محللون إيرانيون: بزشكيان وسيط "مُقنِع" بين الجماهير "الساخطة" والحكومة

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 05:17 مساءً - رأى عدد من الخبراء السياسيين الإيرانيين، الاثنين، أن المرشح الرئاسي مسعود بزشكيان يُنظر إليه في إيران على أنه "وسيط مُقنِع" بين الجماهير "الساخطة" والحكومة المقبلة، مؤكدين أن حصوله على الدعم الجماهيري أمام مرشح المتشددين سعيد جليلي يأتي بسبب تزايد استياء المواطنين من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

Advertisements

وقال حسن رسولي، الخبير في القضايا السياسية، لـ"الخليج الان"، إن "الـ 60% الذين لم يصوتوا عبروا عن استيائهم بطريقة سلمية، وبالتصويت للمرشح مسعود بزشكيان ستتحسن أوضاع البلاد تدريجياً".

وأضاف أن "الـ 60 بالمائة اختاروا طريقة سلمية للرد على الأوضاع، وهذه استراتيجية سياسية، لذلك يركز الإصلاحيون على غضب الناس والمتظاهرين في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة يوم الجمعة المقبل".

وتابع: "لكن برؤية واقعية وكما يقول المثل الشهير، لا يمكنك أن تشرب كل مياه البحر، عليك أن تتذوقها بقدر ما تشعر بالعطش، وأعتقد أن ما يطرحه بزشكيان أقنع شريحة واسعة في المشاركة بالجولة الأولى، وإلا لكانت نسبة المشاركة أقل من 20 بالمائة في الانتخابات".

أخبار ذات صلة

إيران.. محافظات الاحتجاجات سجلت أدنى نسبة مشاركة في الانتخابات

بزشكيان وسيط

من جانبه، اعتبر الخبير السياسي المقرب من الإصلاحيين، غلام حيدر إبراهيم، أن "بزشكيان ليس كمنقذ للبلاد، ولكن كوسيط بين الجماهير الساخطة والحكومة المقبلة، ويمكن له أن يوفر منصة لرؤية تعافي البلاد تدريجياً بدلاً من اللجوء إلى أساليب التخريب العنيفة".

وقال إبراهيم، لـ"الخليج الان"، إن "الانتخابات الرئاسية رسمت صورة حقيقية عن الوضع السياسي للمجتمع الإيراني، وقد خرجت جميع الفصائل بكامل قوتها ودعت للمشاركة، إلا أن أكثر من 60% من الشعب رفضوا المشاركة في هذه الانتخابات".

وتابع: "كما جرت العادة في جميع أنحاء العالم، 20% من الشعب لا يشاركون في التصويت، لكن غياب 40% آخرين وعدم مشاركة الشعب في بلد ثوري مثل إيران، يؤكد وجود نقمة شعبية على الوضع في البلاد".

وأضاف: "هذه المقاطعة الانتخابية للشريحة الواسعة من الإيرانيين تعتبر شكلاً من أشكال الاحتجاج ضد النظام والحكومة، وإعلان عدم الرضا".

وعند سؤاله عن أن الإصلاحيين يدعمون بزشكيان عبر إثارة خوف الشعب من مستقبل مظلم في حال فاز المتشدد جليلي، قال: "ليس صحيحاً، ومن ينظر إلى الوضع يدرك خطورته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وهناك من يلجأ لدعم بزشكيان بسبب الخطورة حتى لو لم ندعمه".

وتابع: "الآن، إذا تم تخفيض هذا العدد من إجمالي عدد الأصوات، فسيكون عدد الأصوات المتبقية حوالي 17 مليونا و500 ألف صوت؛ بمعنى آخر، وبناء على هذه الأرقام، يمكن القول إنه لولا وجود أصوات جديدة من الإصلاحيين الذين صوتوا لبزشكيان، لوصلت نسبة المشاركة إلى 28.5%".

وقالت وزارة الداخلية الإيرانية، السبت الماضي، إن نسبة المشاركة في الجولة الأولى كانت بحدود 40 بالمائة، في حين قالت إنه يحق لنحو 61 مليونا المشاركة بالانتخابات.

أخبار ذات صلة

انتقد "شراء الأصوات".. بزشكيان: المشاركة بالانتخابات "صرخة للتغيير"

زلزال سياسي في المعسكر الأصولي

بدورها، قالت الباحثة الاجتماعية والاقتصادية عاطفة خادمي، لـ"الخليج الان": "عندما يُؤخذ العنصر الحيوي "الأمل" من المجتمع؛ فهذا المجتمع لن يتحرك إلى الأمام بعد الآن، وفي الواقع فإن إظهار صورة مشوهة للمستقبل والمساعدة على خلق وتعميق اليأس في الخطابات السياسية، هو أكبر خيانة لجيل المستقبل".

وأضافت: "إذا كان لا بد من الحديث بالأرقام، فإن 22 مليوناً و400 ألف صوت لـ"الجبهة الثورية" عام 2021 تحوّلت إلى 12 مليوناً و900 ألف صوت لـ"الجبهة الثورية" عام 2024".

وتابعت: "هذا يعني أن هناك تراجعاً بنحو 42% في معسكر المحافظين؛ وهو رقم سيكون بمثابة الزلزال السياسي لأية حركة سياسية؛ أرقام ينبغي اعتبارها مؤشراً على السقوط لقبول هذا التيار في جسمهم الاجتماعي".

وأوضحت أن "نسبة الذين لم يصوتوا في المرحلة الأولى ويعتزمون التصويت للمرشح بزشكيان في المرحلة الثانية هي نسبة كبيرة، وهذا يدل على أن جليلي أمامه مهمة صعبة في مواجهة بزشكيان".

وتابعت: "لكن كمحللة ومراقبة محايدة، أعلم أن المهمة الرئيسة بعد انتصار بزشكيان هي كيف يريد استخدام أذرع التكنوقراط الذين هبوا لمساعدته واجتياز طريق الحرية الصعب بنجاح".