اجتياح رفح.. شهادات توثق تدمير الآلة الإسرائيلية آخر سلة غذائية للغزيين

محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 04:06 مساءً - دمر الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، آخر سلة غذائية، وهي المدينة التي تعد من مناطق القطاع الموردة للمزروعات الغذائية، خاصة وأن بها عددًا كبيرًا من الأراضي الزراعية الخصبة.

Advertisements

وتشتهر رفح بالزراعة التي تمثل المصدر الغذائي لغزة، إذ تبلغ مساحة تلك الأراضي نحو 30% من المدينة، وتقوم بشكل أساس على زراعة الزيتون والتوت البري والبطاطا والبندورة والخيار والحمضيات.

دمار كبير

وقال مجدي ضهير أحد المزارعين النازحين من رفح لوسط القطاع، إنه "وبالرغم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة؛ إلا أنه اعتاد زراعة أرضه الواقعة شمالي المدينة بمختلف أنواع المزروعات الغذائية، بالرغم من ارتفاع التكاليف".

وأوضح ضهير، لـ"الخليج الان"، أن "الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح أجبره على ترك عشرات الدونمات المزروعة بالخضراوات، والنزوح لوسط القطاع"، مشيرًا إلى أنه وبعد أكثر من شهر على تركها فإن المزروعات ستكون قد تعرضت للتلف.

وأشار إلى أن "الكثير من المناطق الزراعية غرب وشمالي رفح معرضة في الوقت الحالي للدمار والتجريف بالآلات الإسرائيلية، كما أن عدم قدرة المزارعين للوصول إليها سيؤدي لتدمير آخر سلة غذائية بقطاع غزة".

وبين ضهير، أن "القطاع الزراعي ومنذ بداية الحرب على غزة تعرض للعديد من الاستهدافات سواء بقصف الأراضي الزراعية أو تجريفها، أو منع إدخال المواد الخاصة بالزراعة"، مؤكداً أن المزارعين كانوا في دائرة الاستهداف بالحرب.

وأضاف: "خسائر بمئات الملايين من الدولارات جراء الحرب، والقطاع الزراعي لا يمكن أن يتعافى بسرعة، وهو بحاجة إلى دعم غير مسبوق، خاصة فيما يتعلق بالاستصلاح الزراعي، جراء الاستهداف المتعمد للأراضي الزراعية".

تلف المزروعات

وأكد المزارع الفلسطيني، خالد صيام، أنه "وغيره من المئات من المزارعين تركوا أراضيهم بمحاصيلها الزراعية في رفح، ونزحوا لمناطق وسط القطاع"، لافتًا إلى أن ذلك أدى لتلف جميع تلك المحاصيل وتدمير الأراضي الزراعية.

وقال صيام، لـ"الخليج الان": إن "ذلك سيكون سببًا بفقدان قطاع غزة جميع مصادر الخضراوات والمحاصيل الزراعية واعتماده في الفترة المقبلة على الاستيراد من الخارج من أجل الاستهلاك المحلي للسكان".

وأشار إلى أن "معظم الأراضي الزراعية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة لن تكون صالحة للزراعة، خاصة الأراضي التي تعرضت للقصف الإسرائيلي"، مؤكداً أن القطاع الزراعي بحاجة لإعادة تأهيل من جذوره بعد الحرب.

وتابع: "أمتلك 15 دونمًا زراعيًّا في شمالي وغربي رفح وبالرغم من صعوبات الحرب إلا أنني واصلت زراعة تلك الأراضي بالخضراوات، وقبل اجتياح المدينة بأسابيع كنت بدأت بزراعة أشتال جديدة، وهي الآن دمرت بسبب تركها واجتياح الجيش الإسرائيلي بعضًا منها".

ووفق المزارع الفلسطيني، فإن "هناك مخاوف أن تكون الأراضي الزراعية بمختلف مناطق قطاع غزة وتحديدًا جنوبها جزءًا من المنطقة الأمنية العازلة التي يسعى الجيش الإسرائيلي لتشييدها في غزة؛ مما سيكون كارثيًا على القطاع الزراعي".

تدمير الأراضي الزراعية

وفي تقرير له، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن "إسرائيل أخرجت 75% من مساحة الأراضي الزراعية في غزة عن الخدمة، إما بعزلها تمهيدًا لضمها للمنطقة العازلة على نحو غير قانوني، أو تدميرها وتجريفها".

وقال المرصد، إن "الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بتدمير السلة الغذائية للقطاع، ودمرت جميع مقومات الإنتاج الغذائي المحلي الأخرى"، متهمًا الاحتلال باتباع سياسة التجويع بحق الفلسطينيين لتكريس المجاعة.

وأشار المرصد، إلى أن "ذلك ضمن جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين للشهر التاسع على التوالي"، متابعًا: "منذ أكتوبر/ تشرين الأول، عملت إسرائيل على تدمير واسع النطاق للأراضي الزراعية؛ بهدف تجويع السكان وجعل أمر نجاتهم مرهونًا بالقرار الإسرائيلي بإدخال أو منع إدخال المساعدات الإنسانية".