محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 11:13 صباحاً - فتحت مكاتب الاقتراع على كامل التراب الفرنسي، اليوم، أبوابها أمام أكثر من 49 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المبكرة، التي تُعدّ من أهم الانتخابات في العقود الأخيرة.
ويقول مراقبون إنّ هذه المحطة الانتخابية تُعدّ الأخطر في التاريخ الفرنسي الحديث، وقد تُعيد رسم المشهد السياسي في البلاد بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
شبح اليمين المتطرف
وتجري اليوم الأحد الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد ساعات من فوز أقصى اليمين في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، إذ أعلن حينذاك حل البرلمان، وأحدث القرار صدمة هزت البلاد.
ومنذ ذلك القرار يوم الـ9 من يونيو، عاشت فرنسا 3 أسابيع ساخنة، خاضت فيها مختلف القوى السياسية حملتها الانتخابية بشكل عاجل وأبرمت تحالفاتها، إذ أربك القرار أحزابًا بعينها، بينها حزب الجمهوريين الذي عاش انقسامات حادة بسبب ذهاب رئيسه إريك سيوتي إلى التحالف مع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف دون توافق مع قيادات الحزب.
ويتقدم 4011 مرشحًا لهذه الانتخابات، من أجل الحصول على 577 مقعدًا في الجمعية الوطنية الجديدة، وسط ترجيحات بحصول حزب التجمع الوطني على النسبة الكبرى من الأصوات، لكن دون الحصول على الأغلبية المطلقة التي تمكّنه من الحكم بمفرده، بعيدًا عن التحالفات، وفق معظم استطلاعات الرأي.
ويثير صعود اليمين المتطرف قلقًا بالغًا في فرنسا وحتى في دول الجوار، بينما يلعب المعسكر الرئاسي آخر أوراقه من أجل التصدي للصعود اللافت لليمين المتطرف منذ انتخابات البرلمان الأوروبي.
إقبال كبير
ويتوقع المراقبون إقبالًا كبيرًا على هذه الانتخابات، في حين تشهد الانتخابات التشريعية عادة امتناعًا كبيرًا عن التصويت، ففي عامي 2017 و2022، ذهب أقل من نصف المسجلين في القوائم للتصويت.
وبحسب وزارة الداخلية، تم تسجيل أكثر من 2.6 مليون ناخب منذ الـ10 من يونيو، أي اليوم التالي لإعلان حل البرلمان، وهذا الرقم أعلى بأربع مرات مما كان عليه قبل عامين خلال فترة مماثلة.
وحتى يوم السبت، توجهت أقاليم ما وراء البحار الفرنسية إلى صناديق الاقتراع، مع ارتفاع لافت في نسب المشاركة.
ويقول مراقبون إنّ المشاركة العالية لها عواقب على الاقتراع نفسه؛ لأنها تزيد من احتمال تأهل المرشحين للدور الثاني، إذ إنه من الضروري الحصول على نسبة من الأصوات لا تقل عن 12.5% من العدد المسجل ليتمكن المرشح من الوصول إلى الدور الثاني.
ودُعي الناخبون من سانت بيير وميكلون، وسان بارتيليمي، وسان مارتن، وجوادلوب، ومارتينيك، وغويانا، وبولينيزيا الفرنسية، والناخبون الذين يصوتون في المكاتب التي تفتحها السفارات والمراكز القنصلية في القارة الأمريكية، للتصويت منذ أمس السبت.