ما سبب حقن قرون وحيد القرن بمواد مشعة في جنوب أفريقيا؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 يوليو 2024 03:03 مساءً - يحقن علماء من جنوب أفريقيا قرون مجموعة حيّة من حيوانات وحيد القرن بمواد مشعة، لجعلها عديمة الفائدة للحدّ من صيدها الذي يدمّر أعدادا كبيرة من هذا النوع المحمي.

Advertisements

وتضمّ جنوب أفريقيا نحو 80% من أعداد وحيد القرن الأبيض في العالم، والتي تُقدَّر بأقلّ من 13 ألف حيوان. لكنّ البلاد أصبحت نقطة ساخنة للصيد "غير القانوني" المدفوع بالطلب الآسيوي على القرون التي تُستخدم في الطبّ التقليدي بسبب خصائص علاجية.

وفي ملجأ سرّي لوحيد القرن في مقاطعة ليمبوبو في شمال شرقي البلاد يؤوي بشكل رئيسي صغارًا حُرمت من أمّهاتها بعدما قُتلت الأخيرة في صيد غير قانوني، ترعى بعض الحيوانات العاشبة ذات الجلد السميك في سهل سافانا.

ووضع جيمس لاركن، وهو باحث في جامعة ويتواترسراند ومسؤول عن المبادرة، "شريحتين صغيرتين مشعتين في قرن" صغير وحيد القرن يبلغ عامًا واحدًا ويزن قرابة نصف طن.

وتقول نيثايا تشيتي، عميدة كلية العلوم في الجامعة نفسها، إن المواد المشعة "تجعل القرن سامًا وغير مفيد للاستهلاك البشري".

ويوضح لاركن أنّ وحيد القرن النائم والمثبّت في وضعية قرفصاء، لم يشعر بأي ألم، بالإضافة إلى أنّ جرعة المادة المشعة منخفضة جدًا لدرجة عدم تسببها بآثار على صحة الحيوان أو على البيئة.

وأعلنت الحكومة في فبراير مقتل 499 وحيد قرن عام 2023، معظمها في متنزهات وطنية، رغم الجهود التي بذلتها للحد من هذا النشاط غير القانوني. ويمثل هذا الرقم زيادة قدرها 11% عن أعداد وحيد القرن التي قُتلت عام 2022.

وبحسب لارسن، يشارك عشرون وحيد قرن في مشروع "ريسوتوب" التجريبي، وستتلقى هذه الحيوانات جرعة "قوية بما يكفي لترصدها الأجهزة المتخصصة في مختلف أنحاء العالم".

ويشير العلماء إلى أنّ العناصر الأمنية على الحدود غالبًا ما يكونون مجهّزين بأدوات رصد إشعاع يدوية، بالإضافة إلى آلاف أجهزة الرصد المثبتة في الموانئ والمطارات.

وفي السوق السوداء، ينافس سعر القرون من حيث الوزن سعر الذهب أو الكوكايين.

وأشار آري فان ديفينتر، مؤسس الملجأ الذي يؤوي صغار وحيد القرن، إلى أنّ نزع قرون وحيد القرن، وهو نشاط يُمارَس على نطاق واسع في البلاد، وتسميم هذه القرون لم يردعا الصيادين.

ويقول المدافع عن الطبيعة بحماسة "قد تضع هذه التقنية ربما حدًّا للصيد غير القانوني. إنها أفضل فكرة سمعتها على الإطلاق".

وتتجوّل حيوانات نو وخنازير ثؤلولية وزرافات في المنطقة المحمية الشاسعة فيما يجري الفريق عملية بشكل دقيق على وحيد قرن آخر.

ويُحدث لاركن ثقبًا صغيرًا في القرن بدقة، ثم يدخل المواد المشعة وينهي العملية برشّ 11 ألف نقطة دقيقة على كامل القرن.

وتشير مديرة المشروع جيسيكا بابيتش إلى أنّ المرحلة الأخيرة من المشروع تتمثل في معالجة الحيوان من خلال اتباع "بروتوكول علمي وأخلاقي مناسب"، وسيأخذ الفريق بعد ذلك عيّنات دم للتأكّد من أنّ الحيوانات محمية.

ويوضح لاركن أنّ المادة ستبقى على كل قرن معالج لخمس سنوات، وهو أقل تكلفة من إزالة القرون كل 18 شهرًا.