محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 08:17 مساءً - أحمد عبد
تصاعد حراك القوات التركية داخل أراضي إقليم كوردستان العراق بشكل ملحوظ، فيما يبدو أنها ساعة الصفر لانطلاق عملية عسكرية كبرى تهدف إلى ملاحقة حزب العمال الكردستاني "PKK" الذي يتحصن في معسكرات عند مناطق جبلية عديدة داخل الإقليم.
ساعة الصفر
خلال الأيام القليلة الماضية، شُوهدت القوات التركية على الأرض في مناطق عديدة، خاصة التابعة لمحافظة دهوك (492 كيلومترًا شمال العاصمة بغداد)، حيث بدأت القوات التركية بإقامة نقاط التفتيش عند الطرق العامة، بحسب شهود العيان.
وقال شهود عيان من قضاء "العمادية" في محافظة دهوك، لـ "الخليج الان"، أن "الطائرات التركية ألقت منشورات على مركز القضاء والقرى والقصبات التابعة له، تعرب فيها عن أسفها على الإزعاج وتطالبهم بالصبر لحين انتهاء العمليات العسكرية"، في إشارة إلى عمليات القصف المكثف الذي تشنه الطائرات والمدفعية التركية التي تستهدف حزب العمال الكردستاني.
ويبدو أن "ساعة الصفر" لدى القوات التركية لبدء عمليتها العسكرية قد اقتربت، حيث كشفت منظمة السلام العالمي الأمريكية (CPT)، باستقدام تركيا لأكثر من 300 دبابة خلال الأسبوع الماضي نحو العراق، وتمركزت تلك الدبابات في مناطق متفرقة في مدينة دهوك.
ويؤكد، عضو فريق المنظمة كامران عثمان، أن القوات التركية تهدف إلى "الوصول إلى جبل حوت طبق في ناحية شيلادزي، ثم احتلال سلسلة جبال كارا بالكامل".
قواعد عسكرية
تشن القوات التركية، منذ العام 1983، عمليات عسكرية برية عبر الحدود العراقية تستهدف قواعد لحزب العمال الكردستاني "PKK" الذي كان له وجود في أعلى قمم بعض الجبال، وبعد العام 1991 توغل PKK الذي وضعته أنقرة وواشنطن على قائمة الإرهاب، داخل الأراضي العراقية، وصولاً إلى قضاء مخمور (177 كيلومترًا) عن الحدود العراقية التركية.
بعد العام 2014، وسعت تركيا عمليات توغلها داخل الأراضي العراقية لملاحقة PKK، ويؤكد وزير البيشمركة السابق في حكومة إقليم كردستان، جبار الياور، لـ "الخليج الان، أن "القوات التركية تتوزع على طول الحدود العراقية ابتداءً من المثلث التركي العراقي السوري وصولاً إلى المثلث العراقي التركي الإيراني شرقًا".
وكشف مصدر أمني رفيع برتبة عميد في وزارة الدفاع العراقية، عن وجود أكثر من (5000) جندي تركي داخل الأراضي العراقية، ينتمون لتشكيلات عديدة، منها سلاح الدبابات والمدرعات والمدفعية والمشاة والطائرات المروحية والمسيرة، فضلاً عن الاستخبارات العسكرية التركية التي تنشط بشكل ملحوظ في شمال العراق.
وأضاف المصدر الذي طلب حجب اسمه لأسباب تتعلق بوظيفته، أن "القوات التركية عززت انتشارها خلال الأيام القليلة الماضية في شمال البلاد، ورصدنا إرسال تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة، فيما يبدو أنها ستبدأ عملياتها العسكرية ضد "PKK" عما قريب".
هجمات مستمرة
ومنذ مطلع عام 2024 كثفت القوات التركية هجماتها التي تستهدف حزب العمال الكردستاني، حيث كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، علي البنداوي، عن "تسجيل حوالي 1000 هجوم خلال النصف الأول من العام الجاري"، مؤكداً لـ "الخليج الان"، أن "القوات التركية تمهد لهجوم بري واسع خلال المرحلة المقبلة لملاحقة PKK".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد زار العاصمة العراقية بغداد، في 22 من نيسان 2024، في زيارة استغرقت يومًا واحدًا، التقى فيها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لمناقشة ملفات عديدة منها ملف حزب العمال الكردستاني PKK.
وكانت "الخليج الان"، قد كشفت، في 24 من نيسان 2024 عبر مصدر حكومي رفيع المستوى عن حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الضوء الأخضر من العراق لشن عملية عسكرية واسعة النطاق؛ لملاحقة حزب العمال الكردستاني شمال البلاد.
ويتحصن حزب العمال الكردستاني، الموضوع على قوائم الإرهاب، في مناطق عديدة شمال العراق، أهمها: قنديل وسوران، وسيدكان، والعمادية، والزاب، وحفاتين، وكاره، ومناطق أخرى محيطة في شمال أربيل وشرقي دهوك.
وأكدت تركيا،على لسان مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع، زكي أكنورك، أمس، بأن بلاده تنسق مع الحكومة العراقية كل العمليات العسكرية التي تجريها قواتها داخل إقليم كردستان.