محمد الرخا - دبي - الجمعة 28 يونيو 2024 11:13 مساءً - قال خبراء روس إن صعود اليمين المتطرف في أوروبا، وارتفاع حظوظ فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، أجبرا الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي على وضع "خطة تسوية" لإنهاء الصراع مع روسيا.
وأضافوا أن إدارة كييف تريد أن تكون جاهزة بمبادرة منطقية للتسوية لتقدمها للمرشح الرئاسي دونالد ترامب في حال نجح بالانتخابات الأمريكية المقبلة.
وفي مؤتمر صحفي مع رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، قال زيلينسكي إن بلاده لا تريد إطالة أمد الحرب لسنوات، مقرا بضرورة الحوار مع روسيا.
وأضاف: "لم يكن لدي أي حوار معهم (الروس) خلال هذا الوقت، إذا حدث هذا في الظل، فهذا لا يتعلق بنا. نريد أن نفعل ذلك بشكل علني".
من جهته، قال الباحث في الشؤون السياسية إيغور بورونوف، في تصريح لـ"الخليج الان"، إن "الانتخابات في أوروبا وتوقعات صعود اليمين لن تكون مريحة لفريق زيلينسكي، رغم أنه متأكد من أن الإدارات الجديدة قد تدعم كييف، لكنها ستكون حذرة أكثر وستدفع للتسوية".
وأضاف: "لذلك يسارع زيلينسكي بتوجه سياسي جديد لوضع تصور منطقي لحل الأزمة مع الأخذ بالاعتبار الوقائع الميدانية على الأرض؛ لأنه بات يدرك أن الأراضي التي أخذتها روسيا لن تعود إلا بصدام مباشر بين روسيا والناتو، وهذا لن يحدث رغم محاولاته السابقة زعزعة الوضع".
وأوضح بورونوف: "هذا الإدراك جاء بعد عدة مواقف وتغيرات، أولها وضوح الغرب مع كييف بشكل قاطع في ملف الانضمام إلى الناتو، بالإضافة إلى النتائج المتوقعة للانتخابات في أوروبا، وكذلك حظوظ المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة".
وأشار إلى أن "هناك من قدم لزيلينسكي نصيحة لأخذ هذا التوجه للحفاظ على نظامه، وإمكانية تقبل إدارة ترامب في حال فوزه لإدارة زيلينسكي ودعمها بما يحفظ الحد الأدنى من الأهداف الكبيرة التي وضعها الرئيس الأوكراني".
زعيم جديد للبيت الأبيض
رأى الخبير في الشؤون الأوكرانية سيرغي ناركيزوف، في تصريح لـ"الخليج الان"، أن" فكرة قدوم زعيم جديد للبيت الأبيض دفعت زيلينسكي لاستباق الأحداث وتجهيز أوراقه لطرحها على الرئيس الأمريكي الجديد".
وتابع أن زيلينسكي "ربما وصل إلى قناعة بالتغييرات السياسية القادمة في الغرب، ولا يريد أن يكون منبوذا ومن دون مشروع واضح ومقبول".
وبشأن ما قد تحمله خطة التسوية التي أمر زيلينسكي بإعدادها، يقول الخبير في الشؤون الأوكرانية إنها "ستحدد الكثير من مفاهيم وحدة الأراضي الأوكرانية ومفاهيم السيادة، لكنها ستفتح الباب للتفاوض من دون شروط، وستتناغم مع خطة ترامب للتسوية، وفي الوقت نفسه قد يطرحها في مؤتمر سويسرا الثاني للسلام في أوكرانيا إذا تم عقده".
وتابع ناركيزوف: "سيتركها (خطة التسوية) مرنة لتتقبل ما قد يطرحه ترامب، ما يعني أن زيلينسكي سيذهب للتفاوض مع ترامب أولا لكي تكون مبادرته مدعومة أمريكيا، وبطبيعة الحال غربيا بعد الموافقة الأمريكية".
وخلص إلى القول إن "زيلينسكي يسعى إلى أن يكون جاهزا لأي تغير سياسي يمكن حدوثه في البيت الأبيض وكذلك في الاتحاد الأوروبي؛ لأن أصدقاءه اليوم ربما يصبحون مسؤولين سابقين بعد عدة أشهر، ولا مفر من جذب الطبقة الحاكمة الجديدة لكييف".