محمد الرخا - دبي - الأحد 30 يونيو 2024 02:13 صباحاً - عادت المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس إلى الواجهة من جديد بعدما انهارت مرات عديدة، بسبب تمسك طرفي الصراع بموقفهما، وسط تساؤلات عن دور الولايات المتحدة في تغيير مسار المفاوضات المتعثرة، في خضم السباق الرئاسي المحموم.
يرى المحلل السياسي طلال أبو ركبة بأن العودة إلى المفاوضات لن يأتي بجديد لا سيما وأن الطرفين لم يقدما أي تنازلات يمكن أن تؤدي إلى تغيير في نتائج المفاوضات.
وأضاف أبو ركبة في حديث لـ"الخليج الان"، إن "التغييرات على الأرض تصب في صالح الجانب الإسرائيلي لا سيما وأنه مستمر في عملياته العسكرية التي يستهدف من خلالها عمق المدن الرئيسية في القطاع ويزيد من حجم الضغوطات الداخلية على الأرض".
ورأى بأن العملية العسكرية الأخيرة التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي قبل يومين في حي الشجاعية جاءت في إطار عملية الضغط العسكري الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية لتسهيل مهمة الوفد الإسرائيلي المفاوض وتحسين شروطها على الطاولة.
ولفت المحلل السياسي إلى أن حركة حماس تواجه ضغوطًا هائلة على الصعيد السياسي والعسكري، لا سيما الضغوط القطرية التي جاءت بطلب أمريكي من أجل إبداء مرونة أكبر خلال عملية التفاوض في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتابع قائلا: "ضغط الرئيس بايدن من أجل إعلان وقف لإطلاق النار واحداث إنجاز للسياسة الخارجية الأمريكية تساعده في حملته الانتخابية المقبلة".
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة منصور أبو كريّم إن عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات من جديد جاء بضغط من الإدارة الأمريكية التي تسابق الزمن قبيل الوصول إلى موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني القادم لإنجاز وقف لإطلاق النار.
وأوضح أبو كريّم في حديث لـ"الخليج الان" بأن "الإدارة الأمريكية الحالية باتت تشعر بالقلق إزاء استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى جانب احتمالية اندلاع حرب جديدة على الجبهة الشمالية مع ميليشيا حزب الله، مما سيخفض من مؤشرات نجاح الرئيس بايدن الذي يتهمه نتنياهو بأنه يعرقل عملية القضاء على حماس".
وبين بأن حركة حماس مع استمرار الحرب يومًا بعد آخر وتغيير الواقع السياسي والعسكري على الأرض تفقد مزيدًا من الأوراق التي من شأنها أن تحقق لها مكاسب جزئية خلال عملية التفاوض.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على الأرض بالتوازي مع سلسلة الاغتيالات بحق قيادة حركة حماس، وعمليات تدمير البنى التحتية العسكرية والتحضير لمرحلة هي الأخطر والتي تعني بشكل غير مباشر إعلان السيطرة الكاملة على القطاع، مما يضع حماس في مأزق لا يمكنها التخلص منه إلا بتقديم المزيد من التنازلات.
وأورد أستاذ العلوم السياسية أن المناظرة الأولى بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونجاح الأخير في إظهار الأول بالضعف من شأنه أن يزيد من رغبة الإدارة الأمريكية من إيقاف الصراع والضغط من أجل وقف إطلاق النار.