محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 06:03 مساءً - تعرَّض الرئيس البوليفي لويس آرسي، الأربعاء، لمحاولة "انقلاب" نفذها عسكريون، للإطاحة بالرجل الذي يُعرف بأنه صاحب "معجزة النمو" في البلاد.
وحضّ آرسي مواطنيه على التعبئة ضد "الانقلاب" بعد أن حاول عسكريون اقتحام القصر الرئاسي وسط العاصمة لاباز.
وأتت دعوة الرئيس بعيد انتشار عسكريين مدججين بالأسلحة وعربات مصفحة أمام مقرّ الحكومة في لاباز ومحاولة جزء منها اقتحام بوابة القصر الرئاسي، بحسب وكالة "فرانس برس".
وقال آرسي في رسالة تلفزيونية إلى الأمة وهو يقف بين وزرائه داخل القصر الرئاسي: "نحتاج من الشعب البوليفي تنظيم نفسه والتعبئة ضد الانقلاب ولصالح الديمقراطية"، مضيفًا: "لا يمكننا أن نسمح لمحاولات الانقلاب أن تودي بحياة البوليفيين مرة أخرى".
من هو آرسي؟
ولد لويس آرسي، في 28 سبتمبر/أيلول عام 1963، في لاباز، ونشأ في عائلة من الطبقة المتوسطة، وبدأ دراسته المدرسية في العام 1968 وتخرج في المدرسة الثانوية في مسقط رأسه في العام 1980.
درس في معهد التعليم المصرفي في لاباز، وتخرج في البداية كمحاسب العام 1984، وفي العام 1991 حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة سان أندريس العليا قبل أن يكمل دراسته في الخارج في جامعة وارويك في كوفنتري في المملكة المتحدة، حيث تخرج العام 1997 بدرجة الماجستير في الاقتصاد.
كما أنه حاصل على درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة لوس أنديز وجامعة فرانز تامايو.
ويعتبر آرسي معارضًا لسياسات السوق الحرة، والليبرالية الجديدة المدعومة من واشنطن.
وكان الرجل، وزيرًا للاقتصاد في عهد الرئيس إيفو موراليس، الذي جعلته فترة حكمه، من 2006 إلى 2019، رمزًا لليسار في أمريكا اللاتينية.
وبعد ترك موراليس منصبه، أصبح آرسي رئيسًا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بعد الفترة القصيرة التي قضتها جانين أنيز في المنصب.
وعكست مسيرة آرسي المهنية المسار الاقتصادي لبوليفيا من الازدهار إلى الكساد.
وعمل آرسي في البنك المركزي، من العام 1987 إلى العام 2006، ثم قام موراليس بتعيينه وزيرًا للاقتصاد في العام 2006، وقاد اقتصاد الدولة الواقعة في منطقة الأنديز لأكثر من عقد من الزمن.
ويقول المؤيدون إنه كان مهندس "معجزة النمو" في بوليفيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، التي انتشلت كثيرين في واحدة من أفقر دول أمريكا الجنوبية من الفقر.
ولكن بحلول الوقت الذي تولى فيه آرسي منصبه، كانت بوليفيا قد تضررت بشدة من جائحة «كوفيد - 19»، والتوترات الاجتماعية الناجمة عن رحيل موراليس العام 2019 بعد احتجاجات في الشوارع وضغوط شديدة من الجيش.
وأصبحت بوليفيا منتِجًا مهمًا للطاقة، وانتقلت من دولة منخفضة الدخل إلى دولة متوسطة الدخل، وفقًا للبنك الدولي.
وانخفضت نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى 15%، وبنت الدولة الطرق السريعة، وعربات التلفريك، ونمت المدن.
لكن الدخل بدأ في الانخفاض في العام 2014، وبعد توليه الرئاسة، وصف آرسي الركود الذي تشهده بلاده بأنه "الأسوأ منذ 40 عامًا".