خبراء: "عجز أوكراني - غربي" عن تغيير الواقع الميداني

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 05:17 مساءً - تواصل القوات الروسية، حصد سلسلة من المكاسب الميدانية، إذ تأتي هذه الإنجازات رغم انتهاء أزمة العتاد لدى الجيش الأوكراني، ومواصلة المساعدات العسكرية الأمريكية والغربية لكييف، ما يعتبره محللون وخبراء دليلًا على "عجز أوكراني - غربي" عن تغيير الواقع على الأرض.

Advertisements

وكانت آخر المكاسب، هي السيطرة على قريتي سبيرني، ونوفوليكساندريفكا في مقاطعة دونيتسك مع تعزيز واسع للقوات الروسية على طول خط الجبهة، بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية.

ويقول خبراء عسكريون إن "مرحلة نقص العتاد والذخيرة لدى الجيش الأوكراني قد انتهت مع استئناف الولايات المتحدة الأمريكية دعمها العسكري منذ أبريل الماضي".

ويشيرون إلى أن هذا التراجع الأوكراني يعود لـ"أسباب متعلقة بالخطط العسكرية الروسية وفشل الغرب في إدارة الجيش الأوكراني للوقوف في وجه روسيا".

الغرب "ينهزم"

ويقول الخبير في الشؤون العسكرية سيرغي سوليانيك، إنه "رغم استئناف الدعم العسكري لأوكرانيا من قبل الولايات المتحدة والتي كانت ذريعة يستخدمها الجيش الأوكراني لتبرير تراجعه المستمر، ما زالت القوات الأوكرانية تتراجع".

وأضاف، في حديثه لـ"الخليج الان": "هناك 3 أشهر من الدعم منذ إبريل تقريبًا ولم يتغير أي شيء على الجبهة لصالح كييف وهذا دليل على الفشل الأمريكي والغربي".

وحول الإستراتيجيات التي يستخدمها الجيش الروسي والتي تسهل تقدمه يقول سوليانيك: "بالتأكيد وكما صرحت القيادة العسكرية فإن الجيش الروسي تعلم الكثير من العملية العسكرية التي يخوضها في دونباس، حيث درس التحصينات الأوكرانية بدقة، وهذا الأمر لم يكن ليتم لولا خوض الحرب وأخذ التجارب".

وأضاف: "الغرب لم يدعم أوكرانيا عسكريًّا منذ عام 2022 فحسب، بل هناك دعم موجه وكان منذ عام 2014 والجيش الأوكراني كان يبني التحصينات منذ ذلك العام في المنطقة الشرقية من حدوده، ولولا هذه التحصينات لانتهى أمر الحرب منذ فبراير 2022 حين انطلقت".

ويرى الخبير في الشؤون العسكرية، أن "تقدم الجيش الروسي سيبقى مستمرا سواء تم حل أزمات الجيش الأوكراني التي يتعذر بها أو لم تحل".

وقال: "اقتربنا أكثر من إحداث خرق كبير في الجبهة سينهي المشهد الحالي ويبدل الأمور إلى نقطة أبعد بكثير من معارك في قرى صغيرة".

الناتو قلق

وبدوره، يرى الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية ياروسلاف مايوروف، أن "انهيار الجبهة الأوكرانية المتسارع انعكس بشكل كبير على سياسة الناتو اتجاه روسيا، إذ ارتفعت وتيرة التهديد والوعيد والخطط وتوتير المنطقة بعد فشل الهجوم المضاد وبدء انهيار الجبهة".

وتابع قائلًا: "التصرفات واضحة بأنها ناجمة عن قلق وعن تخبط كبيرين لدى حلف الناتو، ببساطة عندما بدأت الحرب وكانت هناك انتكاسات على الجبهة الروسية كان الناتو يؤكد كل يوم بأنه لا يتدخل ولن يتدخل وأن الصراع منحصر بين الروس والأوكرانيين ولا يقدم سوى الدعم العسكري المحدود جدًا.

وأردف في حديثه لـ"الخليج الان": "وصلنا اليوم إلى مرحلة يقدم فيها الناتو صواريخ تستهدف الأراضي الروسية، هذه قفزة كبيرة ودليل على أن الجبهة تنهار".

ويضيف الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية إن "روسيا تواصل عملها على الأرض وطرحت مبادرتها للحل السلمي، والكرة بملعب كييف ومن خلفها الناتو إذا أرادوا السلام مع اعتبار أن موسكو انتصرت وإلا لتستمر المعارك حتى تحقيق هذا الحل عسكريًّا".

وحول ما قد يقدم عليه الغرب نتيجة الانهيار السريع للجبهة الأوكرانية يقول مايوروف: "الخيارات أمامهم باتت ضيقة وما تبقى هو أن يرسلوا جنودًا من الناتو وفتح جبهة صدام مباشر مع روسيا أو إرسال المزيد من الصواريخ بمديات أطول".

وتابع يقول: "روسيا قادرة على إسقاط تلك الصواريخ، وإذا أصاب أحد الصواريخ هدفه فالرد سيكون التقدم أكثر وأكثر في العمق الأوكراني حتى رد الخطر".