بعد "كارثة بايدن".. "شبح التداعيات" يخيم على المعسكر الديمقراطي

محمد الرخا - دبي - الجمعة 28 يونيو 2024 07:19 مساءً - رأت صحيفة "التلغراف" البريطانية، أن المناظرة بين المرشحين الرئاسيين للولايات المتحدة، كانت "كارثة" للحزب الديمقراطي، والرئيس جو بايدن الذي ظهر "مشوشا" مما جعل دونالد ترامب يسيطر على المشهد.

Advertisements

وقال الكاتبان تيم ستانلي وتوني دايفر في تحليل للصحيفة إن "المناظرة الرئاسية الأولى اعتبرت على نطاق واسع بمثابة كارثة لبايدن، وأثار أداؤه تساؤلات وشكوكا بشأن قدرته على مواصلة حملته الانتخابية، في المقابل، تمكن ترامب، على الرغم من عيوبه المعتادة، من البروز بقوة من خلال تسليط الضوء بشكل فعال على نقاط ضعف منافسه الديمقراطي وتقديم نفسه على أنه المرشح الأقوى".

ودعا الكاتبان "الديمقراطيين إلى التفكير في استبدال بايدن كمرشح لانتخابات عام 2024 من أجل تجنب فوز ترامب المحتمل".

عثرات بايدن

وفقا لتيم ستانلي، كانت "المناظرة أشبه بحالة طبية طارئة، وليس حدثا سياسيا، مبينا بأن أداء بايدن اتسم بصعوبات كبيرة. فمنذ البداية، ظهر الرئيس واهنا ضعيفا، وكان صوته بالكاد مسموعا، بينما أثار مظهره الجسدي وسلوكه مخاوف بشأن صحته وقدرته على الحكم لولاية أخرى، كما أنه طوال المناظرة، كانت ردود أفعاله مشوشة وغير متماسكة، ما يدل على تراجع في قدرته العقلية".

علاوة على ذلك، يقول ستانلي: "أسفرت محاولة بايدن تناول موضوع الرعاية الصحية خلال المناظرة الرئاسية عن حديث غير متماسك ومشوش، وهو ما سلط الضوء على مواجهته صعوبات في التواصل، في حين أظهر رد فعل ترامب السريع على ارتباك بايدن إلى أي حد يواجه الرئيس صعوبة في التعبير عن أفكاره بوضوح".

أداء ترامب

في المقابل، بدا ترامب أكثر سيطرة على الأمور، على الرغم من مبالغاته المعتادة غير أن القواعد الصارمة للمناظرة، بما في ذلك التحكم المنضبط في الميكروفون منعته من مقاطعته المعتادة، ولكن هجماته على بايدن كانت حادة وموجهة، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل الهجرة، التي تظل واحدة من أقوى القضايا في برنامجه الانتخابي.

أيضا، أكد ترامب مرارًا على تدهور صحة بايدن الجسدية والعقلية، وقال عبارات مثل: "ليس مؤهلاً ليكون رئيسًا. أنت تعرف ذلك وأنا أعرف ذلك. أنه سخيف".

ويرى ستانلي أن الديمقراطيين مثل بيت بوتيجيغ أو غافين نيوسوم كان من الممكن أن يحققا نتائج أفضل من بايدن في مواجهة ترامب.

بدوره، أيد الكاتب توني دايفر تقييم ستانلي، مشيرًا إلى أن أداء بايدن كان كارثيا حيث بدا أخرق وضعيفا ويكافح من أجل إكمال جمل وعبارات متماسكة".

وشهدت المناظرة لحظات أشبه ما تكون بالسخيفة والهزلية، حيث انخرط المرشحان في جدالات حول أمور "تافهة" مثل نتائجهما في لعبة الجولف، بينما سلطت هذه الدينامية الضوء على تقدم عمر الرجلين، وخلقت جوا عاما شبيها بأجواء مجتمعات المتقاعدين من كبار السن، بحسب الصحيفة.

ومع ذلك، تقول الصحيفة إن شكل المناظرة، الذي منع المرشحين من مقاطعة بعضهما البعض، لعب عن غير قصد لصالح ترامب، وسمح له بالاستفادة من نقاط ضعف بايدن دون الحاجة إلى اللجوء إلى تكتيكاته العدوانية المعتادة.

لحظات رئيسة

جاءت إحدى اللحظات الأكثر أهمية عندما حاول بايدن معالجة القضية الملحة المتمثلة في الدين الوطني، لكنه انحرف بعد ذلك فجأة إلى قضية أخرى لا علاقة لها بالموضوع وهي جائحة كورونا.

هذه اللحظة من التشتت والافتقار، وفقا للصحيفة، إلى التركيز انعكست بشكل سلبي على الرئيس بايدن، إذ كشفت عن الصعوبات التي يواجهها في الحفاظ على التماسك والحديث بوضوح تحت ضغط المناظرة.

وقال التحليل إن محاولات بايدن لشن هجمات شخصية ضد ترامب، ووصفه بـ "الأحمق" و"الخاسر"، جاءت بنتائج عكسية عندما اغتنم الجمهوري الفرصة للتأكيد على تقدم بايدن في السن واحتمال تدهور صحته العقلية.

التداعيات على الحزب الديمقراطي

أثارت المناظرة مخاوف جدية داخل الحزب الديمقراطي بشأن مدى كفاءة بايدن وأهليته كمرشح، بينما أثار أداؤه تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس يستطيع قيادة البلاد بشكل فعال لأربع سنوات أخرى؛ ما دفع البعض إلى اقتراح أن يفكر الحزب في مرشح بديل مثل بيت بوتيجيغ، أو جافين نيوسوم، أو حتى كامالا هاريس، فهؤلاء المرشحون قد يكونون أكثر فعالية في تحدي ترامب.