"عسكرة الضفة الغربية".. سلاح إيراني ينذر بـ"انفجار" صراع عنيف

محمد الرخا - دبي - الجمعة 28 يونيو 2024 04:06 مساءً - يثير التطور العسكري الأخير لدى المجموعات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية تساؤلات حول تمكن إيران من نقل الخبرات العسكرية المتطورة من قطاع غزة إلى الضفة، كما يزيد المخاطر الأمنية على إسرائيل.

Advertisements

وتؤكد تقارير استخباراتية أن إيران تعد من أبرز الممولين الماليين والعسكريين للفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، وأنها تسعى منذ سنوات لنقل الخبرات العسكرية من القطاع إلى شمالي الضفة في إطار الصراع الإيراني الإسرائيلي.

أسلحة متطورة

وأكدت تقارير عبرية أن "الأسلحة والعبوات الناسفة المستخدمة في الآونة الأخيرة من قبل المسلحين الفلسطينيين في مدن الضفة تشير إلى تطور في القدرات العسكرية لديهم، ما يزيد من المخاطر على الجنود الإسرائيليين العاملين في الضفة".

وفي السياق، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن "العبوة الناسفة التي انفجرت في جنين، أمس الخميس، وأدت إلى مقتل ضابط وإصابة 16 جنديًا آخرين، ترمز بكل قوتها إلى التدهور المستمر في الضفة الغربية".

وأضافت: "إذا كان الحديث قبل 3 سنوات يتناول التهديد بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة واستخدام السكاكين، وفي العام الماضي شمل أيضاً الأسلحة النارية التي تخترق المنطقة وتعرض الجنود للخطر، فنحن الآن في حالة أخرى، مرحلة العبوات الناسفة التي تستهدف قتل الإسرائيليين".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان)، عن مصادر فلسطينية في الضفة الغربية أنه "وفق مستوى التهريب الحالي لوسائل قتالية عبر الحدود الأردنية، فإن حركتي حماس والجهاد الإسلامي يمكنهما خلال عام مراكمة المعرفة والخبرة لإطلاق صواريخ من الضفة الغربية على إسرائيل"، بحسب قولها.

وأضافت الهيئة "الحديث لا يدور عن صواريخ كتلك التي جرت محاولات لإطلاقها من جنين، بل شبيهة لتلك الموجودة لدى حركة حماس في قطاع غزة وتطلق على منطقة غلاف غزة".

وتابعت: "الأسبوع الماضي كشفت الجهات الأمنية أن المال والخبرة يصلان عبر جهات إيرانية من لبنان عن طريق الأردن".

مساعٍ متواصلة

ويرى الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، أن "المساعي الإيرانية لتطوير القدرات العسكرية في الضفة الغربية وتحديدًا مدن شمال الضفة لم تتوقف منذ سنوات"، مبينًا أن إيران تريد تحويل شمالي الضفة إلى غزة جديدة.

مرحلة جديدة ستكون الأعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

يوسف الشرقاوي، خبير في الشأن العسكري

وقال الشرقاوي لـ"الخليج الان" إن "ذلك يأتي في إطار الحرب غير المباشرة بين إسرائيل وإيران، التي تهدف طهران من خلالها إلى إيجاد قواعد قتال قريبة جداً من المدن الإسرائيلية يمكنها استخدامها في أي حرب بين الجانبين".

وأوضح أن "الجهود الإيرانية تهدف إلى نقل الخبرات العسكرية المتطورة، وخاصة تقنيات الصواريخ، بما يمكن المجموعات المسلحة من ضرب قلب المدن الإسرائيلية بأقل مجهود ممكن، وذلك بسبب قربها من تلك المدن".

وأشار إلى أن "ما يحدث في الضفة يمكن اعتباره تكرارًا لسيناريو غزة، حيث بدأت الفصائل بمواجهة الجيش الإسرائيلي بأدوات بسيطة وبدائية للغاية، إلى أن تطورت بمساعدة الإيرانيين إلى أسلحة متطورة تصل إلى عمق إسرائيل".

وأضاف: "سنشهد خلال السنوات المقبلة تطورًا في القدرات العسكرية للعناصر الفلسطينية المسلحة في شمالي الضفة الغربية، سيؤدي إلى انتقال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى مرحلة جديدة ستكون الأعنف في تاريخ الصراع".

وتابع الشرقاوي: "مساعي تطوير المتفجرات والصواريخ في الضفة الغربية ونقل الخبرات العسكرية من غزة إلى شمالي الضفة لن يتوقف سواء من خلال الإيرانيين أم حركتي حماس والجهاد الإسلامي في القطاع"، على حد تقديره.

منظومة الصواريخ

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن "إيران وحلفاءها في المنطقة سيركزون جهودهم في الفترة المقبلة على نقل الخبرات العسكرية المتطورة من غزة للضفة الغربية، وتحديدًا منظومة الصواريخ التي جرى تطويرها في القطاع".

إمكانية إنتاج صواريخ متطورة تهدد الداخل الإسرائيلي تحتاج لسنوات

مصطفى قبها، خبير في الشأن الإسرائيلي

وأوضح قبها، لـ"الخليج الان"، أن "هذه الجهود ستصطدم بعدد من العراقيل، أبرزها الوضع الأمني والعسكري للضفة والسيطرة الإسرائيلية الكاملة على مدنها"، مشيرًا إلى أن "الاحتلال الكامل للضفة يُبطئ مساعي نقل الخبرات العسكرية إلى الضفة".

وبين أن "الفصائل المسلحة تطورت خلال الفترة الماضية سواء على صعيد أساليبها القتالية أم تصنيع العبوات الناسفة، وأن هناك محاولات مستمرة من قبلها لتطوير القدرات الصاروخية، وهو ما يحدث فارقًا كبيرًا في القتال".

وأضاف: "بتقديري، ستنجح المحاولات الإيرانية وإن بشكل جزئي في تطوير القدرات العسكرية للمسلحين في شمالي الضفة، وإنتاج صواريخ بدائية تهدد أمن المستوطنات الإسرائيلية والمواقع العسكرية في قلب الضفة الغربية".

واستدرك بالقول "إن إمكانية إنتاج الصواريخ المتطورة التي يمكن أن تهدد الداخل الإسرائيلي تحتاج لسنوات وربما لعقد من الزمن من أجل تحقيق هذا الهدف"، مؤكدًا أن المساعي لن تتوقف، خاصة أن ذلك يخلق معادلة جديدة من معادلات الصراع.