محمد الرخا - دبي - السبت 29 يونيو 2024 06:03 مساءً - ضجة واسعة، وإيرادات تاريخية حققهما الفيلم المصري "ولاد رزق ٣"، الذي أنتجته الهيئة العامة للترفيه في السعودية برئاسة المستشار تركي آل شيخ، وبرعاية موسم الرياض، حيث إنه، خلال أيام قليلة، تصدر قائمة الأفلام الأعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية.
ورغم النجاح الذي حققه الفيلم في جزءيه الأول والثاني، إلا أن الجزء الثالث تفوق بشكل كبير للغاية من حيث الإيرادات، فضلاً عن استقطاب ضيوف شرف عالميين من بينهم الملاكم البريطاني تايسون فيوري، الذي يعد واحدًا من أساطير الملاكمة في العالم، بالإضافة إلى الفنان المصري كريم عبد العزيز الذي لاقى حضوره إشادة كبيرة من الجمهور.
ومع هذا النجاح الذي حققه الفيلم المصري، يطفو سؤال على السطح، وهو: هل الإنتاج الخارجي الضخم يمكنه إعادة بريق السينما المصرية المفقود؟
وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس لـ"الخليج الان" إن الاستثمار الأجنبي في السينما عمومًا موجود في معظم البلدان، مشيرة إلى أنه من الممكن الصعود بمستوى السينما بسبب الإنتاج الضخم، ولكن ببعض الشروط.
وأضافت الناقدة المصرية في تصريحاتها: "الاستثمار الأجنبي قد يعيد للسينما المصرية بريقها بشروط، أولها حرية الكاتب المصري في طرح الفكرة والقضية دون رقابة، وألا يشترط المنتج عليه أفكارًا بعينها قد تكون بعيدة كل البعد عن المجتمع المصري، ولا تتناسب معه".
أخبار ذات صلة
كامل الباشا لـ"الخليج الان": هذا ما ينقص السينما العربية حتى تصبح عالمية
وأشارت موريس إلى أنه من ضمن العوامل التي تساعد على الارتقاء بالسينما في ظل الاستثمار الأجنبي هو ترك مساحة من الحرية للمخرج في اختيار العاملين معه، وليس إجباره على ممثلين معينين.
وتابعت ماجدة موريس: "أما الأمر الثالث فهو أن يكون الفيلم معبّرًا عن قضية من داخل المجتمع المصري حقيقة، لأن أزمة السينما المصرية، الآن، داخل مصر تخص الرقابة على النصوص، وتخص ضعف الإنتاج، ولو حافظ المنتج غير المصري على النص واختيارات المخرج، ولم ينحاز لنوعية معينة من الأفلام كالأكشن لأفاد ذلك السينما المصرية واستفاد المنتج منها كثيرًا أيضًا".
من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي إن نمط الإنتاج تغيّر في العالم كله، وأصبحت دول تشارك في إنتاج أعمال في بلاد أخرى، وهذا الأمر ساعد في تطور السينما في دول عديدة.
أخبار ذات صلة
الفيلم السعودي "أندرقراوند".. عندما تتعانق السينما والموسيقى
وتابع الشناوي: "المسألة هنا ليست في الإنتاج الخارجي سواء كان عربيًا أو أوروبيًا، وإن كان يمكنه إنعاش السينما أم لا، ولكن المسألة الحقيقية والتي تعد مكسبًا كبيرًا للسينما المصرية، هو إن كان الإنتاج الخارجي يفتح آفاقًا جديدة، حتى على مستوى الفنيين، فجلب بعض فريق العمل من دول أخرى ودمجهم مع الفنيين المصريين يزيدهم خبرات".
ولفت الشناوي إلى أن وجود إنتاج خارجي ليس بالأمر الجديد على مصر، موضحًا: "أفلام يوسف شاهين دائمًا كان يوجد بها جانب فرنسي، والعديد من الأفلام المصرية التي شاركت في مهرجانات كبرى مؤخرًا، ستجد أنه بها جانب من الإنتاج غير المصري، إلى جانب المنتج المصري".
وقال الناقد المصري إن وجود إنتاج خارجي ليس وحده القادر على إنعاش السينما المصرية، لكن بالطبع له النصيب الأكبر بسبب الجانب المادي، وجذب عناصر جديدة للسينما، على حد قوله.