي وقادة البنتاغون.
وتعمل استراتيجية بايدن على شحذ التركيز ليعكس تقديرات البنتاغون بأن القوة النووية الصينية ستتوسع مقتربة من الأعداد التي تنشرها الولايات المتحدة وروسيا الآن. كما أن هناك قلقاً آخر بشأن بكين، فقد أوقفت محادثة قصيرة الأمد مع الولايات المتحدة حول تحسين السلامة والأمن النوويين.
تصريحات معدة بعناية
ومؤخراً سُمح لاثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بالتلميح إلى التغيير، في جمل يبدو أنها معدة بعناية، قبل تقديم إخطار أكثر تفصيلاً وغير سري إلى الكونجرس قبل مغادرة بايدن منصبه.
وقال فيبين نارانج الخبير الاستراتيجي النووي الذي خدم في البنتاغون في وقت سابق من هذا الشهر: «أصدر الرئيس مؤخراً إرشادات توظيف محدثة للأسلحة النووية لمراعاة العديد من الخصوم المسلحين نووياً». وأضاف: «وعلى وجه الخصوص فإن توجيه الأسلحة يمثل الزيادة الكبيرة في حجم وتنوع الترسانة النووية الصينية».
وفي يونيو/حزيران، أشار براناي فادي، كبير مديري الحد من الأسلحة ومنع انتشار الأسلحة في مجلس الأمن القومي، إلى الوثيقة، وهي الأولى التي تدرس بالتفصيل ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للرد على الأزمات النووية التي تندلع بشكل متزامن أو متتابع، مع مزيج من الأسلحة النووية وغير النووية. وقال فادي إن الاستراتيجية الجديدة تؤكد «الحاجة إلى ردع روسيا والصين وكوريا الشمالية في وقت واحد».
وفي الماضي، كانت احتمالية قيام خصوم الولايات المتحدة بتنسيق التهديدات النووية للتفوق على الترسانة النووية الأمريكية تبدو بعيدة المنال. لكن الشراكة الناشئة بين روسيا والصين، والتطورات المتلاحقة بعد الحرب الروسية الأوكرانية غيرت تفكير واشنطن بشكل جذري. وبالفعل، تجري روسيا والصين مناورات عسكرية مشتركة. كما ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية.
وأشار ريتشارد هاس، المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن فكرة عدم استخدام الأسلحة النووية في صراع تقليدي لم تعد افتراضاً آمناً. كما يأتي التغيير الكبير الثاني من طموحات الصين النووية، إذ يسير توسعها النووي بوتيرة أسرع مما توقعه مسؤولو المخابرات الأمريكية قبل عامين، بل وأصبح المجمع النووي الصيني الآن هو الأسرع نمواً في العالم، وفق الصحيفة الأمريكية.
ويشير مراقبون إلى أن هذا التوسع أدى إلى تغيير طبيعة التحدي الكوري الشمالي، فعندما كانت بيونج يانج تمتلك حفنة قليلة من الأسلحة، كان من الممكن ردعها عن طريق الدفاعات الصاروخية. لكن ترسانتها تواصل النمو المتسارع.
ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أنها كانت مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ البيئة النووية المختلفة جذرياً في تغيير خطط واستراتيجيات الحرب الأمريكية.