نقلت الحرب لولايات جديدة.. كيف سقطت "سنجة" في يد "الدعم السريع"؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 03:03 مساءً - في خطوة مفاجئة أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، سيطرتها على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، لينتقل بعدها الصراع من الجزيرة إلى ولايات جديدة.

Advertisements

وفي الوقت الذي كان الجيش السوداني يحشد فيه قواته بمدينة سنار لاسترداد منطقة "جبل موية" الإستراتيجية غرب المدينة من قبضة قوات الدعم السريع، تفاجأ بأن هذه القوات تلتف عليه من الخلف وتسيطر على مدينة سنجة عاصمة الولاية.

ويوجد في مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار مقر قيادة الفرقة 17 مشاه التابعة للجيش السوداني، حيث بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها بعد معارك لم تدم طويلًا.

وتقع مدينة سنجة في الاتجاه الجنوبي من مدينة سنار على مسافة نحو 60 كيلو مترًا، ولا سبيل أمام القادمين من جهة الشمال إلا المرور عبر مدينة سنار للوصول إلى سنجة، بيد أن قوات الدعم استخدمت طرق غير مألوفة للوصول إلى عاصمة الولاية، وفق شهود عيان.

وأكد الشهود لـ"الخليج الان"، أن قوات الدعم السريع التي تحركت من منطقة "جبل موية" سلكت طرق ترابية وعرة وسط الغابات والمشاريع الزراعية غرب سنار وصولًا إلى سنجة، التي هاجمتها من الاتجاه الجنوبي الغربي.

وأشاروا إلى أن قائد قوات الدعم السريع في محور سنار عبدالرحمن البيشي، هو ابن المنطقة ويعرف جغرافيتها وتضاريسها؛ ما مكّن قواته من الانطلاق من "جبل موية" والعبور حتى سنجة دون أن يُكتشف أمرها.

ورسم دخول وسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة سنجة علامات الحيرة وسط السودانيين، باعتبار أن الجيش كان يتحدث بثقة عن استعداداته لاسترداد منطقة "جبل موية" التي سقطت في يد الدعم السريع يوم الاثنين الماضي.

وجاءت سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة سنجة بعد ساعات من زيارة قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان إلى الولاية، وتفقده الخطوط الأمامية لقواته المتأهبة لاسترداد "جبل موية" وفق الإعلام العسكري للجيش السوداني، الأمر الذي مثل صدمة لأنصاره.

ولايات جديدة

وأكد خبير عسكري أن قوات الدعم السريع بدخولها مدينة سنجة نقلت الصراع من ولاية الجزيرة إلى ولايات جديدة هي سنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض، مشيرًا إلى أن "الدعم السريع" لديها قدرة عالية على التمويه لتشتيت الانتباه من هدفها الحقيقي، كما لديها القدرة على الالتفاف والمهاجمة المباشرة وفق تكتيك الكثافة النارية، مثل ما فعلته بدخولها سنجة.

وأضاف الخبير العسكري الذي طلب حجب اسمه لـ"الخليج الان"، أن "قوات الدعم السريع كانت تموه إلى تخندقها في الدفاع عن منطقة "جبل موية" الإستراتيجية؛ ما جعل الجيش يحشد قواته في سنار استعدادًا لمهاجمة "الدعم السريع"، فإذا بالأخيرة تلتف عليه من جهة الجنوب لتستولي على رئاسة قيادته في الفرقة 17 مشاه".

وأشار إلى أنه "بعد سقوط سنجة نقلت قوات الدعم السريع المعركة من ولاية الجزيرة إلى ولايات سنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض".

وأوضح أن الجيش السوداني المتمركز الآن في مدينة سنار ليس أمامه غير ثلاثة خيارات إما القتال لاسترداد سنجة أو الاستسلام أو الانسحاب شرقًا عبر طرق وعرة إلى مدينة القضارف، مشيرًا إلى أنه بات محاصرًا من جهة الجنوب والغرب والشمال، ولا منفذ أمامه إلا عبر جسر صغير يعبر النيل الأزرق شرقًا.

وأكد أنه لا توجد طرق معبدة تربط مدينتي سنار والقضارف دون المرور عبر ولاية الجزيرة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

هزيمة مذلة

وقالت قوات الدعم السريع، في بيان على منصة "إكس"، إنها بسطت سيطرتها التامة على عاصمة ولاية سنار بعد أن ألحقت هزيمة مذلة بقوات البرهان وكتائب الحركة الإسلامية الإرهابية وما يسمى بقوات الدفاع الشعبي "المقاومة الشعبية".

وأعلن أنها وضعت يدها عقب تحرير رئاسة الفرقة 17 مشاه في مدينة سنجة، على مخزون وافر من العتاد العسكري في خطوة مهمة سيكون لها ما بعدها باعتبار الموقع الإستراتيجي والأهمية العسكرية للفرقة. 

وأكد البيان استيلاء قوات الدعم السريع على عدد (112) عربة بكامل عتادها العسكري من بينها (بكاسي) مستنفرين وهيئة العمليات وما يسمى بكتيبة البراء بن مالك، وعدد (6) دبابات مجنزرة، وكميات من الأسلحة والذخائر والمدافع، وعدد (250) دراجة بخارية.

وتشكل مدينة سنجة ملتقى طرق رئيسي يربط شمال وجنوب وغرب وشرق السودان، وبعد سيطرة الدعم السريع عليها باتت متحكمة في خطوط وطرق الإمداد لعدد من الولايات هي "النيل الأزرق والنيل الأبيض وولايات كردفان ودارفور.

‏وتتميز سنجة بنشاط اقتصادي تشكل الزراعة مصدر الدخل الرئيسي فيه، وفيها مشاريع زراعية كبيرة لزراعة محاصيل الذرة والسمسم، إلى جانب تربية الحيوان والخدمات، والقطاع النباتي وعلى رأسه الصمغ العربي.