27 يونيو 2024, 5:49 م
الشارع الإيراني يترقب وسط غموض وتوتر يكتنف المشهد الانتخابي الطارئ في البلاد والذي يعد الأكثر إثارة في تاريخ إيران الحديث.
و بدخول البلاد مرحلة الصمت الانتخابي .. انسحب المرشحان المحافظان أمير حسين قاضي زادة هاشمي، وعلي رضا، من الانتخابات الرئاسية .. لا يوصف الانسحاب بالقرار الصادم، فهذه الانسحابات شائعة في الساعات الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، خاصة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة قبل إجراء التصويت.
تبقّى 4 مرشحين في سباق الرئاسة، يتوقع مراقبون أن تقتصر المنافسة على 3 أسماء، هي: المحافظان سعيد جليلي المفاوض النووي السابق، ومحمد باقر قاليباف الرئيس الحالي للبرلمان، إضافة إلى الإصلاحي مسعود بزشكيان نجم، هذه الانتخابات يعوّل عليها بأن تقلب موازين المشاركة الانتخابية، خاصة في تحريك صفوف الرماديين اللامبالين بالانتخابات الرئاسية.
يحق لحوالي 61 مليون مواطن إيراني التصويت لاختيار رئيس جديد لإيران، بينما تتأرجح التوقعات حول المشاركة بين النصف أو أكثر بقليل من عدد الناخبين.. أظهر استطلاع رأي أجراه مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى، مؤخرًا، تصدر "بزشكيان" قائمة المرشحين للفوز بالانتخابات.
وأشار الاستطلاع إلى حصول "بزشكيان" على نسبة 23.5% من الأصوات، بحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء التي أوضحت أن "قاليباف" حصل على المركز الثاني بنسبة 16.9% متقدمًا على جليلي (16.3%)
واللافت أن جليلي و قاليباف يتنافسان على نفس الكتلة، وهو ما يعزز فرص "بزشكيان" إلا إذا انسحب أحدهما.. فيما لا توجد مؤشرات على ذلك.
تطرقت صحيفة "خراسان"، المحسوبة على التيار الأصولي في إيران، إلى السيناريوهات المحتملة للانتخابات الرئاسية في إيران.
وأشارت الصحيفة إلى وحدة التيار الإصلاحي، واختلاف الأصوليين بشكل ينذر بتشتت أصوات أنصار الأصوليين.
الصحيفة الإيرانية توقعت أن تدخل الانتخابات جولة ثانية بسبب اقتراب نسب الأصوات المتوقعة للمرشحين، مرجحة احتمالية فوز الأصوليين في المرحلة الأولى أكثر من الثانية، ولهذا ذهبت إلى أن الأجدر بالمرشحين أن يتَّحدوا على مرشح واحد.. ورأت أن ذهاب الانتخابات إلى جولة ثانية سيكون لصالح التيار الإصلاحي ومرشحه بزشكيان.
تبقى انتخابات اختيار الرئيس التاسع لإيران بجولاتها المتوقعة وإستراتيجيات المرشحين مسرحًا مفتوحًا للتطورات المفاجئة.. فهل سيكون "بزشكيان" الفائز الذي ينعش آمال الإصلاحيين؟ أم أن المحافظين سيتمكنون من توحيد صفوفهم، وإعادة ترتيب الأوراق لصالحهم؟