من حل البرلمان إلى موعد التصويت.. 20 يوما فجرت المشهد السياسي الفرنسي

محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 04:06 مساءً - عاشت الساحة السياسية الفرنسية 3 أسابيع مثيرة من قرار حل البرلمان، يوم 9 يونيو، إلى التصويت اليوم في الانتخابات التشريعية المبكرة.

Advertisements

وسبّب الحل المفاجئ للبرلمان الفرنسي حالة صدمة في الأوساط السياسية الفرنسية، التي لم تجد الوقت الكافي لاستيعاب الأمر، وانخرطت في حملة انتخابية خاطفة تميزت بسلسلة من التقلبات والمنعطفات غير المسبوقة.

تطورات مثيرة

ويرصد تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تسلسلا للأحداث التي عاشتها فرنسا خلال الأسابيع الثلاثة، بدءا بإعلان ماكرون حل البرلمان، بمجرد ظهور نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي وصعود اليمين المتطرف، وصولا إلى يوم التصويت في الانتخابات التشريعية، ومرورا بالتحالفات والهزّات التي شهدتها الأحزاب الفرنسية.

ووجد نواب البرلمان الفرنسي أنفسهم فجأة خارج الجمعية الوطنية، وبدأ كثير منهم التفكير في سبل العودة إلى مناصبهم عبر خوض انتخابات فُرضت عليهم فرضا قبل ثلاث سنوات من انتهاء عهدتهم، بينما ابتعد آخرون عن المشهد.

وغداة حل البرلمان، سارعت القوى السياسية إلى بناء تحالفاتها على عجل لخوض الاستحقاق الانتخابي، وبدا حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في وضع مريح تماما، وخرجت قياداته لتتحدث بكل ثقة عن الأمل في الفوز بـ "الأغلبية المطلقة" في البرلمان، وكان أول طرف سياسي يعلن اسم مرشحه لرئاسة الحكومة في حال الفوز بالانتخابات، وهو جوردان بارديلا.

لكن التجمع الوطني أحدث انقسامات داخل حزب الجمهوريين؛ بسبب قرار رئيس الحزب إريك سيوتي، بشكل أحادي، التقارب مع الحزب اليميني المتطرف والتحالف معه لخوض الانتخابات التشريعية في بعض الدوائر الانتخابية؛ ما أثار انتقادات حادة لسيوتي وأحدث شرخا داخل الحزب وأضعف موقفه.

تجمّع اليسار

وعلى يسار المشهد، لم تحتج الأحزاب اليسارية أكثر من يومين لإعلان تشكيل "الجبهة الشعبية الجديدة" التي ضمت 4 أحزاب تمثل يسار الوسط إلى أقصى اليسار، وهي الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب الخضر البيئي وحزب "فرنسا الأبية"، على الرغم من الخلافات بين مكوناتها حول عدد من الملفات.

وبرز الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند خلال الأيام القليلة التي تلت حل البرلمان بظهور مفاجئ، وعودة إلى الساحة السياسية، حين أعلن ترشحه لخوض الانتخابات التشريعية.

وتصاعدت وتيرة الخطابات ذات المنحى الإيديولوجي خلال أيام الحملة الانتخابية، وتحدثت قيادات الجبهة الشعبية الجديدة عن قيادة "معركة حتى الموت" ضد "اليمين المتطرف" وحلفائه، بينما أطلق معسكر الوسط الموالي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سهامه يمينا ويسارا، ودعا الفرنسيين إلى نبذ "المتطرفين".