محللون: خلافات قادة حماس تعرقل التوصل إلى هدنة في غزة

محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 04:06 مساءً - أكد خبراء ومحللون سياسيون أن حركة حماس قد تقدم تنازلات جديدة بشأن التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة، خاصة في ظل الخلافات الكبيرة بين قادة الداخل والخارج بشأن الملف العالق منذ عدة أشهر.

Advertisements

وحسب تقارير إعلامية، هناك تباين كبير في المواقف بين قادة حماس بالداخل والخارج بشأن التهدئة في غزة، إذ تتعرض قيادة الحركة في الخارج لضغوط كبيرة من أجل تقديم تنازلات في المفاوضات؛ إلا أن قيادة الداخل ترفض التعاطي مع تلك الضغوط.

وقبل أيام، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن حماس عرضت على كبار المسؤولين في قطر نسخة جديدة من المُقترح الإسرائيلي بعد إضافة عدد من التعديلات على بنوده، مبينة أن الوسطاء طالبوها بالتراجع عن التعديلات كافة، باستثناء مطلب وقف الحرب في غزة.

وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، جهاد حرب، إن خلافات حماس الداخلية بشأن الحرب على غزة بلغت ذروتها، خاصة في ظل التراجع الكبير في شعبيتها فلسطينياً، والخسائر الفادحة التي تعرض لها جناحها المسلح.

وأوضح حرب، لـ"الخليج الان"، أن الخلافات الداخلية تمثل أحد الأسباب الرئيسة في اتخاذ قيادة الحركة بالداخل قراراً بتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر، مبينا أن قيادة حماس في الخارج يعارضون الهجوم وتبعاته.

وأشار إلى أن حماس قد تجبر على تقديم تنازلات جوهرية خلال الفترة المقبلة؛ بسبب طول أمد القتال في غزة والخسائر الفادحة التي تعرضت لها، كما أن لديها مخاوف من صدور مذكرات اعتقال دولية بحق قياداتها السياسيين والعسكريين.

إسرائيل تماطل لهذا السبب

وأضاف أن الخلافات بين قيادتي الداخل والخارج هي السبب الرئيس في عدم التوصل لصيغة واضحة للتهدئة، وهي الجانب الذي تماطل إسرائيل بسببه في المفاوضات، على اعتبار أنه لا يوجد طرف يمكن إلزامه بتفاصيل الاتفاق.

وزاد: "بتقديري، قيادة الخارج ستضغط على قادة الداخل عبر التحذير من إمكانية صدور قرارات دولية ضد الحركة وقياداتها، ما يحجّم قدراتها على التواصل مع الخارج ويؤثر على تحركاتها السياسية، الأمر الذي سيدفع لتنازلات جديدة".

وأوضح المحلل السياسي أن حماس معنية بوقف الحرب على غزة، لكنها ترغب في اتفاق يمكنها من خلاله مواجهة سيل الانتقادات الذي يوجه لها من الشارع الفلسطيني بشأن حجم الدمار الذي تعرض له القطاع والخسائر الفادحة.

تفكك داخلي

ويرى المحلل السياسي، محمد هواش، أن حماس تعيش حالة من التفكك غير المسبوقة داخلياً؛ بسبب الخلافات بين قياداتها، لافتاً إلى أن ذلك يمثل بداية الانهيار للحركة التي تروج لاعتمادها على مبدأ القرار الجماعي.

وقال هواش، لـ"الخليج الان"، إن قيادة الخارج تبحث عن مخرج للحرب في غزة بأي ثمن، ويمكنها تقديم تنازلات غير مسبوقة من أجل التوصل لذلك، كما أنها ترغب في تجريد رئيس الحركة بالقطاع يحيى السنوار من جميع صلاحياته.

وأضاف: "أمام قيادة الخارج مهمة شاقة للغاية، وهي تدرك خطورة استمرار الحرب من دون التوصل لاتفاق، وأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ملاحقتها دولياً وإغلاق مكاتبها في بعض الدول". وتابع: "هذه خيارات قاسية لا تريدها قيادة حماس".

وأشار إلى أن قيادة الخارج تحصن نفسها بالرهائن الإسرائيليين وتعتبرهم الورقة الرابحة للخروج الآمن من الحرب، وهو ما يعمّق الخلافات بين الجانبين، مشدداً على أن هذه الخلافات ستكون لها تأثيراتها السلبية على الحركة لسنوات.

وحسب المحلل السياسي، فإن حماس ستقدم صيغة جديدة للتهدئة، ويمكن أن تتعاطى مع أية صيغة تضمن بقاء حكمها في غزة، لافتاً إلى أن قيادة الخارج ستبدأ فور وقف الحرب بالعمل على استبدال قيادات الداخل بآخرين موالين لهم، وفق تقديره.