3 عوامل خفّضت سقف التهديد الإسرائيلي بالقضاء على حماس

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 06:03 مساءً - أثار مسؤولون إسرائيليون عاصفة من الجدل، عكستها وسائل الإعلام العبرية خلال الأيام الماضية، حين تحدثوا عن استحالة القضاء على حركة حماس بشكل كلي.

Advertisements

ويتناقض هذا التوجه مع نهج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف، الرامي لتحقيق "النصر الكامل" على الحركة الفلسطينية.

وذكر وزير الزراعة الإسرائيلي، رئيس "الشاباك" الأسبق، آفي ديختر، اليوم الخميس، أن إسرائيل "بعيدة عن تدمير حماس كسلطة"، رغم زعمه بأن تدمير قدراتها العسكرية "بلغ مراحل متقدمة".

وفي اليومين الماضيين، أثار مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، حالة من الجدل، عقب قوله في مؤتمر هرتسيليا، إن "حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها".

وأضاف أنه "يتعين وجود بديل لفكرة حماس، وأن الأيام المقبلة ستشهد إعلان السياسات التي ستجسد تلك الفكرة".

وسبق الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، كل من ديختر وهنغبي، حين ذكر الأسبوع الماضي، أن "الحديث عن تدمير حماس بشكل كلي أشبه بذر الرماد في عيون الجمهور الإسرائيلي".

وتترك تلك التصريحات انطباعات بأن هناك اتجاها ممنهجا يسعى إلى تخفيض سقف طموح الإسرائيليين بشأن القضاء على حماس بالكامل، عقب الحرب الدائرة منذ 9 أشهر في قطاع غزة، مع أن ظهور هذا الاتجاه يبقى محل شكوك بشأن أهدافه.

من احتجاجات أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماسAP

ضغوط داخلية

ومن بين الأسباب المحتملة التي تدفع إسرائيل للعمل على اتجاهين، الأول المضي في العمليات الميدانية والسعي لتحقيق هدف القضاء على قدرات حماس العسكرية والمدنية، والثاني هو التقليل من إمكانية القضاء على الحركة، هو تجنب الانتقادات الداخلية التي تواجهها الحكومة في ظل فشلها في إعادة الأسرى.

وتعد إعادة الأسرى الإسرائيليين، ولا سيما أحياءً، من وجهة نظر الشارع الإسرائيلي، هي الصورة الوحيدة المقبولة للنصر.

وبناءً على ذلك، يُفترض أن إسرائيل على الصعيد الرسمي تستغل الجدل بشأن القضاء على حماس، وتستخدمه كغطاء لحين العثور على الأسرى وتحريرهم بدون صفقة، أو الوصول إلى قادة حماس.

ووقتها ستعلن إسرائيل رسميًّا تحقيق النصر، وستتوارى الأصوات التي أشارت إلى استحالة القضاء على حماس، أو سيكون لها رأي آخر.

قوات إسرائيلية في غزةأ ف ب

الوضع الميداني

وما يعزز تلك الفرضية هو ما يحدث ميدانيًّا، فالصورة الميدانية مختلفة، حيث تواصل إسرائيل سيطرتها على محور فيلادلفيا ومعبر رفح، اللذين يعدان غاية أساسية لقطع شريان التهريب كما تدعي إسرائيل، دون أن تواجه تلك القوات المحتلة مقاومة بالقوة التي تثنيها عن احتلالها للمنطقتين، حتى الآن.

وخلال الفترة الأخيرة، تكرر حديث المحللين الإسرائيليين عن قرب إعلان الحسم على لواء حماس في رفح، الذي يضم 4 كتائب، وتقول إسرائيل إنها بصدد الانتهاء من مهمتها، وإنها اقتربت من تحقيق أهدافها في رفح، التي تعد المحطة الأخيرة في العمليات العسكرية المكثفة.

ويفسر ذلك تكرار الحديث عن قرب نهاية العمليات العسكرية المكثفة في مدينة رفح، والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، التي ستحوِّل قطاع غزة إلى نموذج أقرب للضفة الغربية.

وفي المرحلة الثالثة، سينشط "الشاباك" وأجهزة الاستخبارات الأخرى في عمليات جمع المعلومات، وبناء عليها سينفذ الجيش الإسرائيلي هجمات مستهدفة ضد بؤر وأهداف بعينها، دون الاضطرار للبقاء بشكل مكثف، ومن ثم ربما تصبح العمليات في غزة بلا نهاية.

عناصر مسلحة من ميليشيا حزب اللهرويترز

معضلة "حزب الله"

وتقف الاستعدادات للحرب على الجبهة الشمالية على رأس الأسباب التي تدفع مسؤولين إسرائيليين لتخفيف حدة التهديدات ضد حماس، إذ يمتلك مراقبون إسرائيليون قناعة بأن ميليشيا حزب الله ستوقف التصعيد لو انتهت حرب غزة.

ومن ثم يفترض أن تخفيف حدة اللهجة الإسرائيلية حاليًّا يصب في اتجاه إفساح المجال لاتفاق سياسي محتمل بوساطة أمريكية، لمنع الحرب الشاملة.

لكن في الوقت نفسه، يرى مراقبون إسرائيليون أن الاستعداد للحرب الشاملة مع ميليشيا حزب الله، والتي تقول التقارير الإسرائيلية إنها لن تخلو من العمل البري داخل جنوب لبنان، يتطلب نقل القوات العاملة في غزة إلى الشمال، وهو الأمر الذي أكد عليه موقع "واللا" العبري، اليوم الخميس، وكل ذلك يعني أن التصعيد مع "حزب الله" بدأ يصرف الأنظار أكثر فأكثر عن الأوضاع في غزة.

أخبار ذات صلة

خبراء: "اجتثاث" حماس هدف نتنياهو الإستراتيجي