"الانهيار الكبير".. انتخابات فرنسية تُنبئ بتغييرات جذرية في المشهد السياسي

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 09:07 مساءً - تاريخ النشر: 

01 تموز 2024, 5:56 م

Advertisements

التشريعية مأساة فرنسية.. هكذا وصفت صحيفة "لوفيغارو" نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية؛ فباريس تجد نفسها في مواجهة منظور مزدوج بين المغامرة السياسية والانسداد المؤسسي، أما الصحافة الغربية وصفتها بكلمة واحدة هي الكارثة بما في الكلمة من معنى.

الانتخابات المبكرة كانت رهانًا فشل ماكرون في كسبه.. وخسر كل شيء تقريبًا مع معسكره الذي حصل على المركز الثالث في الانتخابات ما يعني أن حل البرلمان أفقد الحزب الحاكم صفة الحزب الحاكم ومستقبلًا قد يخسر عددًا كبيرًا من مقاعده وسيصبح تحت رحمة الحسابات و التحالفات التي ستنتجها الجولة الثانية.

تقول لوفيغارو، "ماكرون كان لديه كل شيء.. 3 سنوات من الحكم كرئيس يحكم بأغلبية نسبية، وحزب في حالة جيدة، وقاعدة انتخابية ضيقة ولكنها قوية، وصورة شخصية متضررة ولكنها بسلطة لا جدال فيها".

أما الآن فماذا حصل؟ زعم رئيس الدولة أنه بقراره "يقطع الطريق على التطرف"، فإذا التطرف أعلى من أي وقت مضى.

أراد ماكرون توحيد الكتلة المركزية وتقسيم اليسار وعزل حزب التجمع الوطني لكن ثبت خطأ كل حساباته، بعد أن كان رهانه في الأساس على أن الفرنسيين من انتخابات إلى أخرى سوف يغيرون رأيهم ولكنهم واصلوا إصرارهم، بل إن المستوى الذي وصلت إليه جبهة اليسار أضاف لمسة مثيرة للقلق على المشهد السياسي الفرنسي.

مع إحرازه أفضل نتيجة في تاريخه في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية، لدى التجمع الوطني أمل كبير بالحصول على غالبية نسبية أو مطلقة في جولة السابع من يوليو الجاري، و التي ستحدد عدد المقاعد التي ستحصل عليها الكتل في الجمعية الوطنية.

مارين لوبان زعيمة اليمين قالت "إن معسكر ماكرون قُضي عليه تقريبًا" خلال الجولة الأولى.

وفي حال بات جوردان بارديلا رئيسًا للوزراء، ستكون المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية تحكم فيها حكومة منبثقة من اليمين المتطرف فرنسا.

بارديلا كرر بعد صدور أولى التقديرات أنه يريد أن يكون "رئيسًا للوزراء لجميع الفرنسيين"، مشددًا على أن "الشعب الفرنسي أصدر حكمًا واضحًا".

سيفضي الأمر إلى تعايش غير مسبوق بين ماكرون الرئيس الحامل للمشروع الأوروبي، وحكومة أكثر عداء للاتحاد الأوروبي.. الأمر الذي سيضعف سلطة الرئيس ويجعل أمر السياسة الوطنية في يد رئيس الحكومة أكثر منها في يد رئيس الدولة في أغلب الملفات، بحسب ما يرى المراقبون.

دوام الحال من المحال وما كان يعاب على تيار أقصى اليمين صار مساعدًا له على الاقتراب أكثر من مقاليد الحكم.. فهل يستطيع فعلًا قلب التوازنات المعتادة؟